اشتبك أنصارٌ لحكومة إيران بمؤيدين للمعارضة التي دعت الاثنين إلى مظاهرات تأييدا لثورتي تونس ومصر وتطلب إصلاحات عميقة، لكنها لم تلق ترخيص السلطات، وقتل فيها شخصانِ، تبادل الطرفان الادعاءات بشأن انتمائهما السياسي. في وقت هدّد فيه القضاءُ بملاحقة "رؤوس الفتنة" و"المفسدين في الأرض" وسط دعوات لإعدامهم، وإلى تنظيم مظاهرات ضدهم الجمعة المقبلة. ووقعت اشتباكات اليوم في جامعة طهران خلال جنازة شاب قتل بالرصاص الاثنين الماضي. وتحدث التلفزيون عن آلاف من الطلبة والناس اشتبكوا بعدد محدود من الأشخاص على علاقة كما يبدو ب"حركة الفتنة". ويقول أنصار الحكومة إن القتيل واحد منهم، وكان عنصرا بقوات الباسيج. لكن المعارضة، وإن لم تنكر أنه من الباسيج، فإنها أكدت أنه قرر المشاركة معها في احتجاجات الاثنين، والتي كانت الأولى من نوعها منذ نحو عام. وتحدثت مواقع إلكترونية تابعة لها عن 1500 أوقفوا خلال المظاهرات، لكن وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية نقلت عن المدعي العام غلام حسين محسني إيجئي قوله إن معتقلين كثيرين أفرج عنهم بالساعات الأولى من اعتقالهم. "رؤوس الفتنة" لكن إيجئي قال إن "رؤوس الفتنة" سيحاكمون، بعد أن طلبت ذلك أغلبية برلمانية، شددت على ضرورة إعدامهم. وتحدث نائب قائد شرطة طهران عن 150 شخصا فقط شاركوا بمظاهرات الاثنين، لكن مير حسين موسوي، وهو أحد أبرز رموز المعارضة، تحدث عن "تجمع مجيد" و"إنجاز كبير لشعب عظيم من أمة عظيمة". وأكد القيادي الثاني بالمعارضة مهدي كروبي اليوم أنه مستعد ل "يدفع الثمن"، وامتدح المتظاهرين وهاجم السلطات ودعاها إلى أن "تزيل الوقر من آذانها وتسمع صوت الشعب قبل أن يتأخر الوقت" واتهم أشخاصا علاقاتهم بمؤسسات السلطة معروفة وفق قوله بأنهم وراء العنف الذي شاب المظاهرة. وردد المشاركون في مظاهرات الاثنين هتافات تندد بالرئيس محمود أحمدي نجاد وبمرشد الثورة علي خامنئي. أتباع أميركا وتعليقا على المظاهرات، قال نجاد "مثيرو تلك الأحداث يتعين عليهم أن يعرفوا أنه لا يمكنهم أن يقوضوا الوضع الراهن". واتهم رئيس البرلمان علي لاريجاني الولاياتالمتحدة ومن سماهم أتباعها في الداخل، باستهداف استقرار البلاد، في حين نقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن مسؤول أمني حديثه عن "معلومات بأن أميركا وبريطانيا وإسرائيل وجهوا زعيميْ المعارضة اللذين دعوا إلى التظاهر" في إشارة إلى موسوي وكروبي، وكلاهما يخضع للإقامة الجبرية. ودعا مجلس تنسيق الإعلامي الإسلامي (وهو مؤسسة حكومية) اليوم إلى المشاركة بقوة في مظاهرة تنظم الجمعة بطهران للتنديد بحركة المعارضة "الشريرة". وأخطرت وزارة الإرشاد ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية بمنعها أي نشاط صحفي خارج إطار مكاتبها سواء خصت التغطية الشأن السياسي أو الاقتصادي. وقد عبّرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن تأييدها الصريح ل"تطلعات الناس الذين خرجوا إلى الشوارع" بينما دعت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون سلطات إيران إلى أن تدع المتظاهرين ينظمون احتجاجاتهم ما دامت سلمية، في وقت نددت فيه فرنسا بشدة ب"أعمال العنف المرتكبة ضد المتظاهرين".