دعا المشاركون في الدورة التدريبية التي نظمت بمراكش يومي 1و 2 أكتوبر 2010 حول "المرأة و السياسة و الإعلام و الاتصال"، كل هيئات الناشرين و الاعلاميين إلى تبني كلا من ميثاق التحرير و ميثاق الأخلاقيات يحرص كل منهما على حث الصحافيين المهنيين على النهوض في انتاجهم الإعلامي على مبدأ المساواة و احترام حقوق المرأة و إقرار مقاربة النوع و تحسين صورتها الاجتماعية و الرمزية، و أن يجعلوا من هذا التحسين قيما و سلوكا و خطة طريق و منهاج تستلهم منها و تؤطر من خلالها كل أعمالها و انتاجاتها الصحافية. و دعا المشاركون كل مكونات الجسم الإعلامي لمناهضة أي تصور أو توجه يسعى إلى التمييز أو الحط من كرامة المرأة عامة و المرأة السياسية و المنتخبة خاصة لاسيما إذا كانت تلك الصورة التحقيرية تعتبر أن المرأة حينما تكون مصدر للمعلومات لا تكون لها مصداقية بدعوى أن مصدرها امرأة، كما دعا المشاركون المرأة السياسية و المنتخبة خصوصا إلى أن تتحلى بالقوة و إلى كسب الثقة في نفسها و في كفاءاتها لتقوم بدورها على أتم وجه تجاه الإعلام خصوصا، بصفتها كمصدر للمعلومات و حليفا استراتيجيا للنهوض بالحقوق و القيم الإنسانية للمرأة دون تمييز بين الجنسين. و وجهت الدعوة للصحافيات و الصحافيين المدافعين بجدية عن حقوق المرأة و عن ثقافة المساواة و الإنصاف إلى تأسيس شبكات التضامن من أجل تبني مجموعة من الآليات و دعم فضاءات للمعلومات و تبادلها. و عن آليات تفعيل هذه التوصيات، أوضح الدكتور جمال الدين ناجي، الخبير الإعلامي و مؤطر ورشة الاعلاميين في تصريح لجريدتي "الصويرة نيوز" و "المغربية"، بأنها تأتي عن طريق تأسيس شبكات و فضاءات الكترونية للاتصال و تبادل الأفكار و الخبرات المهنية بين الاعلاميين، و بعث التوصيات الصادرة عن الورشة لكل المعنيين من صحافيين و ناشرين و إلى كل الأحزاب السياسية و المنظمات المدنية و إلى المنتخبين و هيئاتهم بصفة عامة، و كذا إنتاج مواد إعلامية تبرز التوجهات التي ركزت عليها الورشة في التعامل مع الموضوع. و عن الأجواء العملية التي اختتمت فيها ورشة الاعلاميين، أبرزت مرية مكريم رئيسة تحرير أسبوعية الأيام في لقاء مع "الصويرة نيوز" و "المغربية"، أن الأجواء كانت أجواء تشاركية من خلال محاكاة ندوة صحفية حيث تواجهت المرأة المنتخبة مع الصحافيين، و هي أي الندوة تمرين إيجابي أدى فيه كل طرف الدور المنوط به، و اتضح من خلاله للنساء السياسيات التعثرات و الفجوات التي بإمكان المرأة المنتخبة أن تواجهها في تعاملها مع عالم الصحافة الذي يخيفها، و كذا التقنيات و الفنيات المتبعة في التواصل مع هذا العالم بشكل جيد و إيجابي، كما كان التمرين من جهة أخرى، تستطرد مرية، فرصة لتمكين الصحافيين من مجموعة من الآليات التي عليهم أخدها بعين الاعتبار في أنتاجاتهم الإعلامية بعيدا عن كل الصور النمطية التقليدية المعروفة. و تهدف ورشة الاعلاميين بحسب تصريح أدلت به لجريدتي "الصويرة نيوز" و "المغربية" حميدة اليور الأستاذة الجامعية بمعهد الصحافة و علوم الأخبار بتونس و مؤطرة ورشة الاعلاميين، إلى نشر الوعي لدى نساء و رجال الصحافة بمسألة الأحكام النمطية التقليدية التي تقدم بها وسائل الإعلام المرأة ككائن بلا طموحات شخصية، و هي أحكام و صور لا تعكس حقيقة و واقع المرأة، كما تهدف الورشة من جهة أخرى إلى دعوة الاعلاميين إلى العمل على تطوير صورة المرأة من خلال إدماج مقاربة النوع في انتاجاتهم الإعلامية. و أوصى المشاركون في ورشة النساء السياسيات، بدعوة المرأة المنتخبة داخل كل الهياكل المنتخبة إلى أن تتحلى بروح المبادرة كأي ناخب و إلى الانخراط بكل ثقة في عملها بالاعتماد على كفاءاتها و شرعيتها التي يمنحها إياها وضعها كمنتخبة تم التصويت عليها بشكل ديمقراطي من طرف المواطنين و المواطنات، و بدعوة المؤسسات و الهيئات المنتخبة الوطنية و الجهوية إلى أن تضمن للمنتخبة بكل أصنافها حقها الطبيعي في الولوج إلى المعلومة، أي كل المعلومات المرتبطة بتدبير و تسيير الشأن العام في الهيئات التي تمثلها، الشئ الذي من شأنه أن يمكن المنتخبة من لعب دورها الفعلي و يسهل عليها إعطاء المعلومة الصحيحة للإعلام و الوسطاء و الفاعلين الشرعيين في الحياة السياسية بكل شفافية و ديمقراطية. كما أوصى المشاركون بدعوة الأحزاب السياسية و جمعيات المجتمع المدني و المنتديات الاجتماعية و المهنيين، خاصة منتدى النوع الاجتماعي في البرلمان لتطوير مقاربات الدعم و المرافعة لفائدة المنتخبة المحلية و النهوض بدورها إزاء الناخبين و الإعلام و دعم طموحها الشرعي كي تكون على قدم المساواة مع زملائها المنتخبين في الهيئات المنتخبة كفاعلة في التدبير و أخذ القرار و تطوير علاقتها مع الإعلام. و أيضا أوصى المشاركون من نساء و رجال الإعلام و النساء السياسيات بدعوة الهيئات المنتخبة إلى أن تسهل المساطر و توفير شروط العمل لأخذ القرارات و التواصل مع الإعلام و ذلك من أجل تمكين المنتخبة من تحمل دورها كاملا كأي ناخب، و بدعوة كل الهيئات الصحافية و جمعيات المجتمع المدني و الأحزاب السياسية و النقابات إلى مناهضة كل المحاولات التي تحد من دور المنتخبة و تتعامل معها كمجرد صوت انتخابي. و في تصريح ل"الصويرة نيوز" على هامش حفل اختتام الدورة التكوينية الذي عرف توزيع شواهد المشاركة على ممثلي مختلف وسائل الإعلام المشاركين في اللقاء التكويني، أوضحت كبيرة بن حيدة مستشارة بجماعة مجي التابعة للنفوذ الترابي لعمالة إقليمالصويرة، أن الدورة كانت ناجحة شكلا و مضمونا بفضل الإعداد الجيد و التنسيق المحكم بين المنظمين من جهة، و بينهم و المستفيدات و المستفيدين من فعاليات الدورة من جهة أخرى، و أثمنت الجهود التي بدلت من طرف مؤطري ورشة الصحفيات و الصحفيين و ورشة المنتخبات الجماعيات لتقريب المفاهيم و تصحيح مجموعة من الآراء و السلوكيات التي تشوه صورة المرأة في مختلف المنابر الصحافية و وسائل الإعلام، و أكدت كبيرة بن حيدة المستشارة الجماعية و الفاعلة الجمعوية بالصويرة، أن النساء السياسيات القادمات من أزيلال و أكادير و الصويرة كن على موعد مع المؤطرين و الخبيرين سناء العاجي و منصف العياري في ورشة متميزة لفهم تقنيات صياغة البلاغ الصحفي و تقنيات إدارة ندوة صحفية، و ميكانيزمات تحسين أدائها إزاء وسائل الاعلام، و طرق مواجهة كاميرا التلفزيون، و ما إلى ذلك من فنيات التواصل و التخاطب التي تروم تقوية و تحسين قدورات المستشارات الجماعيات في مجال تدبير الشأن المحلي . و يأتي عقد هذه الدورة التكوينية الثالث بمقر جمعية النخيل بمراكش، بعد دورة الحمامات بتونس و دورة قسنطينة بالجزائر، استجابة للتوصيات المنبثقة عن البحوث العلمية و الدراسات المنجزة في إطار المشروع الممول من طرف الحكومة الاسبانية، و المشترك بين معهد الأممالمتحدة الدولي للبحث و التدريب لترقية المرأة (الانسترو) و مركز المرأة العربية للتدريب و البحوث (كوثر) بشراكة مع الجمعية المغربية للمنتخبة المحلية. و من بين أهداف هذه الدورة، كما جاءت على لسان المنظمين في جلسة الافتتاح، بلوغ نوع من التوازن بين الناشطات و الناشطين في الحقل السياسي على مستوى الظهور في وسائل الإعلام و تطوير صورة المرأة التي يقدمها الإعلام عن المرأة الناشطة سياسيا، و ذلك من خلال إدماج مقاربة النوع الاجتماعي في الإنتاج الإعلامي المكتوب و المسموع و المرئي، علاوة على ذلك ترمي الدورة التي عرفت مشاركة إعلاميين و إعلاميات و ناشطات سياسيات من مختلف مدن و أقاليم المملكة، إلى تقوية قدرات الفاعلات السياسيات في مجال الحوار و التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة. و تجدر الإشارة إلى أن ورشة السياسيات كانت من تنشيط الإعلامية المغربية سناء العاجي و الخبير التونسي منصف العياري.