قفصة في 22 أكتوبر 2010 - رسالة إلى الجماهير الطلابية - تحية النضال ; أما بعد: رفاقي، رفيقاتي: أحيطكم علما أنّني اليوم بلغت يومي الثامن في إضرابي عن الطعام من أجل حقي في الشغل والكرامة بعد أن تم طردي من وظيفتي كإطار بنكي بالجمعية التنموية بالقص – قفصة، على خلفية مساندتي للحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي. لقد أجبرت على خوض هذه الحركة الاحتجاجية بعد أن استنفذت كل المساعي الممكنة لعودتي إلى وضيفتي، إذ لم يبق لي إلا جسدي أقدمه أضحية من أجل قضيتي العادلة، لأنه لا يمكن أن تتحقق كرامة الإنسان دون عمل، وإني أعاهدكم كما عاهدت نفسي في لحظة صدق أني لن أتراجع ولو قيد أنملة على هذا المسار الذي اخترته حتى يحقق أهدافه أو أهلك دونه !. رفيقاتي، رفاقي: إني إذ أتوجه إليكم بهذه الرسالة أعود بالذكرى إلى سنين خلت كنت فيها طالبة مثلكم تماما، وناشطة صلب الاتحاد العام لطلبة تونس، أزاول تعليمي الجامعي بربوع قفصة تحدوني أحلامي البسيطة في الوظيفة التي سأشغلها ذات يوم لأقوم بدوري في المجتمع ولأعيل أبوي الذين يعانيان من مرض مزمن، ولكن أتت رياح الاستبداد بما لا تشتهي سفني، فها أنذا أقف أسيرة المحبسين، محبس البطالة ومحبس الاستبداد الذي أراد لهذه البطالة أن تكون قدري. رفاقي، رفيقاتي: لقد صارت لدي قناعة راسخة أن الاستبداد هو مكمن الداء. إنه لا يستشري الفساد والمحسوبية والرشاوى إلا في ظلّه، وما نشهده في تونس كشباب من مناظرات لا تبيع غير الوهم، إلا مصداقا لذلك، حيث أصبح ابن الشعب المعطل الباحث عن شغل كمن يسعى إلى مسك الهلام. رفاقي، رفيقاتي: إنكم إذ تساندونني في إضرابي هذا، تساندون أنفسكم باعتبار ما سيكون بعد تخرجكم. فلنقف صفا واحدا متراصا ضد الاستبداد والفساد. من أجل تحقيق تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن غزالة محمدي