في يوم الجمعة الماضي و أنا أفتح باب البيت للطارق سمعت والدتي و أخي يضحكان بقوة خلف الباب‘ فقلت الحمد لله هذه جمعة مباركة. سألت عن سبب هذا الضحك الذي بدا لي مبالغا فيه فكان جواب أخي كالتالي " مليكة لو كنت اليوم بالمسجد لنهضت تستنكرين ما يقوله الإمام و لبطلت صلاة جمعتك فالإمام و وزارة الأوقاف من خلاله أهداكم هدية عيد الأضحى المبارك و هدية اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء, زاد ت لوعتي و حرقتي في معرفة ما قاله الإمام و ندمت كوني لم أذهب للإسماع إلى خطبة الجمعة التي ستزيد لا محالة في حبي لديني و تمسكي به و تمسكي أيضا بأداء هذه الفريضة, فكان الجواب التالي: " الإمام و هو يخاطب الرجال دائما في يوم الجمعة كعادته يوصيهم بالنساء خيرا و ينصحهم بعدم ضرب النساء اللواتي تحت وصايتهم و لكن التهديد فقط بالعصا كاف لردهن إلى الطريق المستقيم الذي هو طاعة الرجل" لا أخفيكم ما دار بخاطري في تلك اللحظة من أسئلة جد محرجة: حول وزارة الأوقاف و حول الدين الإسلامي المغربي؟؟؟ عن أية امرأة تتحدث وزارة الأوقاف المغربية من خلال خطب الجمعة ؟ هل نحن بالفعل أمام ردة الفكر الديني بالمغرب؟ هل بالفعل الدين الإسلامي الحنيف يجعل المرأة تحت وصاية الرجل و بالتالي عدم أهليتها تحصيل حاصل؟ لذا طرحت سؤالا على أخي و والدتي"أبي أيضا كان فقيها و لكن رباني على نبذ العنف بكل ألوانه علمني استقلالية الرأي و كذا المساواة بين الرجل و المرأة من خلال عدم التفرقة في تربيته بين الذكور و الإناث و كذا في نصحه لكل واحد يلتقي به أو يحفظه القرآن الكريم‘ رباني على أن أبقى أطالب بحقوقي كامرأة إلى أن يتوفاني ربي" لكن يبدو لي أن فقهاء وزارتنا العتيدة عندما ذبحوا أضحية العيد و قاموا بنفخها و ضربها بتلك العصا الجميلة من أجل تسهيل عملية نزع الجلد عن اللحم تذكروا أن المرأة يجب أن تعامل بالمثل من أجل أن تلين في يد الذكر و يحس بالتالي بسموه و رقي جنسه و أن تلك المقاربة المسماة النوع الاجتماعي لا مكان لها في المجتمع المغربي. و يبقى السؤال: هل ديننا الحنيف يدعو للعنف ضد المرأة؟