أكد عبد الفتاح الفاتحي المحلل السياسي المهتم بشأن المغاربي في تصريح له لإذاعة راديو أطلنتيك أن تصريحات رئيس الوزراء الجزائري حول دور المغرب في اتهام بلاده بدعم كتائب القدافي في ليبيا، بأنه هروب إلى الأمام، وسعي جزائري متواصل لفرملة مساعي تحسين العلاقات ببين البلدين، ومنها قضية فتح الحدود لغايات إنسانية محضة، وإعادة بناء هياكل اتحاد المغرب العربي. مؤكدا أن أويحيى خرج بتصريحه ذلك لتعطيل مفاوضات فتح الحدود بين البلدين، ملقيا اللوم على المغرب. وفي سياق استعراضه للخلفيات السياسية التي أَطَّرَتْ تصريح أحمد أويحيى. أوضح الفاتحي -الذي كان ل “راديو أطلنتيك” في النشرة الإخبارية لمنتصف النهار- أن توقيت الخرجة الإعلامية للوزير الجزائري جاءت لتكبح ارتفاع الأصوات والمساعي الدولية الداعية إلى التعجيل بفتح الحدود بين المغرب والجزائر. وأشار الفاتحي أن تصريح أويحيى جاء مباشرة بعد انقلاب الموقف الروسي على العقيد الليبي معمر القدافي، وهو ما يعني أن الجزائر قد التقطت إشارة روسيا حليفتها التاريخية، فقررت إعادة صياغة موقفها من المجلس الانتقالي الليبي، فجعلت من المغرب مشجبا لخيبة دبلوماسيتها الدولية المستعدية لدول الجوار. وأبرز المحلل السياسي عبد الفتاح الفاتحي أن الغريب في تصريح رئيس الوزراء الجزائري أنه بدل أن يحل مشاكل سياسة بلاده الدولية حيال دولة جارة، ألقى باللائمة على المغرب بعدم انكشف دعم الجزائر للقدافي بالسلاح ومرتزقة جبهة البوليساريو. إذ يؤكد ثوار ليبيا ومجلسهم الانتقالي في أكثر من مناسبة بأن لهم أكثر من دليل قوي عن ضلوع النظام الجزائري في دعم كتائب القدافي بالطائرات والسيارات والسلاح ومرتزقة جبهة البوليساريو. وأضاف الفاتحي أن دعم النظام الجزائري لكتائب القدافي لم يعد خافيا على أحد، حينما أكدته تقارير صحفية ميدانية واستخباراتية دولية أكثر منها مواقف أمريكية، ذلك أن إيطاليا كانت البلد الأول الذي أثار دعم الجزائر لكتائب القدافي لتقتيل المدنيين الليبيين، ثم الموقف الفرنسي والبريطاني، فيما تأخر الموقف الأمريكي. وتساءل عبد الفتاح الفاتحي لماذا تصر الجزائر على ربط أزمتها الدبلوماسية مع المجلس الانتقالي الليبي على المغرب، في وقت طالب فيه الثوار الليبيون من الجزائر التزام الحياد من القضية الليبية، ووقف مساعداتها لمعمر القدافي، ولماذا لم تعلن الجزائر عن موقفها من المغرب إلى حدود اليوم وخاصة مباشرة لتأييد روسيا للثوار، ودعوتها للقدافي بالتنحي. وقال الفاتحي: “إن الجزائر أبت إلى أن تؤكد مرة أخرى أنها تعاكس الاجتماع الدولي على ضرورة تحكين العلاقات مع المغرب وفتح الحلول، والتفكير في أسس التعاون المستقبلي لتجاوز التحديات التاريخية الدولية المطروحة على البلدين، ومنها محاربة قاعدة المغرب الإسلامي...”. موضحا أن تصريح رئيس الوزراء الجزائري يعيد سبل التفاهم بين البلدين المعلنة قبل شهور إلى نقطة الصفر، وهو ما يجعل المغرب يائسا بخصوص مستقبل إعادة تنشيط هياكل اتحاد المغرب العربية على الأمد المنظور، ويدفع به إلى الالتحاق بقوة بمجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي دعاه للانضمام إليه.