اختُتِمت فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لموسيقى الراي، التي نُظِّمت من 22 إلى 24 يوليوز الجاري في مدينة وجدة، بالإضافة إلى ثلاثة سهرات تم تنظيمها خارج الدورة وقبلها في «ساحة زيري» وفي «حي لازاري» في مدينة وجدة. وقد عرفت السهرات إقبالا جماهيريا كبيرا فاق كلّ التوقعات، حيث تجاوز العدد الإجمالي للساهرين، حسب المنظمين، أكثر من 600 ألف متفرج، وحطمت السهرة الختامية الرقم القياسي ببلوغها أكثر 250 ألف متفرج سهروا إلى غاية الساعة الرابعة من صباح الأحد في ساحة المركب الشرفي، لمشاهدة ألمع نجوم موسيقى الراي، في السهرة التي افتتحتها مجموعة «صوما الفلامينغو» الإسبانية ثم الفنانة الجزائرية كنزة فرح والفنان المغترب حميد بوشناق والفنان الجزائري فوضيل واختتمتها الفنانة الجزائرية الزهوانية. وعرفت الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لموسيقى الراي مشاركة أكثر من 30 فنانا، منهم بعض نجوم موسيقى الراي وتسجيل غياب «الكينغ» خالد، وكان أقواهم حضورا الفنانة السوسية الرايسة «تاشينويت» ومجموعتها والكناوي لمعلم حميد القصري والصنهاجي ومجموعته التي تفاعل وتجاوب معها الجمهور الغفير الذي حج إلى الساحة وتعذر على الآلاف منهم ولوجها بشكل تلقائي، إضافة إلى حميد بوشناق والفنانين الجزائريين، قادر الجابوني والشاب عباس وكنزة فرح، ورضا الطالياني وبلال وفوضيل والزهوانية، الذين عبروا عن حبّهم للجمهور المغربي، حاملين الراية الوطنية، وهو الجمهور الذي بادلهم التعبير عن الحب. مع الإشارة إلى أن الشابة الزهوانية كانت تردد «وانْ تو ثْري.. فيفا المْغربي»، مع الإشارة إلى أنه لم يكن هناك تجاوب مع البعض منهم، رغم شهرتهم، دون إغفال قوة التقديم والتنشيط لدى الفنان الواعد غريب لفطس، خلال السهرتين الأولى والثانية، وضعفه لدى المنشطين عماد النتيفي والممثلة نجاة الوافي... وبقدر ما كانت السهرة الافتتاحية متميزة، من حيث قوة حضور الفنانين الشعبيين المغاربة والتجاوب الكبير للجمهور معهم، كانت سهرة مساء يوم السبت 24 يوليوز متميزة، بحضور قوي للفنانين الجزائريين، والتي استقطبت حضورا جماهيريا كبيرا حطم الرقم القياسي للسنة الماضية بتجاوز ال250 ألف متفرج، حسب المنظمين، بالإضافة إلى حضور بعض الوزراء المغاربة وشخصيات فرنسية من الضيوف الأجانب وشخصيات سياسية مغربية وفعاليات اقتصادية ورياضية وجمعوية. ومن الشخصيات الأجنبية التي حضرت المهرجان مارتين أوبري، عمدة مدينة ليل الفرنسية والأمينة العامة للحزب الاشتراكي الفرنسي، إلى جانب الوزيرة نزهة الصقلي والوزير أنيس بير وبعض الشخصيات، إضافة إلى أبطال مغاربة عالميين من الجهة الشرقية في مختلف الرياضات، كعبد اللطيف بنعزي وبلكايد ونورالدين زروري وقيسي ونجوم الفن، كرشيد برياح وعبد القادر مطاع .. ومن جهة أخرى، سجّل المهرجان غياب نجوم أغنية الراي المغربية من مدينة وجدة، والذين صنعوا مجدها، أمثال برياح وميمون الوجدي وغيرهم، مع العلم بأن لا فنانا وجديا واحدا صعد المنصة طيلة ثلاثة أيام (الفنان حميد بوشناق يعيش في المهجر)، في الوقت الذي تمسك المنظمون بدعوة نفس المغنين في هذا المجال، وهو ما تم اعتباره إقصاء للفنانين المغاربة، إضافة إلى بعض أصوات الفنانين الشباب التي تعالت احتجاجا على عدم دعوتهم، متسائلين عن المعايير المعتمَدة في الاختيار. كما يلاحظ على هذه النسخة أن موسيقى الراي لم تعد تميز المهرجان، كما كان يحدث في دوراته الأولى، بعد أن عجز مغنوه عن تطويره والمحافظة عليه ومالوا إلى ترديد الأغاني الشعبية، بعد تكرار بعض أغانيهم القديمة التي اشتهروا بها، في الوقت الذي اكتسح الخشبةَ نجوم الأغنية الشعبية المغربية، وهو الأمر الذي يتطلب مراجعة تسمية المهرجان وأسباب إنشائه، مع الإشارة إلى أن جمعية «وجدة فنون» أصبحت تتحرك «بكل حرية»، بتركيبتها الجديدة، بعد رحيل مهندسيها الذين كانوا يحركون خيوطها ويمسكون بمفاتيح أسرارها، ومن واجبها عقد ندوة صحافية، للكشف عنها وعن ميزانيتها و»كاشيهات» الفنانين المشاركين ومصاريف إقامة ضيوف المهرجان وكيفية اشتغالها، بكلّ شفافية ودمقراطية، كما كان يطالب بذلك بعض أعضائها. ومن جهة ثانية، لم تتمكن وكالة التواصل ولا لجنتها المنبثقة عنها في وجدة من إصلاح أخطائها، حيث لم يتم الاتصال بكلّ رجال الإعلام وتم إقصاء بعض الصحافيين والمراسلين الصحافيين ومنح امتياز لبعضهم، في الوقت الذي كان أشخاص آخرون يحملون «البادج» ولا علاقة لهم بالصحافة...