بقلم : عبد الرحيم كجيج لعل الزيارة التي يقوم بها المبعوث الأممي للصحراء، فرصة مثالية لمجموعة من متتبعي الشأن السياسي بالمغرب؛ بحكم أن القضية لم تعد وطنية فحسب، بل تجاوزت ذلك لتصبح بمثابة كعكة تتخاطف عليها من مجموعة من البلدان المجاورة في مقدمتها إسبانيافرنسا و الجزائر، و لا ننسى أطماع أمريكا في الموارد الطبيعية بالمنطقة. مرت الأيام و الأشهر لتليها السنوات و اليوم القضية تعيش عقدها الرابع؛ ذون أي حل لهذه الأزمة، توالى عليها مجموعة من المبعوثين الأمميين في مقدمتهم جيمس بيكر، ألفارو دي سوتو و بيتر فان والسوم، ليتزعمها اليوم كريستوف روس. مع توالي السنوات تزداد القضية أكثر حدة و صراع، حيث أصبحت مياهها جد معكرة، لكن السؤال الذي يفرض نفسه من المسؤول عن تعكر هذه المياه؟ فالجواب بكل بساطة في إعتقاد البعض هي الجارة الجزائر، لكني سأختلف معهم لأن الواقع يثبت أن المسؤول الأول و الأخير هم أناس إستغلوا القضية لبلوغ السلطة و لتحقيق مصالحهم الشخصية، هذا مايدفع مجموعة من المواطنين بالأقاليم الجنوبية للمطالبة بمشروع الإنفصال. و من هنا تعود بي الذاكرة إلى أحداث أكديم إزيك التي كانت تعلوها مطالب إقتصادية و إجتماعية تعكس في بعدها السياسي فعلا أن هناك إغتصاب لهذه المطالب، مما دفع المسؤولين إلى الركوب على هذا الحدث حتى تفضح جرائمهم ليدعوا أنه مطلب إنقلابي إنفصالي يضرب في الوحدة الوطنية، لا أريد ذكر الأسماء و الأشخاص حتى لا نصنف في خانة العقول الصغير، لأن مايهمنا هو حل القضية في أقرب الأجال. ومن هنا أطرح السؤال، ماذا قدم مسؤولوا المجلس الوطني لشؤون الصحراوية للقضية، هل بادروا لفتح نقاش حقيقي و واقعي مع الصحراويين من أجل الحكم الذاتي كأقرب الحلول للواقع؟ و ماذا عن قصة أكجيجيمات التي يفهم خباياها إلا القليل؟ ووو و مجموعة من الأسئلة التي تتبادر لذهني التي لم أجد لها جواب. و في نهاية المطاف حتى لا أطيل عليكم، ماذام مجموعة من الأشخاص يدعون الوطنية و يتزعمون القضية، فلنعلم جيدا أنها لن تحل لأنه ليس في صالحهم تسوية النزاع؛ ليستمر النزاع و يتعاقب عليه مبعوثون أمميون في المستقبل، و المستفيد الأول و الأخير هم من ذكرت أنفا، و في نهاية المطاف ستسحب الثقة من روس ليحل محله أخر، لتسمر القضية في النزاع و الصراع؛ حيث هذا الطرح يتحمل الصواب كما يتحمل الخطأ لكن في نهاية المطاف هذه ليست إلا وجهت نظر.