دعت توصيات الدورة التدريبية للمستشارات الجماعيات والإعلام ، المنظمة الجمعة والسبت 1 - 2 أكتوبر 2010 بمقر جمعية النخيل بمدينة مراكش تحت عنوان «المرأة والسياسة والإعلام والاتصال» ، إلى تعريف الإعلاميات والإعلاميين بواقع المشاركة السياسية للمرأة في المغرب وتحسيسهم بأهمية تلك المشاركة وأثرها على صنع القرار السياسي من ناحية ، والى تطوير علاقة المرأة الناشطة في الحقل السياسي وتحسين أدائها إزاء وسائل الإعلام ، وتم تنفيذ مراحل المشروع المشترك بين المعهد الدولي للتدريب والبحوث من أجل رقي المرأة (الانسترو) ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوثر) حول «تعزيز القيادية النسائية ومشاركة المرأة في الحياة السياسية ومسار أخذ القرار في الجزائر والمغرب وتونس» والمنجز بتمويل من الحكومة الاسبانية، وتميز اليوم الأول من الدورة التكوينية بالكلمة الافتتاحية لزكية المريني رئيسة الجمعية المغربية للمنتخبة المحلية التي أشارت إلى أهم الخطوات التي قطعتها المرأة المنتخبة وصولا إلى نظام الكوطا 12 في المائة ، و كانت مداخلة مريم بن سالم المسؤولة عن مشروع «الانسترو» حول «وضعية المرأة المغربية في الحياة السياسية ديناميات جهوية ووطنية» تطرقت فيها إلى المشاركة السياسية بالنسبة للنوع الاجتماعي بين الرجل والمرأة ومفهومه والإجراءات الايجابية لإدماج مفهوم النوع الاجتماعي بالمغرب خلال التسعينات، وتوجد اليوم بالمغرب في الحكومة التي تكونت اثر الانتخابات التشريعية المنعقدة في 07 سبتمبر 2007 ،خمس نساء منهن ثلاث وزيرات بنسبة 13.7 بالمائة ،المرأة داخل البرلمان في المجلسين 37 من أصل 595 أي بنسبة 5.78 بالمائة ، منهن ثلاثة مستشارات في الغرفة الثانية ، ويحتل المغرب المرتبة 101 من أصل 134 بلدا في وصول المراة الى مقاعد البرلمان ، والمرتبة خمسون في المناصب الوزارية ، بعد ذلك تم تقسيم المشاركات إلى مجموعتين، المجموعة الأولى المسؤولة عنها سناء العاجي مديرة الاتصال وصحافية تطرقت إلى صورة المرأة في الإعلام و ذ منصف عياري أستاذ جامعي بتونس تحدث عن الأدوات اللازمة للعمل والتواصل مع وسائل الإعلام وتم تسجيل لقاء مع مستشارات جماعيات بإقليم ازيلال وصويرة واكادير أبن خلاله عن حنكة وحوار جاد ومسؤول تميز بضبط قواعد وتمارين عملية لكتابة البيانات الصحفية، وتميزت الورشة الثانية التي أطرها جمال الدين ناجي أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال التي حضرتها مجموعة من المنابرالاعلامية الوطنية والجهوية والمكتوبة والمرئية والالكترونية وصحفيين مع حضور قوي لجمعية الأعالي للصحافة بازيلال التي أبان أعضاؤها الحاضرون على اهمية دور المستشارة القروية، وفي تصريح ل»رقية خنا فور» من إقليم ازيلال جماعة تيلوكيت أشارت إلى التجربة النموذجية التي عاشتها خلال الولاية السابقة وظهورها المتميز على الساحة السياسية وتحدثت أيضا أن هذه الدورة جاءت لفهم أدوات واليات الاشتغال مع الإعلام وكيفية تحرير البلاغات الصحفية ومواجهة الكاميرا أثناء لقاءات ومؤتمرات صحفية وتحسيس وتقوية قدرات المستشارات في جميع المجالات منها التواصل وتدبير الشأن المحلي وجندرات الميزانية وكيفية تطبيق بنود الميثاق الجماعي ،كما نطالب أيضا من خلال هذه الدورة برفع تمثيلية النساء داخل المجالس الحضرية والقروية إلى 30 بالمائة عوض 12 بالمائة، وكذا بالنسبة للمجالس الإقليمية والجهوية، وفي اليوم الثاني تم تقييم أشغال الدورة التكوينية والتحضير لمؤتمر صحفي ومحاكاة لندوة صحفية :امرأة سياسية في مواجهة صحفيين ، وفي الختام تقديم توصيات الدورة التكوينية على شكل التالي : الدعوة القوية لكل هيئات الناشرين والفاعلين الاعلامين إلى تبني كلا من ميثاق التحرير وميثاق الأخلاقيات، ويحرص كل منهما على حث الصحافيين المهنيين على النهوض في إنتاجهم الإعلامي على مبدأ المساواة واحترام حقوق المرأة وإقرار مقاربة النوع وتحسين صورتها الاجتماعية والرمزية ، دعوة الصحافيين والمعلنين بإلحاح إلى أن يجعلوا من تحسين الصورة الاجتماعية للمرأة وقضية المساواة بين الجنسين قيما وسلوكا وخطة طريق ومنهاج تستلهم منها وتؤطر من خلالها كل أعمالها وانتاجاتها الصحافية، كما ندعو وبإلحاح الصحافيين وكل المهنيين والجسم الصحفي لمناهضة كل توجه وأي تصور يسعى إلى التمييز والحط من كرامة المرأة عامة والمرأة السياسية والمنتخبة خاصة لاسيما اذاكانت الصورة التحقيرية تعتبر أن المرأة حينما تكون مصدرا للمعلومات لأتكون لها مصداقية بدعوى أن مصدرها امرأة، دعوة المرأة السياسية والمنتخبة خصوصا إلى أن تتحلى بالقوة لكسب الثقة في نفسها وفي كفاءاتها الخاصة لتقوم بدورها الإعلامي خصوصا ، أولا بصفتها كمصدر للمعلومات وحليفا استراتيجيا للنهوض بالحقوق والقيم الإنسانية للمرأة دون تمييز بين الجنسين والى ترسيخ ثقافة المواطنة والديمقراطية، دعوة المنتخبة داخل كل الهيئات المنتخبة إلى أن تتحلى بروح المبادرة كأي منتخب والانخراط بكل ثقة في عملها بالاعتماد على كفاءاتها وشرعيتها التي يمنحها إياه وضعها كمنتخبة تم التصويت عليها بشكل ديمقراطي من طرف المواطنين والمواطنات، دعوة المؤسسات والهيئات المنتخبة الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية إلى أن تضمن للمنتخبة بكل إنصاف حقها الطبيعي في الولوج إلى المعلومة المرتبطة بتدبير الشأن العام في الهيئات التي تمثلها الشئ الذي من شانه أن يمكن المنتخبة من لعب دورها الفعلي ويسهل عليها اعطاء المعلومة الصحيحة للإعلام والوسطاء والفاعلين في الحياة السياسية بكل شفافية وديمقراطية، دعوة إلى الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني والمنتديات الاجتماعية والمهنيين خاصة منتدى النوع الاجتماعي في البرلمان لتطوير مقاربات الدعم والمرافعة لفائدة المنتخبة المحلية والنهوض بدورها إزاء الناخبين والإعلام ودعم طموحها الشرعي كي تكون على قدم المساواة مع زملائها المنتخبين في الهيئات المنتخبة كفاعلة في التدبير واخذ القرار وتطوير علاقتها مع الإعلام ، دعوة الهيئات المنتخبة إلى أن تسهر دائما على أن تسهيل المساطر وتوفير شروط العمل لأخذ القرارات والتواصل مع الإعلام ، وذلك من اجل تمكين المنتخبة من تحمل دورها كاملا كأي منتخب ، دعوة كل الهيئات الصحافية وجمعيات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والنقابات إلى مناهضة كل المحاولات التي تحد من دور المنتخبة وتتعامل معها كمجرد صوت انتخابي .