الأدبُ كلامٌ جميلٌ، محتواهُ الحسُّ الرقيق، والصّورُ الموحية ، والأهدافُ النبيلة ، والفكرُ فيه ينمّي الشُّعور ويُزكِّي النفس البشرية ، ويبني الحضارة الإنسانيَّة ، وما جئتَ بهِ ، لا يُعَدُّ في الشعر الموحي ، ولا النثر المحكم المفيد . تقولُ في كلامِكَ المُبعثر : إنّك َ منذُ أعوام ، شاهدْتَني أ ُلقي قصيدة ًبمناسبة وفاة أخينا حسين نزال رحمه الله وأكرم مثواه، وتقولُ : إنك أ ُعجبْتَ بها ، والآن َنصحناكَ ، فحسبْت َ أنَّ النصيحة هجومٌ عليك َ ، لا لقد أخطأت َ كثيراً ،فكلّ ُ كلامي نصيحة ٌ لكَ ، وأنا الآن َ أتابعُها أملاً في تحسين حالك المحزون ، وقلبِكَ المكلوم وحسِّك َ المهموم ، أمَّا عن المستوى الشعري في بلدنا، والذي تدّعي أنّهُ انحدر إلى الحضيض ، فهذا صحيح نسبيّا ً، وقد رأينا أنَّهُ انحدر ،لمّا أصبح الكثيرُ من أمثالك ، يكتبون َكلاما ً غثَّا ً كغثاء السَّيل ، لا معنى له ، ولا وزن ولا صورة ، ثمّ يدّعون أنَّه شعرٌ ، أمَّا الشِّعرُ يا حسين عيسو ، فهو موسيقى ساحرة ، وكلمة مفيدة نادرة ، وصورة مُوحية مُعبِّرة ، لكنَّ أقوالَكم يا عيسو هي كما قلتُ لكم أوّلا ً: / أف وتف ونعل وخف / وقد امتلأتْ بالجهل والسّخف من الناحية الأدبية ، ونرى الأفضل َ لك َ وأمثالَكَ ، أنْ تتعلَّمُوا اللغة العربيَّة نحواً وصرفا ً وصياغة ً للعبارة ، وصورة موحية من ضروب البلاغة ، وأنْ تتعلَّموا أوزان الشِّعر المُقفّى ووحدة التفعيلة قبلَ أنْ تكتبوا شعرا ً، وإلا فالكلام هذيان كما وصفناه لكَ ولأمثالك . قولك : إنًّ الله عزَّ وجلَّ ، ليس بحاجة ٍ إلى مديحنا ، هذا صحيح ، إنَّ الله غنيّ ٌ عن العالمين ، ولكنَّ الله يريدُ تسبيحنا وإشادتنا بقوله الحكيم ، واتباع نهجه المنزِّل القويم ، وقد أرسلهُ بالقرآن الكريم إلى سيِّد المرسلين محمّد صلّى الله عليه وسَلّم للناس أجمعين رحمة للعالمين . جمال المحبوبة ، ترى التغني به ليس عيباً ولا سُخفاً ، ولكنّكَ لمْ تقلْ شعراً بالحبيبة ، يتغنّى بجمالها ، ويرسل آهات الهوى لينالَها ، فلا لحن جميل ، ولا معنى نبيل ، بل جعلْتَها خائنة ، لأنَّك فشلْتَ بالحصول على حبيبة ، وأنتَ اليومَ حائر خاسر ، وبعد فوات الأوان ، أصبحتَ تُبرِّرُ لنفسِكَ الفشل بقولك :/ خائنتي اللذيذة / فهي لذيذة برأي رغبتك الفاسدة ، فأنت تنظرُها شهوة ًعابرةً ، وربَّما تكونُ قد حصلْتَ على شيء ٍ من ذلك ، ولكنَّكَ لم تشعرْ بها حُبّا ً طَيِّباً ، تنبض به الروح الصَّافية ، والنفس المؤمنة العامرة بالحياة النامية ، كالروضة الزاهية ، فلم يبقَ لكَ إلا ذكرى لذَّة عابرة ، فأنتَ خادع نفسكَ بعلاقةٍ كاذبةٍ ذاتِ رغبةٍ فاسدةٍ ، وكان َ عليك أنْ تبحثَ عن غيرها، فليس كُلُّ النساء خائنات يا عيسو . أحدُهم يا عيسو قال بالنساء : إنَّ النساءَ شياطين ٌخُلقْن َلنا أعوذ ُبالله منْ كيد الشّياطين ِ فردَّتْ عليه إحداهُنَّ : إنَّ النساءَ رياحين ٌخُلقْن َلكُمْ وكُلُّكمْ يشتهي شَمَّ الرَّياحين ِ والشعرُ معاناة ٌ صادقة ، وهذا صحيح ٌ، لكنَّك إلى الآن لم تكتبْ شعرا ً، ولكنْ اسمع إلى الشِّعر في غزل ٍ لطيف معبِّر ممَّن أجادهُ ، وصدق شعورا ً وفعلا ًفيه ، فبقيَ رسماً خالداً، ومعنى طيّباً ، يقرأ ُ الناس شعوره ، ويرونه قدوة ً في الغرام بين الأنام ، في شعراء أمثال ابن زيدون وجميل بُثينة وعمر بن أبي ربيعة ، خذ ْ مثالا ً من شعر جميل بُثينة للحن اللطيف والكلمة الطيّبة والصورة الموحية للشعور الصادق النبيل . أ بُثينُ إنَّك َقدْ ملكْتِ فأ سجحي وخُذيْ بحظِّكِ منْ كريم ٍ واصلِ فلربَّ عارضة ٍ علينا وصْلُها الجدّ ُتخلُطُهُ بقول ِ الهازل ِ فأجبْتُها بالقول ِ بعد َتَستُّر ٍ حُبِّي بُثينة َعن وصالِكِ شاغلي لو كان َ في قلبي كقدر ِقُلامة ٍ حُبّا ًوَصَلْتُكِ أوْ أتتْكِ رسائلي والأمثلة كثيرة جداً ، على الحُبِّ الصادق والهادف ، فهذا الشاعر الأندلسي أحمد بن زيدون يعاتب حبيبته ولادة بنت المستكفي على إغفال تعهّدها له بالزواج من غيره ، ولا يقول لها : إنَّها خائنة ، فالمرأة في أكثر الأحوال محكومة بظروف ، تلزمها فعل شيءٍ ، لا تريدهُ ، فنسمعه ، يشتاق مذكِّراً باللقاء الطيِّب العامر بالحبِّ ، الذي ترك َأثراً حسناً خلّدهُ شعرُهُ البديع : إني ذكرْتُكِ بالزهراءِ مُشْتاقا والأفقُ طلقٌ ووجهُ الأرض قد راقا وللنّسيم ِ اعتلالٌ في أصائلِهِ كأنّهُ رقَّ ليْ فاعتلَّ إشفاقا لا سكَّن َ اللهُ قلباً عنَّ ذكرُكُمُ فلمْ يطرْ بجناح الشَّوق خفَّاقا لوشاءَ حملي نسيم َ الصُّبح حين َسرى وافاكُمُ بفتىً أضناهُ ما لاقى يومٌ كأيّامِ لذّاتٍ لنا انصرمَتْ بتْنا لها حين َنامَ الدّهرُ سُرَّاقا لو كان َ وفَّى المُنى في جمعِنا بكُمُ لكان َ منْ أكرم ِ الأيَّام ِ أخلاقا تدَّعي :إنَّنا وضعنا أنفسَنا أوصياءً عليك ، وعلى أمثالك ، لقد أخطأتَ ، ولم تفهم النصيحة ، واعلم أنَّنا لا نريد أصلاً أنْ نكون َ أوصياء على أمثالكم ، لأنَّ أكثرَكُم لا يُصلحُ أنْ يكون َتلميذا ً نجيباً، بلْ يحبّ أنْ يبقى بحالة الفلت التي يُسَميها حُريّة ،وهي جهلٌ وفوضى ، أمّا النصح العابر المفيد ، فلا بُدَّ منهُ أمام الله والناس والتأريخ ، وأنت َتعلم حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم :( الدين النصيحة ) وقول الله تعالى بسورة الغاشية: (فذكِّر إنما أنت َ مُذكِّر*21 لسْت عليهم بمصيطر*22 إلا منْ تولّى وكفر*23 فيُعذّبُهُ العذابَ الأكبرَ*24 ) خوفُكَ الداخلي من صورتي فأنت َ تراها صورة مصارع، هذه كذبة ٌ واضحة , فأنت تشهد على نفسك ، إنك غير ضليع باللغة العربيّة ، والشعر خاصة يريد خبرة ومقدرة ، وإنكَ لم تستطع الرد المفيد ، إضافة لوجود أخطاء كثيرة إملائيّة ولغويّة ونقليّة كثيرة ، نشير إلى بعضها على سبيل المثال: بعض الأخطاء الإملائيّة والنحويّة واللغويّة والنقليّة: 1 / لم ألتقي / وضعت َ ياءً، والفعل المضارع المعتلِّ الآخر جاء مجزوما ً ، وحذف الياء علامة الجزم ، والصحيح / لم ألتق ِ / وهذه المعلومة من برنامج الصف الثاني الإعدادي فعد إلى درس القواعد فيه . 2 كرَّرْت َ كلمة : / مُزاودا ً / والأصل :/ مُزايداً / فالفعل / زايد َ/ وليس :/ زاود َ / والفعل : / زايد َ/ مزيد ٌ بحرف واحدٍ هو الألف وأصلهُ : / زيد َ / وكلمة : / مُزايدٌ / هي اسم فاعل للفعل / زايد / وهو أكثرمن ثلاثي ، وهي في درس لقواعد الكفاءة باسم صياغة اسم الفاعل والمفعول فوق الثلاثي فعد إليه. 3 / يعلمُ إنَّ / : عليكَ أنْ تفتحَ همزة انَّ:/ أنَّ / فتصبح العبارة / يعلمُ أنَّ / والدرس من قواعد الثالث الإعدادي بعنوان:( فتح همزة انّ وكسرها ) فعدْ إلى الدرس . 4 كلمة : / إقامتُه ُ/ وضعتها من حفظك الناسي الجاهل في بيت الشاعر الكبير كعب بن زهير، ولم تعد إلى مرجع للتأكد قبل الاستشهاد بالبيت المذكور: كلّ ابن أنثى وإنْ طالتْ سلامتُهُ ، وليس / إقامتُهُ / فإنَّ الإقامة تتغيَّرُ في الدّنيا، من مكان إلى مكان آخر، أمَّا السّلامة إذا تغيَّرتْ تعني الموت ،وهذا قصد الشاعر 5 / عن ذلك العلياء / فأنت ذكرت المؤنث، والصحيح / عن تلك العلياء / فالعلياء كلمة مُؤنثة ، وتلك للمُؤنثّة المخاطبة ، والدرس في قواعد الصف الخامس الابتدائي فعد إلى درسِهِ . 6 كلمتان نقلتَها خطأ ً في بيت الشاعر امرىء القيس: عقرت بعيري يا امرؤ القيس فانزلي الصحيح: / يا امرأ القيس فانزل ِ / فالمنادى مضاف إلى القيس وليس نكرة مقصودة ، وكلمة :/ فانزلِ / هي فعل أمرأصله : / انزلْ / بتسكين اللام ولكنَّها كُسرت لضرورة الشعر، يعرفها الشعراء لا أنت َ. تقولُ وقد مالَ الغبيط بنا معا ً عقرت َبعيري ياامرأ القيس فانزلِ الشعراء الفطاحل: استشهادُك َ بشعر الشعراء الأقدمين الفطاحل ، كرد ٍ على تعسف الآخر ، ادعاء كاذب وجهل واضحٌ ، فالشاهدُ في غير موضعه ، فهل أنتَ على شيءٍ يماثل أو يقاربُ أو يقتفي أثر المبدعين الأقدمين ؟ ! أم كلامك النثري المُبعثر بعيدٌ جداً عن الأدب المفيد ، هيهات أنْ يرقى إلى أيِّ سطر ٍ أو شطر من بيتِ شعر مقفى ، يحمل حساً نبيلاً ومعنى مفيداً ، ولا هو على وحدة التفعيلة بالنهج المبدع الجديد , فقد وصفتك بما أنت عليه ، فقل لي وللناس يا حسين عيسو: كيفَ تقيسُ نفسك بالشعراء الكبار ؟ وأنتَ إلى الآن لم تكتبْ بيتاً واحداً شعراً مُقفَّى ، ولم تكتب كلماتٍ ذات معنى ولحن على وحدة التفعيلة ، هناك مثالٌ شعبي وأدبي ظريف للمقارنة بينكما هو: ( مدَّ الفيلُ رجلَهُ فمدَّتِ الخنفساءُ رجلَها ) ! أين َ الثرى من الثريّا بل أين َ أعلى عليين َ من أسفل سافلين يا عيسو؟ أمَّا الشعراء الأقدمون الفطاحل ، فهم بلا ريب ٍ أساتذة منْ جاؤوا بعدهم جميعاً ، ونقرّ ُ بإبداعهم ، ونقتفي آثارهم الباقية علما ً في رأسه نارُ، ونستشهد بها في مواقعها ، لا خبط عشواء ، أو كمحتطب بليل دامس يا عيسو! لقد كتبتُ لك شعراً ناصحاً، وليس به هجاءٌ جادّ ٌ، وكان َعليك أنْ تردَّ بشعرٍ ،يتبعُ الوزن ، ويردّ ُ على المعنى ، إنْ كنتَ شاعراً ، لا بكلام مبعثر كثير الأخطاء ، يدلّ ُ على ضعفك لغة ً ونحواً وصرفاً ومعنى هادفا ً، أريدكَ ، يا عيسو إنْ كنتَ تستطيع أنْ تردَّ بشعر مقبول الصنيع ، وأتمنّى ألا أراك َ في موقف العاجز الوضيع . ----------------------------------------------------------------- التعاليق 1- الكاتب : ناصر العيسى من الواضح انك يا سيد كركوكلي تبحث عن الشهرة من خلال التعليق على الكتاب و الشعراء اقول لك قديمة العب غيرها سبقك الى هذا كثيرون من امثالك ثم تعلق على القواعد والاخطاء الاملائية كانك استاذ كبير في النحو والصرف الم تقراءللكاتب الكبير محمد كرد علي الذي كان يشير و يقر على الاخطاءالاملائية التي كان يرتكبها احياناورغم هذا كان كبيراومشهورا اما انك تتكلم عن الاف والتف والنعل والخف هذا يدل على مستواك تمام هذا الكلام البذيء مردود عليك ولا استغرب هذا منك يا كر لان اسمك يدل عليك صلح نفسك اولا يا سيد كر كوكلي