تزايدت الضغوط الدولية على قيادة جبهة بوليساريو بسبب انكشاف تورطها في إمداد كتائب القذافي بمقاتلين من المرتزقة في حربهم ضد الثوار في ليبيا. ونقلت تقارير أمريكية عن مسؤول المعهد الأمريكي للديانة والسياسات العمومية، قوله إن بوليساريو تجند مقاتلين في مخيمات تندوف وترسلهم إلى ليبيا للمشاركة في قتال الثوار لفائدة القذافي، مشيرا إلى أن الجبهة انتقلت إلى مرحلة ثانية، تهم ممارسة "الضغوط على سكان تندوف للعمل مرتزقة لدعم نظام معمر القذافي في ليبيا»، في حين نقلت صحيفة الواشنطن بوست، عن مسؤول ليبي قوله «إنه تم توظيف المئات من مرتزقة بوليساريو من طرف نظام القذافي»، مشيرا إلى أن «تفاصيل مفاوضات تتعلق بتوظيف 450 من مرتزقة الجبهة»، يتقاضون ما مجموعه 10 آلاف دولار لكل واحد منهم، مقابل قتالهم «إلى جانب القوات الموالية لمدة شهرين». وفي السياق ذاته، أكد أحد المسؤولين العسكريين الذين قاتلوا إلى جانب قوات القذافي، قبل أن يعلن التحاقه بالثوار، أن الزعيم الليبي أنفق ملايين الدولارات من أجل استقطاب قوات مدربة من بوليساريو، لدعمه في حربه ضد الثوار الليبيين، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق فعلا بتمويلات من أجل شهرين من القتال، وقد تضطر كتائب القذافي إلى تمديد عقودهم بعد أن اتضح أن المواجهة طالت أكثر من اللازم، وأفاد المسؤول نفسه، أن التعاقد مع مرتزقة من بوليساريو لمساعدة القذافي، تم بالتحديد خلال الفترة التي كانت كتائب القذافي تتجه نحو السيطرة على مدينة بنغازي، قبل أن تتحد قوات حلف الشمال الأطلسي وتمنعهم من الوصول إلى المدينة، وهي المعطيات، يضيف المسؤول العسكري الليبي، التي حصل عليها التحالف. وحاولت قيادة الجبهة جاهدة، على لسان ممثلها المكلف بالعلاقات مع بعثة مينورسو، امحمد خداد، نفي وجود مقاتلين من بوليساريو إلى جانب قوات القذافي، بسبب تزايد المعطيات التي تشير إلى تورط الجبهة في العملية، في حين فضحت تصريحات مسؤولين من المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، وجود مقاتلين من ميليشيات بوليساريو، يقاتلون إلى جانب مرتزقة في ليبيا. بالمقابل، كشفت معلومات حصلت عليها «الصباح» أن المخابرات الجزائرية جندت الوزير المنتدب المكلف بشؤون إفريقيا، بجبهة بوليساريو، ويدعى محمد يسلم بيسط، من أجل التنسيق مع القوات الموالية للقذافي، في إرسال مرتزقة من بوليساريو الجزائر، للقتال ضد الثوار الليبيين. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، اشتكى خلال استقبال الوفد الإفريقي ببنغازي، من تورط الجزائر في إرسال مرتزقة يدعمون كتائب القذافي، وأن رئيس المجلس، مصطفى عبد الجليل، تحدث مع الرؤساء الخمسة عن قضية المرتزقة القادمين من الدول العربية والإفريقية، وقال بتعبير صريح «حين أقول الدول العربية، أقصد الجزائر بصفة خاصة».