الله يرحم القيادات الواعية: عندما سمع خليل الوزير (أبو جهاد) عن مشاكل بين الفلسطينيين سنة 1988 أرسل هذه التعليمات الى الجميع: "من قال فلسطينُ أمي ونضالُ هذا الشعب أبي فهو أخونا ومنا وعليكم أن تعرفوا كيف تصان الأخوة وأمانتها فلا عدوّ لنا إلا هذا الجاثم على صدر أمنا وهذا المتربص بأبينا والمنكِّلُ بإخوتنا وأخواتنا ولا ظهر لنا إلا بندقيتنا وبوصلتنا القدس وحق العودة" الطريق إلى السلام الباقي بقلم سام ليبويتز ومازن قمصية http://www.commongroundnews.org/article.php?id=24381&lan=ar&sid=0&sp=0 في بداية إنتفاضة الأقصى سنة 2001 كان يقتل على المعدل طفل فلسطيني يومياً، وهذا قبل قتل أي إسرائيلي... ومع هذا فقد كان الإعلام الغربي يعطي الانطباع أن الشعب الفلسطيني هو المُعتدي والإسرائيليين هم المظلومين والواقعين تحت الهجوم الفلسطيني الذي كان يعتبر بالإرهابي. ثم كانت أحداث 11 أيلول 2001 في نيويورك فرصة كبيرة للإعلام الصهيوني في الغرب، فقامت المؤسسات الصهيونية العالمية تصرف مبالغ كبيرة وتجنيد الكثير من اليهود في هذه الدول لنقل الصورة الخيالية وكأنها بيع نوع من البضاعة، كما يعرف كل من درس مناهج التسويق للبضائع فإن هذه السلعة تصحبُها رسالة مُبسطة هي أن الفلسطينييون ( والعرب والمسلمون بصورة عامة ) سيئون وعنيفون وأن الأسرائيليون ( واليهود بصورة عامة ) بريئون وأضحياء وطيبون ومسالمون هذه الرسالة المُبسطة البعيدة عن الواقع تتطلب جُهد قوي ولا تزال لاأن كا من يزور فلسطين أو الشبكات الألكترونية و Youtubeوغيرها. بعد 25 عاماً من العمل مع الصحافة الغربية تأكدت أنه من الممكن تغيير الأفكار هناك، ومع استعمال البريد الألكتروني فيمكن لكل شخص ان يصل إلى الآلاف بالمعلومات الحقيقية عن وضع فلسطين كالتشتت، هدم البيوت، القتل المعتمد للمدنيين، المُعاناة، الحصار على غزة... ألخ. وما يدعو للتفائل هو أنه رغم البروباغاندا الصهيونية فقد بات الآن من الممكن التغيير الجذري وجعل الامكانيات العسكرية بدون فائدة لمستعملها. رأينا كيف كان فشل الحروب على شعب لبنان سنة 2006 وعلى شعب غزة في مطلع 2009 وعلى أسطول الحرية 2010 والتي أدت إلى القتل والدمار ولكن أيضاً إلى كشف حقيقة النظام العنصري والعدائي السائد في إسرائيل. هنالك مبادئ أساسية للعمل في الصحافة والإعلام للوصول إلى أعداد كبيرة من الشعوب الغربية للحصول على الدعم اللازم لقضيتنا العادلة: 1- يجب توخي الدقة في كل ما نكتبه ونذيعه، فقضية فلسطين قضية عادلة والحركة الصهيونية تعتمد على الكذب والتزوير. الدفاع عن قضيتنا يتطلب ذكر الحقائق الموثقة بدون مبالغة وبدون أي نوع من المُزايدة. هنالك ما يكفي من الجرائم الموثقة فلا داعي لذكر جرائم قد تكون حقيقية ولكن غير موثقة. 2- يمكن أن نكون دقيقين وأيضاً إنسانيين وعاطفيين، الكثير منا يخاف أن يُبدي ضعف مثلاً بإظهار الحزن أو بالتحدث عن أمور شخصية، هذا نوع من الحماية ولكنها خطأ. نحن كلنا بشر لنا مشاعر ويمكننا أن نصل إلى الآخرين ونتواصل معهم كأخوة وأخوات في الإنسانية. هذا أيضاً مهم لأن الحركة الصهيونية تحاول دائماً أن تعطي انطباعات مُجملها أننا مخربين وبدون مشاعر الخ. 3- القصص أهم من المحاضرات السياسية: عندما نكتب قصة عن معاناة شخص معين. رواية عن قريب أو صديق في محنة. عندما نرسل صورة لطفلة فقدت عينها أو طفل يلعب في العراء. هذه القصص تعطي الناس أهتمام أكثر بكثير من محاضرات سياسية أو عن ما يجب أن يعمله قائد معين. 4- وَجّه الرسالة لتتناسب مع المُستلمين للرسالة: الانسان ينشأ في أفكار وطبيعة معينة وإهتمامات معينة. مثلاً من الممكن أن بعض الشعب الأمريكي لا يعرف كم من ضرائبهم تتكرس لدولة إسرائيل العنصرية. ربما لا يعرفوا لماذا ينهار اقتصادهم ( علاقة بالحروب التي يروج لها اللوبي الصهيوني). حتى نصل شخص معين علينا أن نفهم اهتماماته. هذا لا يعني التخلي عن مبادئنا ولكن الإنفتاح بطريقة التحدث للمُشاركة في مواضيع كلنا نهتم فيها. 5- يجب أن نصل للجميع: من حسنات عصرنا هذا أن كل منا يستطيع أن يكون إذاعة متنقلة. فالشبكات الإلكترونية توصلنا إلى من نريد. للأسف أرى بعض الكاتبون والناشطون يقتصرون على الوصول إلى نفس الأشخاص ( عادة 50-100). في أمريكا أسّسنا حركة عجال العدالةWheels of Justice Bus Tour وأخذنا الحافلة المُزينة حول أمريكا تحمل مُتحدثين عن واقع العراق وفلسطين. وصلنا في 7 سنوات إلى أكثر من 1200 جامعة وأكثر من 300 مدرسة ومئات الكنائس. مع الإنترنت فإن أية رسالة يمكن أ ن تصل إلى مئات الآلاف من القراء. عندما راجعت هذه النقاط الخمسة خطر لي أن كل من حاول الوصول إلى الشعب فإنه إحتاج نفس النقاط: من المسيح وإلى كل الأنبياء وإلى مهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ. رسالة العدالة تحتاج الإعلام والإعلام ليس جديدا ولكن طرقه تتجدد. الصحافة والإعلام جزء هام من النشاطات التي يجب أن نعمل بها وهنالك نشاطات مهمة اخرى. الآن عندنا برامج تشمل المقاطعة وسحب الإستثمار والعملية والعينية للمُحتاجين. المظاهرات والمسيرات الشعبية، كل هذه وأخرى من أشكال المقاومة الشعبية نتطلب استعمال الإعلام والوصول إلى الشعب كما يقول الشاعر: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. ليس هناك من يشك اليوم أن الشعب الفلسطيني أحب وأراد الحياة. أنا أكتب الآن كتاب عن تاريخ المقاومة الشعبية في فلسطين منذ 1882 وهي مقاومة مُشرفة مُشرقة يفتخر بها. للأسف معظمها غير معروف للعالم. سرد قصتنا في الاعلام والمشاركة الفعّالة في هذه المقاومة من أهم ما نعمل في السنوات القادمة لتحقيق العدالة والحرية والعودة لشعبنا.