يتحلى مغاربة جنوب إفريقيا كغيرهم من مغاربة العالم بكثير من التعبئة واليقظة للتصدي لكل المخططات التي تستهدف وحدة المغرب الترابية، وهو ما يؤكده انخراطهم المتواصل في تعزيز التمثيل الدبلوماسي وتفعيله بأساليب احترافية عن طريق تنسيقهم مع الدبلوماسية الرسمية المتواجدة بعاصمة جنوب إفريقيا بريتوريا. وقد لامسنا خلال مشاركتنا في المهرجان العالمي للشباب والطلبة الذي أقيم أخيرا بجنوب إفريقيا مدى قوة المبادرات التي يقدم عليها المغاربة المتكتلين في جمعيات تسخّر كل مجهوداتها للتعريف بمبادرة الحكم الذاتي وبالمؤهلات الاقتصادية والسياحية التي يزخر بها المغرب والتنمية الواسعة المجال التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية، مطالبين في مجموعة من المناسبات المجتمع الجنوب إفريقي بالضغط على حكومتهم من أجل دعوة الجزائر وصنيعتها البوليساريو لرفع المعاناة عن المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف وتمكينهم من حقهم في التنقل والعودة إلى بلدهم المغرب. فلم يكن أمام هذه المبادرات المحمودة سوى تجاوب المواطنين البسطاء بجنوب إفريقيا مع الوطنية التي تتحلى بها جمعيات الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد الإفريقي الذي عرف بعدائه الرسمي لوحدة المغرب الترابية ودعمه لأطروحة الانفصال ولمرتزقة البوليساريو . ولم تقف اجتهادات جمعيات الجالية المغربية عند هذا الحد فقد تفرغ أعضاؤها بشكل فردي للتعاون مع الوفد المغربي المشارك في المهرجان العالمي للشباب والطلبة، واختار البعض منهم مدّ المشاركين المغاربة بكافة وسائل الدعم فيما تكلف البعض الآخر بتقديم خدمات لوجيستيكية لهم أما البعض الآخر فتجند بشكل وجداني للمواجهة مع خصوم الوحدة الترابية إلى جانب أعضاء من الوفد المغربي. وقد كان المواطن المغربي حسن التوري أحد هؤلاء ، حيث وجد نفسه , خلال زيارة قام بها للرواق المغربي بالمهرجان, يرفع شعارات مؤيدة للوحدة الترابية للمملكة ولقضيتها العادلة, معبرا بحماس عن تشبث المغاربة بوطنهم الأم, قبل أن يتعرض لاعتداء غادر على يد انفصاليين أمام أنظار المشاركين في المهرجان وزواره. واستمر نضال حسن التوري ضد مرتزقة البوليساريو ليصل إلى حد تسجيله شكاية لدى أمن بريتوريا ضد انفصاليين اثنين ألقت شرطة جنوب إفريقيا القبض عليهما ووضعت الأصفاد في يدهما وسحبتهما من المهرجان، ليتم إخضاعهما للحبس الاحتياطي لمدة ثلاثة أيام ، حيث تدخل مسؤول في السفارة الإسبانية من أجل الإفراج عنهما بعدما فشل في إرشاء حسن التوري . مغربي آخر، رئيس جمعية مغاربة جنوب إفريقيا، أعلن للعالم أن المغاربة لا يمكن أن يستسيغوا كل المفردات التي من شأنها أن تطيح من كرامتهم، فرفع دعوى قضائية لدى الهيئة العامة لحقوق الإنسان بجنوب إفريقيا، ضد الوفد الاسباني الذي نعت أعضاء الوفد المغربي ب"المورو" وهو نعت قدحي عنصري أكد رئيس مغاربة جنوب إفريقيا في شكايته أنه لا يمكن أن يسمح بتداوله في دولة ناضلت سنوات عديدة ضد " الأبارتيد ". وعزز رئيس جمعية مغاربة جنوب إفريقيا شكايته بشريط سجله أثناء استفزاز الوفد الاسباني للمغاربة وتعليقهم لافتة ساووا فيها بين المغرب وإسرائيل وعبثوا بالعلم المغربي وانهالوا على المغاربة بكثير من السب والشتم، في الوقت الذي كان فيه الوفد المغربي منشغلا بإنجاحه لندوة حول الحكم الذاتي. مواقف المغاربة المقيمين بجنوب إفريقيا يصعب تعدادها لارتباطها بشعورهم الوطني وانتمائهم إلى بلد اسمه المغرب... وخير ما يخدم به هؤلاء المناضلون وطنهم هو تحبيب المغرب لدى الجنوب إفريقيين، وقد تمكنوا من ذلك رغم أن عددهم قليل لا يكاد يتجاوز ال 2000 مغربي يستقر أغلبهم في بريتوريا و جوهانسبورك وكيبتاون.