ندوة التواصل و تحليل الخطاب:رؤساء الجلسات: الأساتذة: د.زهور كرام؛ د.عبد الواحد المرابط ؛ د.نور الدين رايص. الأساتذة المشاركون ببحث: من داخل كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالقنيطرة :د.حسن لشكر(المغرب)- د. عبد الإله بوغابة (المغرب)- د .أحمد حافظ (المغرب)- د. عبد الله بنعتو (المغرب) و من خارج الكلية : د.عبد الواحد المرابط (المدرسة العليا للأساتذة الدارالبيضاء/المغرب)- د.عبد العالي بوطيب (كلية الآداب مكناس/المغرب)- د.إدريس الخضراوي (الكلية المتعددة الاختصاصات أسفي/المغرب) - د.سعيد جبار (كلية الآداب الجديدة/المغرب)- د.عبد المجيد النوسي كلية الآداب الجديدة/المغرب)- د.عبد الحق جابر (كلية الآداب الجديدة/المغرب)- د.ناصر برجاوي (كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالقنيطرة/المغرب) . اللجنة التنظيمية : د.حسن لشكر،د.عبد الإله بوغابة،محمد الكرافس،رضى شكرنط ، نادية الهداني مقررو الجلسات: عبد المجيد عزابي ،سهام حليوي ،محمد الكرافس لقد شرعت لجنة تنظيم ندوة " التواصل وتحليل الخطاب" في الإعداد لهذه الندوة القيمة منذ مدة ليست باليسيرة من بحر هذه السنة، وقد كلف ذلك اللجنة التنظيمية برئاسة د.حسن لشكر عملا دؤوبا للتحضير لها ، حيث عملت هذه اللجنة و طلبة ماستر التواصل و تحليل الخطاب كخلية نحل منذ الإعلان عن تاريخ انعقاد الندوة و تم تقسيم المهام بين أعضائها حتى تكون في مستوى التطلعات وتلقى الاهتمام العلمي و الفائدة المرجوين. ورقة الندوة: د.حسن لشكر يعد مصطلح الخطاب عنصرا مركزيا في أغلب المجالات المعرفية التي انشغلت بتنميط الانتاجات القولية ورصد خصائصها و بنياتها كالفلسفة و اللسانيات و السميائيات و نظرية الأدب ... الأمر الذي أفضى إلى تعدد التصورات المحددة له و طبعه بكثير من الالتباس و الاشتراك المفهومي. و قد أدرك علماء العربية أهمية الخطاب و حاولوا حصر مرتكزاته ، و لا شك أن الدراسة البلاغية في شقها الخاص بعلم المعاني تشكل نظرية خطابية متكاملة بالنظر لنسق القواعد و الاطرادات التي افرزها التنظير في سياقات القول و أنظمة التحاور ابتداء بالطلب و النفي و التوكيد و القصر و غير ذلك من الظواهر التداولية المختلفة. لقد ارتكز التفكير البلاغي العربي على توابث منها أن البلاغة هي المدخل الرئيس لتحقيق الخطاب حيث لا حديث عن البلاغة خارج الخطاب و على أساس ذلك تحدد مزية القول. من جهة أخرى ، يعود أول توظيف لمفهوم الخطاب إلى مجال الرواية ، حيث اعتبر الخطاب هو اللغة و النسيج اللذين يكونان الرواية ، بعد ذلك انتقل المصطلح لمجال اللسانيات للدلالة على العلاقة بين البناء اللغوي و المعنى ، حيث يكون من شأن تحليل الخطاب أن يتعقب جودة الترابط و التماسك بين أجزاء النص من خلال الآليات التي تمكن من تحقيق ذلك مثل أدوات الربط و الترتيب و الحذف و الإطناب. كما أفرز التفكير الفلسفي تصورات مختلفة بخصوص الخطاب...تصور فوكو الذي يرى أن العالم هو أكثر من مجرد مجرة من النصوص، بل ثمة تداخل بين الخطاب و السلطة، حيث أن السلطة تمارس تأثيراتها عبر الخطاب ...من جهة أخرى يشدد باختين على أن وحدات الخطاب الداخلي ترتبط بحسب قوانين التسلسل الحواري في خضوع تام لشروط الوضع الاجتماعي و الأوضاع التداولية المختلفة. لقد أدركت اللسانيات المعاصرة أهمية الخطاب ورصدت له جانبا مهما من دراستها ابتداء بدراسة الأفعال الكلامية مع فلاسفة اللغة العادية مرورا بنظريات الدلالة التصورية و وصولا إلى لسانيات النص التي تبنت جملة من الفرضيات الأساسية في نحو الجملة لصيغة نحو خاص بالجملة. و الأمر نفسه نجده في السميائيات السردية و السرديات و نظرية التلقي التي أولت الموضوع نصيبا من الاهتمام. التقرير التركيبي: تحت إشراف رئاسة جامعة ابن طفيل، كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالقنيطرة /المغرب، و رغبة منها في التعريف بمختلف المقاربات في مجال علمي قيم هو التواصل و تحليل الخطاب، نظمت وحدة "التواصل و تحليل الخطاب" برئاسة د.حسن لشكر ندوة وطنية يومي 15 و 16 مارس 2011 بمقر الكلية حول موضوع : " التواصل و تحليل الخطاب " وقد شارك في هذه الندوة نخبة من الأساتذة الباحثين والمختصين من الجامعات المغربية، عبر ثلاث جلسات توزعت بين صباحيتين و مسائية، حيث انطلقت الأشغال بجلسة افتتاحية تناول الكلمة فيها كل من السيد د.حسن لشكر منسق ماستر التواصل و تحليل الخطاب رئيس لجنة التنظيم ، و السيد عبد الحنين بلحاج عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تلتها ثلاث جلسات علمية امتدت على مدى يومين في إطار مجموعة من المحاور، حيث تناولت الأبحاث المقدمة مفهومي التواصل و الخطاب تنظيرًا و تطبيقًا، على النحو الآتي: - تحليل الخطاب مقاربات ونظريات - لسانيات الجملة ، لسانيات الخطاب - الخطاب في الدرس النقدي العربي القديم -الخطاب في الدرس اللغوي العربي القديم -الخطاب في التراث السردي -الخطاب في السرد الحديث الافتتاح: افتتحت أشغال الندوة يوم 15 مارس 2011 صباحا بالمدرج الأزرق بكلمة للسيد د. حسن لشكر منسق ماستر التواصل و تحليل الخطاب و المشرف على الندوة الذي ثمن أهمية هذه الندوة التي تدخل في صميم التخصص كركن تكويني من جهة و تساهم من جهة أخرى في التحليل العلمي الرصين لمفهوم الخطاب لاسيما و هذا الماستر هو الوحيد في الجامعة المغربية – اليوم – الذي استطاع تحطيم الجسور بين المسالك كما يقول الأستاذ لشكر.كما استعرض كذلك الامتداد المهم لهذه الندوة في الموسم القادم إن شاء الله و التي ستتوسع لتشمل الفضاء المغاربي و لم تفته الفرصة بدوره ليشكر الأساتذة المشاركين و اللجنة التنظيمية و الجهة الجامعية المحتضنة و طلبة الماستر. أما كلمة السيد عبد الحنين بلحاج عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالقنيطرة فأكدت على كون الندوة تندرج في إطار الرهانات العلمية للميثاق الوطني للتربية و التكوين مستجليا مجموعة من المحطات المفاهيمية حول التواصل و تحليل الخطاب و اللسانيات ،كما شكر اللجنة التنظيمية و المشاركين في هذه الندوة العلمية و تمنى أن تعود على المشاركين و الحاضرين بفائدة عظيمة على المستويين التكويني و العلمي. بعد ذلك تمت دعوة الحاضرين إلى حفل شاي. اليوم الأول: 15 مارس 2011 : الجلسة الصباحية : رئيسة الجلسة : د.زهور كرام المقرر : عبد المجيد عزابي ترأست هذه الجلسة د.زهور كرام التي اعتبرت هذه الندوة ذات بعدين علمي و تكويني لطلبة الماستر و الدكتوراه معا خاصة في مجال تحليل الخطاب الذي ينخرط في إطار الفكر النقدي الحديث و هي فرصة للباحثين و المشاركين لوعي درجة تفكيرنا و تحليلنا و أهمية الجانب الإدراكي في هذا النوع من المقاربات. المحاضرة الأولى قدمها الناقد المغربي د.عبد العالي بوطيب الذي سعد كثيرا بالمشاركة في هذه الندوة العلمية و قاربت مداخلته موضوع" من لسانيات الجملة إلى لسانيات الخطاب: قراءة في الطفرة السردية" حيث تركزت في مضامين الخطاب السردي و علاقته بالطفرة اللسانية التي كان الكل يشتغل قبلها على الرواية كجنس له هويته الأدبية الخاصة ،غير أن خصوصية الخطاب السردي حسب د.بوطيب تكمن بالأساس في كون الرواية تم تناولها من طرف معارف أخرى و لكنها مقاربات بقيت بطريقة هذه المعارف، كما أن بنية الخطاب و مقاربة الخطاب الروائي تطرح تصورين : إما دراسة نصوص سردية و استخراج البنية المتراكمة بين النصوص أو تكوين نموذج سابق و إسقاطه على جميع النصوص و هو تصور اللسانيات. التساؤل الإشكالي الذي طرحه الباحث هنا له أكثر من دلالة و هو : هل يصح علميا أن نقارب الخطاب بمقاييس لسانيات جملية؟ الواقع أن عملية المعنى حسب د.بوطيب لا تتحقق إلا بتشابك كل المستويات الفونولوجية و المعجمية و التركيبية و الدلالية و هو المؤشر الذي استفادت منه الدراسات السردية. المداخلة الثانية قدمها الباحث د.عبد الواحد المرابط في موضوع "مدخل ابستمولوجي إلى سيمياء التواصل" التي حصرها في مستويين داخلي و خارجي، كما تطرق الباحث إلى تعريف مفهوم التواصل انطلاقا من مجموعة من المرجعيات النظرية في الثقافة اليونانية و العربية و في المعاجم الفرنسية، ثم ميز في التواصل بين أربع اتجاهات هي الاتجاه الرياضي الهندسي،الاتجاه السوسيولوجي،الاتجاه السيكولوجي و الاتجاه السيميائي الذي تتركز حوله هذه المداخلة انطلاقا من تصورات بيرس، موريس ، دو سوسير، جان مارتيني و غيرهم ،معرجا على نظرية الأفعال الكلامية و معتبرا أن التصورات السابقة بقيت حبيسة الجانب الوصفي . العرض الثالث في هذه الجلسة الصباحية كان للباحث د. عبد الإله بوغابة في موضوع "أصول النظرية التداولية العربية علم المعاني نموذجا" و الذي اعتبر بدوره هذه الندوة فرصة للتكوين بعيدا عن القسم لا سيما و د.بوغابة يساهم في تأطير طلبة هذا الماستر،و قدم مقاربة متميزة لاستجلاء بعض مرتكزات النظرية التداولية المعاصرة و محاولة استجلاء امتدادها في البلاغة العربية من خلال علم المعاني. كما خلص الباحث في هذه المقاربة إلى عقد تقابل بين اللسانيات الحديثة التي تتميز بقوة تنظيرية خاصة تجعل اللساني لا ينفتح على النصوص الأدبية في الوقت الذي تميز الفكر العربي القديم بالتوازي بين التحليل و التقعيد. هذه المقاربة تجعلنا- حسب د.بوغابة دائما- نتساءل إذا ما كان هناك نموذج استطاع أن يقارب اللغة العربية بشكل كلي بناء على شواهد. أما العرض الأخير في هذه الجلسة فقدمه الباحث المغربي د. إدريس الخضراوي في موضوع" السرديات أو تحولات الوعي بالخطاب الأدبي" ، حيث قارب علم السرديات كعلم ينهل من علوم البلاغة و الشعرية و الاجتماع و الانتروبولوجيا مستعرضا تصورات باختين و موت السيميائيات في صيغتها الكلاسيكية عند البعض و النظرية الفرنسية و واضعا أهم المستجدات النقدية في هذا المجال (رفائيل باروني 2007 ) على المحك . بعد ذلك فتح المجال لمناقشة العروض من خلال مجموعة من التدخلات من الحضور توزعت ما بين أساتذة و طلبة و هي فرصة لتلقي الردود عن مدى التفاعل مع العروض و فرصة للأساتذة الباحثين لقياس ترمومتر الفضول المعرفي الذي أثاروه لدى الحضور. اليوم الأول: 15 مارس 2011 : الجلسة المسائية : رئيس الجلسة : د. عبد الواحد المرابط المقرر : سهام حليوي ترأس هذه الجلسة المسائية د.عبد الواحد المرابط حيث كان الحضور على موعد مع مجموعة من العروض نحت منحى تطبيقيا صرفا فجاء عرض الباحث د.عبد المجيد النوسي في موضوع "الخطاب الاجتماعي، تحليل نموذج تقرير الخمسينية" كخطاب ابستيمي يقوم على مجموعة من المفاهيم و يقدم قاعدة معرفية للمغرب خلال خمسين سنة وكخطاب اجتماعي حول ذات جماعية هي المغرب . مقاربة د.النوسي تناولت مصداقية هذا النوع من الخطابات الذي يتضمن حضور السلطة المركزية و تقزم السلطة المناهضة و يتأرجح بين الوقوف و الاستمرارية لا سيما و الوضع لم يتحول من القول إلى الفعل بعد هذا التقرير و ذلك بسبب أزمة ثقة على المستوى التعاقدي. بعد ذلك تدخل د.عبد الله بن عتو في موضوع" الإقناع في الخطاب الصوفي ، إشكالات تحليل الخطاب" فطرح أسئلة عديدة للنقاش حول هذا الصنف من الخطابات و سبر أغواره كخطاب يروم تحقيق الانتشار في أكبر قدر من الناس من خلال الاستدراج كوسيلة أسلوبية يستعملها الباث لجلب اهتمام المريد و محاولة إحضار الأنا و إخفائه رغم أن الخطاب الصوفي كما يقول الباحث د. بنعتو مغرق في الذاتية. و كسؤال إشكالي تساءل الباحث في الأخير قائلا: ماذا فعل صناع الحداثة و قصيدة النثر سوى أنهم تجاوزوا الفصل بين الطبيعي و الاصطناعي؟ عرض الباحث د. أحمد حافظ المعنون ب" رماد الأحلام المجهضة أو الرواية وتغير الخطاب "تميز بخصوصيته و هو يقدم قراءة متفردة في ثلاث نصوص روائية ، اثنتان للمغربيين محمد غرناط و عبد الرحيم جيران و الثالثة سينيغالية لأوصمان ديوب من خلال الاشتغال على تيمة الحلم و هي رؤية ينطلق فيها الباحث من مركزية الحلم في حياة الإنسان و في حياة المبدع كما صوره حليم بركات في روايته "الرجل بين السهم و الوتر" حين يقول" الإنسان لا يستطيع أن يحقق أمانيه في الحياة دون اللجوء لإلى الحلم ". د.سعيد جبار كعادته انتقل بنا إلى عالم تراثي سردي محض و هو يقارب موضوع " بلاغة الخطاب في نص رحلي كيف و لماذا؟" بانيا أساس مداخلته على مجموعة من المفاهيم و منطلقا من فرضية كون اللغة لا تعتبر مجرد وسيلة لوصف العالم من منظور تداولي بل هي أكثر من ذلك ، و هو ما ينطبق على نص رحلي اختاره الباحث هو رحلة العياشي المسماة "ماء الموائد" و مقاربة نصية للطيفة من لطائف الرحلة العياشية و ما يقدمه المقطعان المدروسان من تحولات موقف الرحالة- الشخصية من زاوية وحدة الوجود الصوفية، و ما يستندان عليه من بلاغة. بعد ذلك جاءت مداخلة هامة باللغة الفرنسية للباحث د. عبد الحق جابر في موضوع "سوسيولوجية الأدب و تحليل الخطاب " فجاءت مداخلته لتثري النقاش أكثر حول إنتاج النص في نظرية سوسيولوجية الأدب كما نظر لها لوسيان كولدمان ، و لتعمق البحث أكثر في ما وراء اللسانيات داخل الاشتغال النصي، معتبرا أن المبدع/الشاعر مثله مثل النبي له رسالة يؤديها و منبها إلى أن أي دراسة تحليلية لابد أن تنطلق من النص بالأساس . في ختام هذه الجلسة المسائية تم فتح المجال لمناقشة العروض و التفاعل معها و هو المعطى الذي جعل مجموعة من المتدخلين يقدمون وجهة نظرهم و يسائلون الباحثين محفزين باندفاع الفضول المعرفي و الاحتكاك العلمي . اليوم الثاني: 16 مارس 2011 الجلسة الصباحية: رئيس الجلسة : د.نور الدين رايص المقرر : محمد الكرافس ترأس هذه الجلسة الثالثة و الأخيرة د.نور الدين رايص من كلية الآداب و العلوم الإنسانية بفاس/المغرب، حيث كان الجمهور على موعد مع الباحث المغربي د.حسن لشكر في عرض جمع بين النظري و التطبيقي بعنوان " الخطاب السجالي في الرواية " مؤسسا مقاربة متجددة للخطاب الروائي لا سيما و هو يستكشف حضور الخطاب السجالي في رواية "العريس" لصلاح الوديع .في مستهل محاضرته اعتبر الباحث الأدب أكثر حكمة من العلم - مادامت الكشوفات العلمية نفسها أبرزت أهمية الخيال - خاصة في جنس الرواية التي هي- حسب د. لشكر دائما-ليست مجرد كتابة لحكاية ما و إنما هي كشف لمستور و تمزيق لحجاب. و قد اعتبر الباحث د.حسن لشكر رواية " العريس" نصا يستكشف الواقع و لا يروم تحقيق التخيل فقط ولكن هي نص عصي على التجنيس و سيرة جماعية لجيل ، وهو ما دفع الباحث كي يعلن انبناء النص على عناصر السجال و الحجاج في قالب ترسلي ساخر و في زمن سردي يحين المغامرة. مقاربة د.لشكر للخطاب السجالي اعتمدت كذلك على مجموعة من الأبعاد هي : البعد الواقعي و البعد التكراري و الحجج الجاهزة و غير الجاهزة و هي تتغذى في تمظهرها من آيات قرآنية و أحاديث نبوية و أمثال شعبية مع إيجاز اللفظ و إصابة المعنى و التنغيم و جودة الكتابة و هي العناصر التي تكون مجتمعة نهاية البلاغة. فالخطاب السجالي في رواية " العريس"– حسب الباحث د.لشكر– ينهل من دلائل شهائدية و تاريخية ،شواهد قرآنية ، الإيقاع و تسلسل الصور ،تقنية السجع ، قلب المفاهيم، الاقتباس ، الاستعارة و الحلم كوسيلة سجالية .كل ذلك جعل الباحث يخلص إلى اعتبار الخطاب السجالي هنا يتوجه إلى الآخر لإعادة إنتاج محكي الاعتقال السياسي و التوثيق أدبيا لمرحلة مهمة من تاريخ المغرب.. عرض الباحث د.ناصر برجاوي كان تطبيقيا و تناول موضوع" الخطاب السري" من خلال مقاربة اللغة السرية التي يستعملها رجال الدين "الطلبة" (بضم الطاء ) و التي تعتمد على خلق مقابلات من الأعداد لكل حرف و التعود على استعمالها فيما بينهم كشفرة خاصة لا يعلمها غيرهم و هي التي تعتمد على حساب الجمل و تقوم بالاحتفاظ بالكلمة المهمة ثم المرور إلى تشفير الجملة بمقابل عددي من 1 إلى 1000. و قد قدم مجموعة من الأمثلة لذلك. في الأخير جاء دور طلبة ماستر التواصل و تحليل الخطاب لتقديم ورقة اعتبرت الندوة فرصة لمد جسور الانشغال الفكري و تعميق النقاش حول مجموعة من التحديدات السيميائية و البحث في ماهية الخطاب في تغيير النظر إلى التراث كركام معرفي و ذلك لبناء نقد عربي حديث وقادر على مقارعة النقد الغربي . و كالعادة فتح مجال نقاش العروض و ورقة العمل بعد ذلك، ثم اختتمت أشغال الندوة على أن يستمر بريقها خلال الأعوام القادمة. الامتدادات المستقبلية: ستنكب اللجنة التنظيمية مستقبلا على خلق امتداد مهم لهذه الندوة في الموسم القادم إن شاء الله و التي ستتوسع لتشمل الفضاء المغاربي من خلال العمل على استضافة باحثين من الجزائر و تونس.