قال محمد ظريف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية إن تصريحات رئيس الحزب الشعبي المعارض في إسبانيا راخوي بخصوص قضية الوحدة الترابية للمغرب، لا تعدو كونها تصريحات محكومة بأبعاد ظرفية وتكتيكية مرتبطة بقرب الانتخابات التشريعية الإسبانية، ينبغي أن توضع في سياقها العام المتعلق بتنافس انتخابي بين الحزب الاشتراكي الحاكم والحزب الشعبي المعارض الذي يسعى إلى استمالة أصوات الناخبين، مضيفا أن الحزب لا يجد من موضوع ليعبئ حوله الرأي العام الإسباني إلا القضايا التي تتعلق بالمغرب سواء ما يتعلق بالأقاليم الجنوبية أو ما يتعلق بالمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما. وأوضح ظريف في اتصال هاتفي مع "رسالة الأمة" أن راخوي الذي توجه في تصريحاته إلى المغرب، قد توجه كذلك إلى رئيس الحكومة الإسباني خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو ، من خلال اتهامه ب"عدم الإضطلاع بمسؤولياته" إزاء قضية الصحراء، معتبرا تحميل رئيس الحكومة الحالي الإسباني مسؤولية ما يجري في مناطق غير خاضعة للسيادة الإسبانية أمرا مستغربا. وأكد ظريف أن هذه التصريحات لا يمكنها أن تمس العلاقات بين إسبانيا والمغرب، على اعتبار القواسم التاريخية والمصالح المشتركة بين البلدين، مبرزا أن الموقف العام في إسبانيا بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة يتحدث عن الشرعية الدولية، والمغرب لم يكن أبدا ضد هذه الشرعية، بدليل –يردف ظريف- أن المغرب استرجع أقاليمه الجنوبية في احترام كامل للشرعية الدولية، التي ما زال يرحب ويحترم قرارتها. من جهته، ذكر محمد الكلاوي، أستاذ العلوم السياسية، أن العلاقة بين الحزب الشعبي اليميني المعارض والمغرب تتميز بالعداء التام وهو شيء معروف ومدون تاريخيا لهذا الحزب في المعارضة أو منذ كان يحكم بإسبانيا كموقفه من جزيرة ليلى، وكذا الصراع الذي خاضه ضد المغرب عندما قررت بلادنا مراجعة اتفاقية الصيد البحري. وبخصوص التصريحات الأخيرة لماريانو راخوي، اعتبرها الكلاوي دليلا على وجود ترسبات لعقلية ما زالت تسيطر عليها النزعة الاستعمارية التي ترى الآخر أقل قيمة، مشيرا إلى أن الحزب اليميني معروف بعدائه للمغرب وليست له رغبة بأن يكون المغرب ذا نفوذ وقوة بالمنطقة. نفس الطرح ذهب إليه محمد الغماري أستاذ جامعي خبير في الدراسات الاستراتيجية والعسكرية، الذي قال في تصريح مماثل إن تصريحات الحزب المعارض بإسبانيا ليست موجهة فقط ضد قضية الوحدة الترابية للأقاليم الجنوبية لبلادنا، وإنما لها أبعاد إستراتيجية متعلقة بوضع المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، مضيفا أن رسالة الحزب اليميني إذا وصل سدة الحكم بإسبانيا تفيد أنه لا نقاش ولا حوار حول الدعوة لاسترجاع المدينتين السليبتين والجزر المجاورة لهما. هذا، وكان الحزب الشعبي اليميني المعارض، قد استغل الأحداث التخريبية بمدينة العيون، ليشن حملة مسعورة عبر زعمائه ووسائل إعلامه على المغرب.