يحاول الكاتب من خلال هذه الدراسة الحديث عن مدى التوتر الحادث بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وبين إسرائيل ، وخاصة بين إدارة أوباما وبين حكومة نتنياهو ، ويركز الكاتب على أن السبب الرئيسى للخلافات بينهما يعود لقضية الإستيطان بسبب إختلاف توجهاتهما . ويبدأ الكاتب الحديث بأن الصراع المفتوح بين الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة أوباما وبين الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو خلق توترات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل وهو مالم يعهده يهود أمريكا قبل ذلك فى إدارة جورج بوش ، هذه التوترات جعلت هناك نوع من التخوف من قِبل اليهود والمنظمات الصهوينية والتى نظرت إلى أوباما بإعتباره صديق لهم وأعطوه أصواتهم فى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية . وبالتالى فإن يهود أمريكا يواجهون تحدى لامثيل له ، حيث أن النووى الإيرانى هو تهددي مباشر لوجود إسرائيل ، وتحاول الإدارة الأمريكية ان تواجه الخطر الإيرانى بالعقوبات لأنها مازالت تعانى من مستنقع غزو العراق ، بينما ترى إسرائيل ضرورة قيام عمل عسكرى مباشر ضد إيران بقيادة أمريكا ، فيما يزال أوباما يرى أن إسرائيل تسببت فى إحراج بالغ لأمريكا وصورتها فى العالم العربى إدارة أوباما دخلت فى مواجهة من وجهة نظر الكاتب مع إسرائيل ورغم ذلك مضت إسرائيل فى تحقيق أهدافها ونفذت ما أرادت ، حيث أنه فى مايو 2009 عندما طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون من إسرائيل بالتوقف عن بناء مزيد من الأنشطة الإستيطانية فى الضفة الغربيةوالقدس ورفضت إسرائيل ذلك . وإزاء الرفض الإسرائيلى لمطلب الإدارة الأمريكية بشأن توقف الإستيطان ، فضلت الولاياتالمتحدة الصمت !! كما تسببت حكومة نتنياهو فى إحراج بالغ لإدارة أوباما عندما أعلن نتنياهو عن قرار إنشاء 1600 وحده سكنيه استيطانيه في مستوطنه رامات شلومو داخل الخط الاخضر خلال زياره نائب الرئيس الاميركي جو بايدن . وتناول الكاتب رد فعل الصحافه الإسرائيليه التي عنونت صفحاتها الاولى بعناوين تشهد على إرباك الاميركيين وإحراج الصديق الوفي بايدن، ما يعني ايضاً قله ذوق وغلب على الأنتقادات الحزبيه في إسرائيل للقرار بتوسيع الاستيطان الإشاره إلى توقيته وليس لمبدا التوسع الاستيطاني، وهذا ما تجلى في مواقف وتبريرات اعضاء الحكومه الإسرائيليه من حزبي الليكود والعمل بمن فيهم وزير الدفاع ايهود باراك وقال وزير الداخليه إيلي يشاي إن اللجان اللوائيه تصادق كل اسبوع على خطط البناء من دون ان تقوم بإعلامي واضاف إننا ناسف للإرباك الذي حدث جراء القرار واشار إلى انه قبل بضعه ايام صادقت هذه اللجان على مئات الوحدات السكنيه في (مستوطنه) بيتار عيليت وهو امر اكثر إشكاليه، وهو ما دعا اعضاء اللجنه للمصادقه من دون ان يعلموا ان الامر يحتاج إلى إطلاع الوزير وشدّد يشاي على ان الامر إجرائي وانه لم تكن هناك نيه البته لاستفزاز بايدن رغم ان الامر لم يكن لطيفاً ان يتم خلال زيارته . واعلن باراك ان قرار توسيع الاستيطان اثار غضبه، لان هذه الخطوه تمسّ بالمفاوضات مع الفلسطينيين التي هي مصلحه إسرائيليه مهمه جداً وشدّدت اوساط باراك على ان هذه الخطوه تضعف الثقه المتبادله بين الجانبين، فيما حمل حزب كديما على القرار، حيث اعتبره خطوه اخرى في مسيره الحماقه السياسيه وفي نظر كديما فإن نتنياهو لا يسيطر على حكومته ولان ليس هناك زعيم وطريق فإن كل وزير يتصرف على هواه . وعنونت الصحف الرئيسيه على هذا الموضوع فاشارت يديعوت احرونوت إلى ان الاستيطان احدث ازمه في الزياره، فيما صدرت معاريف تحت عنوان الحرج اما هآرتس فعنونت؛ في خطوه شاذه، نائب الرئيس ينشر تنديداً شديداً ضد البناء الاستيطاني، في حين كتبت إسرائيل اليوم، وهي الصحيفه المقربه من الحكومه، ان نائب الرئيس الاميركي يندد بتوسيع البناء في القدس وتوقيته . واشارت معاريف في خبرها الرئيسي إلى ان حكومه إسرائيل لا تتعلم درساً ويخيّل انها تجتهد لإحراج الاميركيين المره تلو الاخرى . وينهى الكاتب بأن القادم فى علاقات إدارة أوباما وحكومة نتنياهو قد يكون الأسوأ ، خاصة فى ظل الإختلاف فى الرؤى والآراء ، وكذلك لتعمد حكومة نتنياهو فى إحراج إدارة أوباما وهو ما يخشاه يهود أمريكا وبالتأكيد هو يصب فى مصلحة العرب .