قالت صحيفة هفينغتون نيوز الاميركية ان صحفيا مصورا سابقا في محطة سي إن إن الاميركية قام بتصوير مشاهد لمقتل عراقيين على ايدي افراد من القوات الاميركية من دون اي مبرر، وان محطة سي إن إن رفضت بث الصور التي التقطها. وقالت الصحيفة الاميركية ان المراسل مايكل وير ظل يعمل في محطة سي إن إن منذ العام 2006 حتى نيسان (ابريل) من هذا العام، وانه وصف خلال هذه الفترة جحيم الحربين اللتين تخوضهما الولاياتالمتحدة في العراق وافغانستان بأمانة شديدة واحساس تحليلي قوي. وقد نشر اخيرا في صحيفة بريسبون تايمز الاسترالية تقريرا عن حادث يمكن ان يكون قد ترك اثرا على حالته النفسية فيما يتعلق بجريمة حرب وقعت العام 2007 رفضت سي إن إن اذاعته على الهواء. ويقول الصحافي وير ان شابا عراقيا في مقتبل العمر في قرية عراقية نائية كان فارا من مسلحي القاعدة وهو يحمل سلاحا للدفاع عن نفسه. وقد اقترب من مبنى كان هو بداخله اضافة الى الجنود الاميركيين الذين كانوا يراقبن المنطقة الخلفية للمبنى. وقام احدهم باطلاق رصاصة على رأس الشاب العراقي من الخلف مباشرة. وان االشاب اصيب الا انها لم تقتله. وقد امضينا عشرين دقيقة ونحن نستمع الى حشرجة تنفسه المعذب وهو على شفا الموت . ويصف الصحافي وير حالته النفسية خلال تلك الفترة، التي ادرك فيها انه كان يركز اهتمامه على ما يقوم بتصويره وليس على اي تدخل في الامر. لم اكن مبال حيث انني كنت احاول التقاط صور لمشاهد عدم مبالاة الجنود من حولي بالحادث . وقد ترك الحادث اثرا واضحا على معنويات الصحافي الاميركي وقال لم اعد ذلك الشخص الذي كنتُ اعرفه. واصبح من الصعب علي العودة الى مسكني . وتروي الصحيفة الاميركية كيف ان مراسلها التقى وير (39 سنة) في شقة بمدينة نيويورك، في محاولة للاستماع الى الاسباب التي تدعوه بعد مرور ست سنوات على قضاء وقت اقل في العراق. وقال له هل ستتحسن حالتي النفسية؟ لست ادرى. كما انني لا ادرى كيف ساتصرف . كما المح الى انه ينوي شرح المزيد من فظائع الحرب. ويتمنى ان يستأجر مسرحيا وقال انه يؤمن ايمانا عميقا ان هناك حاجة شديدة لشحذ احاسيس الناس في الولاياتالمتحدة. فالحرب تجربة مؤلمة. فابناؤنا هم الذين يصطلون بنيرانها، وقد فرضناها على عشرين مليون عراقي. وكانت محطة سي إن إن قد استعرت بالنيران التي اطلقها انصار حرب العراق العام 2006 لدى بثها تقريرا عن قناصين يستهدفون القوات الاميركية في العراق، وتبعت ذلك انتقادات من المشاهدين واعضاء الكونغرس، وكان اشدهم انتقادا مندوب كاليفورنيا دنكان هنتر الذي تساءل هل تريد سي إن إن لاميركا ان تفوز في هذا الحرب ام لا؟ اذ لا يمكن ان تقف على جانبي وجهات النظر . وطالب وزير الدفاع انذاك دونالد رمسفلد بشطب اسم محطة سي إن إن من بين المسموح لها بالتواجد مع العسكريين . ولعل هذه الحادثة اسهمت او انها لم تسهم في قرار سي إن إن بعدم بث تقرير الصحافي المصور وير. وعلم ان تلك المحطة تحتفظ بصور الحادثة التي اشار اليها في حديثه مع الصحيفة الاسترالية.