كما كان مبرمجا ومعلوما، نظمت وجدة مهرجان الراي الدولي (...) في نسخته الرابعة، والذي بات يشكل احتفالية مغاربية ودولية لهذا النوع من الفنون الشعبية ، إذ جذب المهرجان ما بين 22 إلى 24 يوليوز 2010 الآلاف من الجماهير من وجدة ومن مدن أخرى، ومن الجزائر والمغاربة المقيمين ببلاد المهجر، لكن ما جرى ما بين 22 و24 يوليوز وشى بخلاف ما أدلى به المنظمون، وما صوته القنوات المغربية، وما كتب عن الراي بالرباط ... وفي سياق الحديث عن هذا الموعد الفني، والذي كان مخالفا تماما – على سبيل المثال – للنسخة الثانية السابقة التي كانت جذابة ومتميزة، والتي من خلالها أكدت وجدة تطلعها إلى أن تصبح من أرقى المدن المغربية والجزائرية لفن الراي !!! و ما زال الوجديون ومغنيو الراي الهادف الحقيقيون يسعون لتحقيق مطمحهم للالتحاق بمهرجانات المدن الكبرى المخصصة للغناء والسينيما والمسرح ... لكن الملاحظ هو أن مهرجان الراي الرابع هذه المرة كان أكثر مطية للوصوليين والطفيليين والسماسرة، ةاستحوذ على الساحة الفنانون المزورون، ووزعت بطاقات الصحافة والفن على العاهرات والدخلاء في صالونات افنادق المكيفة، مما أصبغ على الحدث الرتابة والملل والتكرار، ولم يعد المهرجان يواكب الحركية المبتغاة، و في تغدية جاذبيته بكوكبة من النجوم المعروفين، بل تتبعنا أشباه مطربين فرضوا داخل الأيام الثلاثة من خارج المدينة والمغرب، مما صعب عليهم إرضاء الجمهور الوجدي والزوار الآخرين. وإذا كانت بعض الصحافة المجلوبة من الدارالبيضاء وبعض الإذاعات والقنوات ، وبعض صحافة الخلاعة والارتزاق قد أثنت على المهرجان فإن الأمر اختلف تماما على ساحة الواقع، وبالنسبة للصحافة الوجدية التي همشت تماما من مواكبة الحدث، في حين تشابه البقر ( أي المغنيين ) على باقي الإعلاميين وشركات الأمن خاصة أولئك الذي جلبوا من مدن أخرى والذين لا يفقهون شيئا في هذا الفن، وكانوا من المحظوظين في الأكل والإقامة والتعويضات على حساب ميزانية المدينة وأبنائها والذين ظلوا يتابعون المسرحية وهدر المال العام في خنق وتذمر، وقد فهموا أن " خبز الدار في كل مهرجان يأكله البراني"، وهو ما قد يجعل مهرجان الراي غير قادر على منافسة المهرجانات الأخرى، بما أن وجدة لم تنتج إلا هذا الملتقى الفني الدولي بهذا الصدى. بعد إجهاض مهرجان السينما المغاربية .... إن تنظيم مهرجان من هذا العيار وبهذه الطريقة يتنافى وضرورة النهوض بمهرجان فن الراي، ويبعده عن طريق الانفتاح على أبناء البلدة بالدرجة الأولى، وفرش البساط للنجوم الحقيقية وتتويجها والاحتفاء بها والتي قد تنتج أجمل ما في فن الراي ، مع إشراك باقي الجنسيات الأخرى والتي هي في الغالب من الجارة الجزائر التي نتشارك معها في هذا الفن، حتى أصبحت المنافسة معها حامية الوطيس ... ، ثم الانفتاح على الفنانين الآخرين الذين لا يجسدون إلا القيمة الفنية، بعيدا عن اعتبارات أخرى قد تزيغ عن الهدف الانساني والحضاري والتواصلي المنشود. هذا وللتذكير، وفيما يخص أيام وجدة التي يحتفى بها موسميا وشعبيا، كان الدكتور عمر حجيرة رئيس المجلس البلدي قد صرح أنه بصدد التفكير لإحياء أيام " وَعْدَة سيدي يحي " بنمط وتنظيم احتفائي يليق بمكانة وجدة التاريخية والاقتصادية والجغرافية .