تطرح الحرب في مالي البلد الاسلامي الواقع جنوبالجزائر عدة تساؤلات سياسية اقليمية ودولية واخرى دينية. واذا كانت هذه الحرب التي تقودها فرنسا بمباركة كل دول المنطقة كالمغرب والجزائر الهدف منها حسب ما هو مروج له تحرير المحتجزين والقضاء على القاعدة في بلاد المغرب الاسسلامي فان التساؤل العريض الذي يطرح هو لماذا لم تتدخل امريكا باعتبارها تقود الحرب على الارهاب منذ احداث 11 سمتمبر ولماذا تدخلت فرنسا بالضبط ؟. وحسب المحللين السياسيين فان تدخل فرنسا لم ياتي اعتباطا ولكن اتى لكون دولة مالي مستعمرة فرنسية قديمة وان فرنسا بتدخلها هذا تريد فقط الحفاظ على دورها ومكانتها الاستعمارية في دول افريقيا . وقد اثار تدخل فرنسا حفيظة بعض العلماء المسلمين الذين اعتبروا ان هذا التدخل يعتبر صليبيا محذرين من مغلة الاستعانة بالكافر لقتل مسلم واعتبروه خروجا عن الدين . وقد سبق للعلماء المغاربة ابان حرب الخليج ان اصدروا فتوى يردون فيها على العلماء السعوديين الذين اعتبروا ان التحالف مع امريكا البلد الكافر جائز لضرب النظام العراقي المسلم حيث قال العلماء المسلمون بان فتوى العلماء السعوديين خاطئة واستدلوا بآيات واحاديث في هذا الصدد. واليوم وقد سكت العلماء المغاربة فان العلماء الموريتانيين قد اجمعوا على تحريم هذا التحالف حيث اكدوا على ط رفض التعامل مع الدول الغازية ونصرة المسلمين في إقليم أزواد. وقال العلماء فى بيان لهم بان أعداء الدين يحاولون احتلال شمال مالي المجاورة وبالتالي يجب على المسلمين معرفة واجباتهم وتحمل مسؤولياتهم تجاه تلك الأرض وساكنيها. وأضاف العلماء” إن هذه الحرب المنتظرة ليست سوى امتدادٍ لمسلسل الحملات الاستعمارية التي طالت الكثير من بلاد المسلمين، فزرعت في فلسطين خراباً ودماراً حصد المقدسات والحرمات، وجرحت أفغانستان جرحاً لا يزال ينزف، وخلفت في العراق لوعة ودموعاً لا تجف، وأشعلت في السودان والصومال حرباً ما زال يذكو وقودها، وجعلت من بلاد المسلمين روافد للدموع ومنابت للأحزان”. وخلص العلماء الموريتانيين الى ان الحرب لا تجوز الاستجابة له بحال، لأن نصرة الكفار ضد المسلمين من أعظم أنواع الولاء للكفر وأهله، وهي من نواقض الإسلام الواضحة وضوح شمس الضحى“. وقال العلماء “إنه في هذا الظرف الحاسم يجب على المسلمين عموما وخصوصاً في هذه البلاد أن يصطفوا دروعاً دون إخوانهم، وألا يصل إليهم العدوُّ من جهتهم فضلاً عن أن يخذلوهم بإعانة العدوِّ عليهم”.