يوم الأربعاء 18 ماي 2011 كان يوما استثنائيا ببوعرفة ، فقد نظمت عدة جمعيات ونقابات وقفات احتجاجية أمام مقر العمالة ببوعرفة لإثارة الانتباه إلى مطالبها ، ولحث عامل الإقليم على الاستجابة للوعود التي قدمها في لقاءات سابقة . لكن بدل التعامل مع هذه الاحتجاجات بشكل سلمي وحضاري ، فان عناصر القوات العمومية اختارت لغة العصا والسب والشتم والكلام الساقط . أمام هذا الموقف اختار ثلاثة أعضاء من جمعية المعطلين المسقلين اسلوب إحراق الذات ، حيث عمدوا إلى صب البنزين عن أنفسهم وإضرام النار . وقد نتج عن ذلك إصابة عضوين وهما : زياني رشيد ومكطوف محمد بحروق بليغة على مستوى الوجه والصدر والأيدي ، وقد نقل الضحيتان إلى مستشفى الحسن الثاني ببوعرفة ، وقد تم الاحتفاظ بمكطوف محمد، فيما نقل زياني رشيد إلى مستشفى الفارابي بوجدة . ونشير بأنه لولا تدخلات المعطلين والمعطلات لإنقاذ رفيقيهما لكانت النتائج أكثر من كارثية ، حيث ثمت الاستعانة بأغطية لإخماد الحريق . ومباشرة بعد هذا الحدث نظمت مسيرة شعبية جابت أهم شوارع المدينة للتنديد بالقمع والتعامل العنيف مع تظاهرات سلمية حضارية . لكن بمجرد وصول المسيرة الضخمة إلى مقر العمالة ، والتي كانت مطوقة بمختلف القوات العمومية من سيمي وقوات مساعدة وامن سري وعلني ، حاول احد المحتجين إضرام النار في نفسه إلا أن المناضلين منعوه من ذلك ، وهنا تدخلت آلة القمع للتنكيل بالمواطنين والمناضلين . الحصيلة : لقد نجم عن هذه الأحداث إصابات متعددة ، فحسب مصدر طبي فان عدد الضحايا قد بلغ أزيد من 40 حالة متفاوتة الخطورة ، ولم يتم استثناء المارة من نساء وشيوخ وأطفال ، ولحد كتابة هذه السطور فان الأحداث لازالت جارية بمجموعة من الأحياء الشعبية خاصة حي الشميط وحي الطوبة وحي الواد . الخروقات المسجلة : - تدخل القوات العمومية بدون سابق إنذار ودون احترام قانون الحريات العامة ، إذ أن القانون يقضي بان تشعر النيابة العامة المحتجين بواسطة مكبر الصوت ثلاث مرات ، - استعمال العنف من طرف القوات العمومية بواسطة العصي والحجارة . - اقتحام عناصر الأمن والقوات المساعدة إعدادية الفتح والاعتداء على التلاميذ داخل المؤسسة دون احترام لحرمة المؤسسة - الاستيلاء على أمتعة المعتصمين وبعض الأدوات الشخصية للمواطنين من هواتف ودراجات .... - تهديد الصديق كبوري داخل المستشفى أثناء تلقيه العلاج نظرا لإصابته على مستوى الظهر والرجل والرأس من طرف رئيس الشرطة القضائية ببوعرفة . هذا عبارة عن تقرير أولي ، وسنوافيكم بالمزيد من المعطيات بعد تجميعها في تقرير لاحق ، علما بان المواجهات لازالت جارية ، وطرقات وشوارع المدينة أصبحت مملوءة بالحجارة والإطارات المشتعلة .