أعربت حكومة إسبانيا لنظيرتها المغربية عن استيائها إزاء التصريحات التى أدلى بها رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي الفهري، وانتقد فيها رئيس الحزب الشعبي الإسباني المعارض ماريانو راخوي، متهما إياه بالإدلاء بتصريحات تمس الوحدة الترابية المغربية. وأفادت مصادر حكومية بأن مسئولين كبار من حكومة رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو أجروا اتصالات مع نظرائهم من الحكومة المغربية للإعراب عن استياء مدريد من الانتقادات التى وجهها الفاسي لزعيم المعارضة الإسبانية، إلى جانب الانتقادات التي وجهتها السلطات المغربية لوسائل الإعلام الإسبانية. كان الفاسي، قد اعتبر أن تصريحات راخوي، بخصوص قضية الصحراء "تثير الدهشة" وتمس الوحدة الترابية للمغرب. وكان راخوي قد اتهم ثاباتيرو يوم السبت ب"التخلي عن مسئولياته" إزاء قضية الصحراء، وشدد على أن الحزب الشعبي سيدافع دائما عن "الشرعية الدولية والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان". واعتبر الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، أن كلمات راخوي "تضر بالعلاقات الثنائية" بين حزبه والحزب الشعبي، كما "تضر بالمصالح المشتركة لشعبي البلدين". وأعرب رئيس الوزراء المغربي، بحسب بيان لوكالة (ماب) الرسمية، عن أسفه لاعتداد مسؤول إسباني من زاوية واحدة "بالإدعاءات التي نشرتها بعض وسائل الأعلام الإسبانية التي أثارت ضحية إعلامية"، على حد تعبيره. وإزاء هذه التصريحات، أعربت مدريد عن استيائها للحكومة المغربية، مبدية أملها في أن يتم تناول الخلافات التي يمكن أن تنشأ عن قضية الصحراء في إطار الحكومات، وألا تنتقل إلى الأحزاب أو وسائل الإعلام. كان المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد ناصري قد أصر على انتقادات تغطية "وسائل اعلام دولية" لأعمال الشغب الأخيرة التى وقعت في مدينة العيون.