وردة رائعة في غابة من الذكور الأجلاف بعيون فارغة .... إجتماعية ، لبقة، أنيقة ، مهنية .. وجميلة غالبا. قل لي من هي سكرتيرتك أقول لك من انت : تستطيع منها ان تعرف نوعية ومعدن أصحاب الشركة أو مديرها .. وأن تتوقع مصير الشركة ايضا. مطلوب منها ان تكون جميلة أثيرة مبتسمة ، أو ان تكون محجبة وقورة ورعة ... حسبما يريد صاحب العمل ، والحياة لا ترحم ، فقد تنحني قليلا وتغير من بعض طبائعها في سبيل الحصول على لقمة العيش .. قد تكذب أحيانا كرمال عيون صاحب العمل ، قد تدعي انه مسافر وهو يجلس رافعا حافريه على المكتب.. قد تماطل العملاء والزبائن والمراجعين حسب التعليمات... قد تحتال على الزبائن ،حسب الطلب ، لكنها فور الخروج من قفص العمل تعود الى طبيعتها الانسانية الأنثوية .. الى جوهرها الأصيل .. الى (أناها) وليس (أنا) المدير .. قد تبكي قليلا فتغسل جوهرة الروح من دبق اليومي ومستنقع النفاق الأزلي. ظروف عملها تدخلها في وسط فيالق من الذكور ..منهم من يحترمها ويعاملها ككائن جدير بالثقة ، ومنهم من يعتقدها صيدا سهلا ، ومنهم من يعتبرها خادمة أو جارية. ... انه هذا الذكر الغامض المليء بالتناقضات .. هذا العادل الظالم .. هذا الجميل البشع ... هذا القامع المقموع. هذا ال....!! هنا تبرز عبقرية الانوثة .. حيث تستطيع السكرتيرة الناجحة ترويض الجميع .. ووضع الحدود والشروط التي تريدها دون ان يشعر الاخرين بأنهم ينصاعون لها، وهذه غريزة اكتسبتها الأنثى خلال قرون من القهر .. حيث تجعل الذكر يعتقد انه صاحب القرار ليرضي غروره ، وفي الواقع فإن لمستها الأنثوية هي التي تقود الشركة. المجتمع المتحفظ ينظر اليها بريبة !! المجتمع المتحرر قد ينظر اليها كفريسة!! وهي رغما عن الجميع تكسب حقها في العمل والحياة وهي تقاتل على جميع الجبهات في العمل .. في الشارع .. في البيت .. في كل مكان. قد تخسر معركة!! وقد تربح حربا!! لكنها تظل دائما وردة رائعة في غابة من الرجال