عادل نجدي. المساء. في خطوة قد تثير الكثير من الجدل تحت قبة البرلمان، أعلن فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، المجتمع يوم الأربعاء الماضي، عن رفض المشاركة في أي وفد برلماني إلى الحج «مادام لا يدخل ضمن فعاليات الوفد الرسمي»، معتبرا أن «مجرد الإنعام على بعض البرلمانيين بمصاريف الحج يمثل وجها آخر من أوجه إهدار المال العام». ووصف أحمد التهامي، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة بالغرفة الأولى، قرار فريق حزب «المصباح» رفض الانضمام إلى الوفد الذي اعتاد مجلس النواب بعثه إلى الديار المقدسة كل سنة، والذي يتشكل من نواب يمثلون ستة فرق نيابية، بكونه «مجرد مزايدة رخيصة مرفوضة جملة وتفصيلا، وصحوة مفاجئة لا نعرف سببها الحقيقي». وقال، في اتصال مع «المساء»، إن «إرسال البرلمان لوفد عنه لأداء مناسك الحج يندرج في سياق سنة مغربية أصيلة تتمثل في تكريم المؤسسات العمومية، ومن ضمنها البرلمان، لبعض أطرها وموظفيها من خلال التكفل بأضحية العيد أو مصاريف الحج»، متسائلا: «كيف لحزب العدالة والتنمية أن يدعي أن موقفه نابع من تخوفه على إهدار المال العام في حين أن العديد من الجماعات المحلية التي يترأسها الحزب تستفيد من الحج؟». وفيما أبدى رئيس فريق حزب «التراكتور» استغرابه رفض حزب بنكيران المشاركة في الوفد البرلماني بالقول: «إذا كانوا حقا يعتبرون أنفسهم من حماة المال العام، فلماذا استفادوا، بحكم مرتبتهم بين الفرق النيابية في السنوات الماضية، من أداء مناسك الركن الخامس في الإسلام على حساب البرلمان؟»، أوضح سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية وعضو مكتبه السياسي، أن قرار رفض المشاركة كان محط نقاش داخل الفريق بالغرفة الأولى منذ السنة الماضية، بسبب أن البرلمانيين لا يؤدون مناسك الحج في إطار الوفد الرسمي وإنما يتكفل البرلمان بمصاريفهم. وقال العثماني، في تصريحات ل»المساء: «نعتبر أن عدم استفادة البرلمانيين من الحج في إطار فعاليات الوفد الرسمي، وتكفل البرلمان، بالمقابل، بمصاريف برلمانيين لهم من الإمكانات المالية ما يعينهم على أداء المناسك، هو وجه من أوج الإنعام وإهدار المال العام، لذلك فموقفنا هو نابع من حرصنا على المال العام وصرفه في أوجهه الصحيحة»، مضيفا: «واخا غلطنا شي وقت وشاركنا في الوفد، لكن بعد أن اكتشفنا أن الوفد الذي يبعثه البرلمان لا علاقة له بالوفد الرسمي قمنا بتصحيح الوضع، وهو ما حدث الآن». إلى ذلك، اعتبر العثماني اتهام حزبه ب»المزايدة» مجانبا للصواب، وقال: «أي خطوة يقوم بها الإنسان هي معرضة للنقد من طرف الآخرين، لكن ما ينبغي أن أؤكد عليه هو أن قرار رفض المشاركة جاء بعد نقاش عميق انطلق منذ السنة الماضية في صفوف الفريق، وانتهى إلى اتخاذ قرار أعتبره يدخل في باب القيام بالواجب».