كم نخجل أحيانا حين نغيب على منصات التتويج العالمية ، في مختلف المجالات ، نظهر للعالم صغارا لا نحسن سوى التصفيق ، و الانبهار .... أليس عيبا ، أن نصبح مفعولا به منصوبا لكل ذل ، بعد أن كنا فاعلا مرفوعا عزيزا ؟؟ ألم يحرضنا نبينا صلى الله عليه و سلم على الرياضة ، " علموا أبناءكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل " ؟.... ألم يضرب لنا المثال ، حين دعا أبو دجانة إلى الإسلام، و كان رجلا قويا لم يصارع أحدا إلا أسقطه أرضا ، فقال له : وما دليلك ؟ أي ما دليلك على صدق رسالتك ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أصرعك . فصارعه ، فأسقطه في ثلاث جولات و هو يطلب الإعادة في كل جولة ، قال أبو دجانة مندهشا من رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أمرك لعجيب ...؟ علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينها أن نهزم خصمنا في مجاله ، في الرياضة و السياسة و الاقتصاد ...، ثم ندعوه إلى ديننا بعد أن ينفتح قلبه بنا إعجابا ، و عقله لنا تعجبا ... ألم يجعل النبي صلى الله عليه و سلم ، الرياضة للنساء كما للرجال ؟، حين قال لأمنا عائشة رضي الله عنها ، هيا تعالي أسابقك ، فسابقته فسبقته ، ثم بعد مدة طويلة ، أعادا السباق ، فسابقها صلى الله عليه وسلم فسبقها ، وأخذ يقول : هذه بتلك ... ألم يكن الصحابة رجالا أقوياء ، هزموا أعداءهم في معارك البدن شر هزيمة ؟... ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لرجل ذي بطن ، " لو كان هذا في غير هذا ..." ؟ وقال متحدثا عن أقوام تأتي بعده : " ويظهر فيهم السمن ..." ألم يكن النبي صلى الله عليه و سلم فارسا ، مغوارا ، وقد فزع يوما أهل المدينة من صوت فخرجوا ليعرفوا الخبر ، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد سبقهم ، راكبا فرسا عارية ، وهو يقول ، لن تراعوا ...؟ وقد قال فيه علي كرم الله و جهه : كنا إذا حمي الوطيس واحمرت الأذرع ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه و سلم ، فما يكون أحدنا أقرب إلى العدو منه ".. إن مواطن الحظ على الجندية ، الرياضة ، و البطولة عند المسلمين لا حصر لها ... وإن التراجع ، بل الغياب والعدم ، في يومنا عن مواطن التميز و مراتب البطولة ، لا يحتاج إلى دليل ... وإن نجاح قطر في الفوز باستضافة بطولة كأس العالم 2022 لمما يجب أن تنشرح له الصدور ، على أمل أن يكون للمسلمين فرق تفوز بكأس العالم ، لا تكتفي بالمشاركة ... على أمل أن تكون القوة البدنية إلى جانب العقلية ، مجال اجتهاد حقيقي، من دولنا ..