غاب القائد جمال عبد الناصر وترك خلفه نضال شعب وآمال امة , وكان على الناصريين واجب حمل الراية كي تستمر المسيرة إلى أن تصل إلى أهدافها . وكانت المسؤولية اكبر من طاقة كل الناصريين على تحملها. فأين هم الناصريون الآن ؟ دون التشكيك بالنوايا وصدقها , ولكن النوايا وحدها تبقى عاجزة عن الحركة إذا لم يرافقها صدق واخلاص وتفان في العمل. لقد صدقت النوايا واقتصر الصدق والإخلاص والتفان في ايدي قلة من الشرقاء وليس بيد الغالبية من الناصريين وإلا لما رأيناهم في خلاف وتناحر مع بعضهم البعض غلب عيهم الحس الفردي على الحس الجمعي, فكان التناحر شديدا والخلاف عميقا والأنا هي الغالبة والنرجسية هي المسيطرة . لا تخلو ساحة عربية إلا وبها حراك ناصري ولكن يأخذ اغلبه الطابع الفردي بعيدا عن التنظيمي. ألا يعبر ذلك عن خلل في الذهنية العربية والناصرية جزء منها ؟ ثم إلا يعبر ذلك عن فشل التيار الناصري في ان يتحمل مسؤلياته بعد غياب القائد ؟ ولا يخلو نتظيم ناصري إلا وتدب به الخلافات الشخصية والتزعات الفردية مما يزيد الإنشقاق انشقاقا . أليس ذلك جدير بالعودة الى الذات لبحث اسباب الخلل فينا قبل ان نبحثها في غيرنا. الكل يشير الى مواقع الخلل دون ان يتجنبه وكأن الإشارة وحدها كفيلة بإزالته. ولكن هل يدلنا احد عن كيفية الخلاص من كل النزعات الفردية المعوقة لكل عمل تنظيمي. قد تدل هذه النزعات الفردية على التسابق من اجل العمل دون ان نعلم ان العمل يجب ان يكون عمل الجماعة وليس عمل الفرد إلا اذا حاز الفرد على الشرعية الشعبية التي تجعل منه قائدا . والمجتمع لا يقبل إلا قائدا واحدا لا اكثر. والقيادة لا تكون بنزعة او رغبة شخصية بل بموافقة وملازمة ظروف عديدة. إن النزعات الفردية تجعل من قبول الآخر امرا صعبا بل مستحيلا مما يفتح الباب واسعا امام تصادم النزعات الذي يقود الى الخلاف والفرقة والتشرذم والإنشقاق. لا يختلف الناصري عن الناصري الآخر فكريا وإن تعددت المواقف السياسية الناتجة عن غياب الأداة التنظيمية الممثلة للتيار, ولكنه يختلف في ولائه للتنظيم المنتمي اليه ومن خلاله لم يستطع تجاوز هدا الخلاف من اجل اهداف مشتركة وكأننا نعمل من اجل التنظيم اولا بدل ان نعمل من اجل الأهداف التي نناضل كلنا من اجلها. هذا عن الناصريين المنتمين وهم قلة قليلة , ولمن ماذا عن هؤلاء الغير منتمين الى اي من التنتظيمات الناصرية وهم غالبية التيار الناصري ؟ إلا يحق السؤال لماذا هم خارج كل إ نتماء تنظيمي ؟ ألا يدل ذلك عن فشل التنظيمات الناصرية في كسب ثقة الناصريين قبل ان تكسب ثقة غيرهم ؟ هذا بعض من افكار عديدة تمر بالخاطر عندما نستطلع الحالة الناصرية وهشاشتها تنظيميا مما يقودنا الى توجيه النداء تلو الإخر لكل الناصريين في الوطن العربي ان يتجاوزا خلافاتهم ويبتعدوا عن نزعاتهم الفردية كي يكون التيار الناصري طرفا اساسيا وفاعلا في النضال من اجل اهداف الأمة بإسرها. (( نداء ) .. وجهه الأخ جمال الصباغ .. بكل مسؤولية أخلاقية بنائية تحرص على تحديد توجه بوصلتنا .. كم منّا قرأ .. وإستوعب .. وتبنى .. هذا الطرح الضروري " لوجودنا " ؟؟ أعطف عليه .. مقولة كبيرنا الأستاذ / سامي شرف / .. : [[ يا أيها الناصريون .. إتحدوا ]] .. هل نسمع ونقرأ ونعي .. أم أن كل واحد فينا أصبح / جمال عبد الناصر / يرغب في القيادة الشخصانية؟