في هذه الايام ،المتسم بالتطور التقني وإنتشار التكنولوجيا الحديثة عصر المدونات والفيس بوك،واليوتيوب ،أصبح الإنترنت نقمة في أغلبه المتبادل بين الفئة المستضعفة الشباب والنساء ،بالرغم أنه نعمة علمية كبيرة عمن يبحث عن الحقائق والمعلومات من وله إهتمام بالبحث والدراسات والإعلام والإتصال الجماهيري . معظم المقثفين والمتعلمين يتسخدمونه نظراً لطبيعة الحياة والعمل ومتطلباته ،وحين يفتح المرء بريده الإلكتروني كي يستطلع الأمور ،يفاحيء بما لا يسره "من هكرات" غير مفيدة ،ربما قذف أو سب ،أو ثمة بسمة ووردة تبعث الأمل ،لكنها قلما تحدث ،يريد بعض البشر إنسان كالصخر يتحمل الضربات ولا يصرخ،يتلقى بعض آراء قد تؤلمه ، وقد تأتي رسائل مفرحة تسعده ،لكن ما بين هذا وذاك ،متاهات ،كثيرون من المثقفين والكتاب والادباء وبعض الهواة يجدون الإنترنت ،أو الشبكة العنكبوتية ول "بي بي" كما يتغزلن به نساء العصر الحديث ،أصبح في وقتنا الحاضر السبيل الاسرع والأسهل والأيسر للحصول على المعلومة ، ومعهم حق في ذلك والتجارب خير برهان على ذلك ،لكن هناك البعض من الهواة ،الفئة التي تعتبر نفسها متطورة ،ساهية داهية ، تتجاوز الحدود وتكشف المستور مثل "موقع ويكليكس " الذي شغل العالم برسائل مختلفة تبث الفتنة والشر بين الشعوب وخاصة أولئك الذين يعيشون حالات فساد وفوضى سياسية ونزاعات وصراعات عدة، هذا نموذج على إنتقادات ،وقد يكون هناك الكثير من المواقع المسيئة وغيرة ،مما يستهدف الفتك بالمجتمع ،وإفساده ،أو إثارة الفتن ،أو دعوة للإحباط ،والبعض منهم إما أن يتجاوب أو يتجاهل الأمر ،نظراً لتأثير ذلك على حياة الإنسان ،الذي يحاول النهوض بنفسه والتطور لإثبات ذاته ،أو المشاركة في التعبير عن رايه بأمر ما ،جميعها أو جميعهم إلتقوا في مكان واحد ،لكن بأهداف مختلفة ومسارات متنوعة عبر نافذة الإنترنت الساحرة صاحبة تعويذة رهيبة جاذبة . ما أود قوله أن الإنسان لا يستطيع التخلي عن طبيعته الإجتماعية ،ويحتاج لمن يبث في مكنونات نفسه،الروح المعنوية العالية والهمة ،والتوجيه الصحيح ،لكن أن تستخدم التكنولوجيا ، في تبادل الرسائل المضللة والإشارة إلى شيء ما غير موجود ،فإنه بلا شك خارج المالوف وهنا يأتي المحظور ،فقد ترسل له عبر إيميله قصة فيصدقها ،او حكاية يتخذها درساً للحياة ،او قد يتابع شيئاً ما يحبطه وقد يغير مسار حياته ، وقد يعادي البعض ،ويغادر إلى أناس غير أولئك الذين ألفهم ،وقد يكون أحبهم لكنهم ، تدخلوا في اموره ودقائق حياته ،وتبادلوا معه حوار وصل إلى أعماقهم ما يحمد عقباه،وأستثاروه ، كي يضعه البعض على المحك ،ليكشف حياته ودواخلها ،وجميعها جاءت ببراءة بقصد تبادل الافكار أو ربما اللهو والتسلية ،وكثيراً ما سمعنا وكم قرأنا في الصحف عن أهوال ومصائب تأثيرات الإنترنت على الشباب الذي يتزوجون ،ويعشقون ،ويتبادلون الصور والرسائل مع مجهولين عبر الشات وتبادل الصور الوهمية ، ثم يكتشفون أنهم ضحية لعبة أو تسلية ،لمليء الفراغ ،،أقف هنا لأوجه دعوة للمعنيين للإحاطة والعلم بمخاطر عدة تحدق بشبابنا وبناتنا ،وأجيال المستقبل كي ينسوا ما خلقوا لأجله ويمارسوا الأرذلين عبر الإنترنت والرسائل الإلكترونية ،وتكون الفاجعة بالإنحراف ،والإنصراف نحو تدمير مستقبلهم . ثمة مخاطر تحيط بنا ،فيروسات قد تكون بشرية أكثرها غير ظاهرة في صورتها الحقيقية ،و"الهاكر" البشري ابشعها بصورة إنسان متلون ،يظهر في عدة مواقع بقصص وحكايا يهدف من وراءها مآرب عدة ،في أغلبها دمار لمن يجاريه ويستجيب له ،خاصة عبر تلك الشبكة العنكبوتية التي تقذف بملايين الفيروسات بكافة أنواعها وأشكالها عبر نافذة الإنترنت ، تكون أحياناً غالبية الرسائل إخبارية معلوماتية في معظمها فائدة وتوجه إيجابي نحو تطوير الذات وتحقيق التقدم العلمي المعرفي ،وتعلم ما هو وراء الأمر المجهول لديه بالمعلومة المفيدة ،وما بين هذا وذاك خيط رفيع وهكرات غير مرئية ،نحن العرب أصحاب أعظم رسالة هي الأسلام ،لم نتمكن من مجتمعات من التوجيه السليم لإستخدام هذه التكنولوجيا ،مقاهي الإنترنت تعج بالشباب ،لماذا ؟؟ هل هو للأبحاث والمتابعة للأحداث أم للهو والتسلية وقضاء وقت الفراغ ،نحتاج كأمة عربية اساليب منطقية لإقناع الأجيال الجديدة ،الأجيال الرابعة من عصر الإنترنت والتطور التكنولوجي ،والتقنية الحديثة كي تصحو وتستيقظ كي تعي ما يجري حولها ،ويجب أن تكون هذه الأجيال على وعي تام بما يدور حولها ، وتقع هذه المسؤولية على النفس الإنسانية بالدرجة الأولى كي تحارب هذا الشيطان ،والشبح السلبي ،وتستخدمه نحو التعلم والمعرفة ،لا للتلون واللهو بالبشر وبالفكر والإتجاهات ،وبمراسلات تكون في معظمها تدمير للنفس من داخلها وتى وإن وصلت أرذل العمر وكما يقول الشاعر :- قاتل الجسم مأخوذذ بفعلته وقاتل النفس لا تدري به البشر قتل النفس قد تكون في كلمة ،توبيخ ،توجيه غير صحيح ،تصميم لوحة من صور الحياة الملوثة على أنها جيدة جميلة ،إنها وجوه ملونة متلونة، قد تتلون بالحب والطيبة والجمال ،مثل الشيطان الذي يحث الإنسان على الوقوع بالمحظور،ويحثه على الرذيلة ،وقد يكون يهدف في كل توجيهاته غير المباشرة ، تغيير سيكولوجية الإنسان ولطبيعته ليغيب عن حقائق الحياة وواقعها ،وكي يواجه تحديات العصر الحديث وأهواله وتطوراته التي ستودي بحياة الإنسان ،إذا ما أستخدمها بطرق علمية صحيحة تحت توجيه ورقابة المعنيين به. 9 ديسمبر 2010