من علامات غياب البركة مند تعيين عامل إقليم جرادة هل ذهبت البركة من حياة ساكنة جرادة، بمجرد تنصيب عامل إقليم جرادة ؟ فالناس يشتكون باستمرار من غياب البركة. ويقولون أن الحياة أصبحت أصعب من أي وقت مضى ، وأنهم في الماضي كانوا أحسن حالا، رغم أنهم كانوا أكثر فقرا ، ويعيشون في منازل ضيقة او براريك . واحدة من علامات غياب البركة ، هي أن الناس اليوم لا يكفيهم المال أبدا . هناك مسؤولون يربحون أكثر من 20 ألف درهم في الشهر، ويقولون أنهم يعانون ولا يستطيعون الوصول إلى أخر الشهر . في الماضي كان الموظف البسيط لا يربح أكثر من 1500 درهم في الشهر ويربي فيلقا كاملا من الأطفال ، واليوم يربح المسؤول مالا كافيا ويربي طفلا او طفلين ، ومع دلك فانه دائم الشكوى . لكن القضية هنا ليست متعلقة بالبركة فقط بل بأشياء كثيرة أخرى ، لان المغرب يتغير بطريقة غريبة جدا ، أي المسالة ، ادن ليست مسالة بركة ، بل قضية سوء تسيير وتدبير . هدا الأمر ، الذي لم يعد يجد من يحتج ضده باستثناء بضع جمعيات يخرج أفرادها بين الفينة والأخرى لمواجهة هروات الأمن ، بينما الأحزاب والنقابات لفظت أنفاسها الأخيرة مند زمان . اختفت البركة مند أن أصبح العامل يسير خلف أصحاب الكرويات ليسأل عن الوجهة التي ياخد إليها صاحب الدابة الأجور أو السلك أو الاسمنت . فهدا الأمر يعني أن السيد العامل لا يجد مايشغله وان الفراغ هو الذي دفعه إلى مزاولة المهام التي هي من اختصاص أعوان السلطة . غابت البركة مند أن التهمت الساندريات في بحر أسبوع ثلاثة ضحايا في ريعان شبابهم ، بينما أباطرة الساندريات منغمسين في اللهو وليالي الملاح . اختفت البركة مند أن قدم الدكتور استقالته من رئاسة البلدية ، فاسحا المجال أمام تجار البؤس ليعثوا فيها فسادا . اختفت البركة لما نام مرضى السيليكوز في العراء احتجاجا عن سوء أوضاعهم بينما السيد العامل ينعم في فراشه الوثير بالدفء . اختفت البركة لما منع السيد العامل المواطنين المغلوبين على أمرهم من إصلاح أسقف منازلهم التي تآكلت وأصبحت آيلة للسقوط بحجة الحصول على التصميم الهندسي الذي ثمنه يتجاوز ثمن منازلهم مع أثاثها . اختفت البركة لما طرد الضرير والمعاق والعجوز والأرملة والمعطل والمريض المزمن من ديوان العامل ، لما كلفوا أنفسهم عناء التنقل طلبا للمساعدة . فاللقاح الناجع لعلاج وباء سوء التسيير والتدبير بعمالة جرادة لازال لم يعثر عليه ، وسنظل نعاني من جبروت قلة من المسؤولين تحكم زمام الأمور، لا ن ورائها أشخاص يتسترون عنهم ومتواطئين معهم يقدمون تقارير مغلوطة عن حسن السير والسلوك .