مدينتي البتول الكعوب وجدت قبل ان توجد..اذ في بطنها ورحمها تشكلت طبقات هائلة من الفحم الحجري بأقصى الشمال الشرقي لبلاد المغرب الأقصى-وطني الحبيب ملتقى الحضارات شرقها وغربها- عرفت النور ظاهرة جلية للعيان بعد اكتشاف الفحم بها في العقد الثالث من القرن العشرين أيام كانت كسائر مناطق الوطن ترزح تحت نيرووطاة المستعمر الغاشم الفرنسي... بلدتي ومرتع صباي مؤداها منعرج عند تقاطع طرق ثانوية .. وأنت في طريقك اليها تسحرك منعرجات تتسلل أفعوانا وأفعى وسط غابة من بقايا امتدادات جبال الأطلس المتوسط عند معانقتها النجود العليا الشرقية وأنت تلج بوابة مدخلها تطالعك آثار ما تبقى من معالم استغلال مناجم الفحم قبل اغلاقها أواخر القرن الماضي ومطلع الحالي..بعد أن نخرت العظم واستنفدت الرحم أبناءه نتيجة مرض عضال لا علاج له عالميا=مرض السيليكوز= كما لا يغيب عن الطارق ظهور مدخنتين شامختين تتحديان عاديات الزمن شاهدتان على أن المدينة القرية كانت يوما مصدرا رئيسيا للطاقة الكهربائية بالمغرب.. اذ تتوسط المدخنتان مركبا حراريا لانتاج الكهرباء..وان لم تبق لها نفس القيمة الاقتصادية كالسابق نتيجة الاغلاق القسري للمنجم السالف الذكر..... وعلى بعد ما يزيد عن 25 كلمترا عن مركز القرية المدينة جهة الجنوب الغربي تتربع قرية =كافاييت= الرائعة بمياهها الدافقة ومناظرها الساحرة رغم افتقارها للمسة فنان تموينية لاظهار ما خفي من محاسنها .. ...مدينتي ...قريتي الكعوب حسناء فقدت بكارتها دون افتضاض بل اغتصبت قسرا وهي في مهد الرعاية اذ لم تراع حداثة سنها وعرضت في سوق النخاسة والجواري دون تحديد حتى الثمن...وللقصة التوثيقية الواقعية بقية في حلقات آتية... حانت منيتك الكئيبة بلدتي فنبذت بعد مخاض دام عقودا تالله لن أسلو هواك مدينتي ملهى صباي ومرتعي الميادا ذكرى لديك بكل قلب خالج نبضات فيه لواهج بجرادا ---------------------------------------------- التعاليق : 1 - الكاتب : بونيف محمد نعم الأخ شاطر احتضنت الجبال مدينتنا فكانت وسليلتها الصخرة السوداء أحن عليها من آدميين تنكروا لها ، وكانت عروستنا جرادة بينها كواسطة عقد، زينت جيدها وحلتها خضرة غابة زادتها جمالا وبهاء . غذتنا من جودها وكرمها حليب ثديها الأسود فملكتنا بعطفها وصارت أما ثانية لنا ،و طبعتنا بطابعها الاجتماعي فشغفتنا حبا وتملكت كل جارحة من جوارحنا ، عاشت ولازالت كفرس جموح يستعصي على الترويض ويستصغر كل شيء عدا الحرية والشموخ ، وضربت لنا أروع مثال عن الصدق والكرم وجمعت كالبحر في جوده بين نعومة الماء وخشونة الصخر دمت وفيا لأمنا الجوهرة السوداء