العلاقات الإيرانية الإسرائيلية وخاصة الاقتصادية والعسكرية تسير على قدم وساق ٬ رغم الادعاءات الإيرانية بالوقوف إلى جوار الفلسطينيين ٬ والتباكي على المعاناة والحصار والحرب عليهم ٬ بينما تتصاعد وتيرة التبادل في المجال التجاري والاقتصادي وحتى العسكري....وما تعلنه طهران ليل نهار من تصريحات نارية ضد إسرائيل متفق عليه في إطار تمثيلية للضحك على ذقون العرب والفلسطينيين ٬ حتى تستمر القضية ساخنة يتاجر بها الملالى. إيران تعاقدت على شراء رخص برامج للكمبيوتر والنت ومواقع الكترونية ومكافحة القرصنة وغيرها من البرامج بملايين الدولارات في صفقة سرية ٬ تسربت بشكل متعمد من إسرائيل ٬ عن طريق الوسطاء ٬ وان حجم التبادل في تكنولوجيا المعلومات بين ايران التى ترفع لواء الجهاد ضد إسرائيل ٬ تصل إلى ۱5۰ مليون دولار سنويا ٬ وليس خافيا على المتابعين لإشارات الغزل الايرانية الإسرائيلية ٬ تلك الرسائل التي أرسلتها ايران لإسرائيل والعكس بالتهاني في المناسبات لكل منهما. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت وسائل الاعلام اللبنانية أن أموالا ايرانية تدفقت على حزب الله لاستمالة القوى اليسارية لتشكيل تيار سني يقف أمام الحريري وقوى ۱4 آذار. ايران تستخدم الأسلوب البراجماتي في التعامل مع القضايا الاقليمية رغم كل ما تتشدق به لدغدغة عواطف السذج من العرب. وطوال الحروب التي خاضتها الأمة العربية ضد اسرائيل ٬ لم تطلق رصاصة واحدة من ايران على تل ابيب ٬ بل شراكة واقتسام للنفوذ والمصالح تحت عنوان: "الغاية تبرر الوسيلة". لذا تقوم ايران بتجهيز خلايا نائمة في دول الخليج تنفق عليها الكثير ٬ وحتى بعض القوى اليسارية في الدول العربية وقعت في الفخ الايراني الذي يرفع شعار العداء لاسرائيل ٬ بينما هدفه تصدير الثورة ٬ والتشيع تحت عباءة الملالي ورجال الدين الذين يحكمون باسمه ٬ بينما الدين منهم براء. العالم كله أدان ومازال يدين ايران في قمعها للمعارضين السياسيين ٬ ويحاول الملالي القيام بعمليات غسيل المخ لمن يسيرون خلفهم ٬ واعتبار أن مخالفة الولي الفقيه ٬ ومعارضته ٬ تعد معاداة لله والدين والوطن. وبهذه المسميات ٬ أعدمت ايران آلافا من المعارضين لها منذ قيام الثورة ٬ بل قامت باعدام ثلاثين ألفا من خيرة الشعب الايراني في الثمانينيات ٬ ولاتزال تقوم بالاعدام رغم الاحتجاجات والنداءات الدولية ٬ آخرها لجنة ايران حرة في البرلمان الاوربي ٬ ولجنة الحقوقيين ٬ ومنظ مة العفو الدولية التي تري في النظام الايراني خطرا داهما على حقوق الانسان ٬ حتى الأممالمتحدة ولجنتها ٬ أدانت نظام الملالي ٬ الذي يرى في تكميم الأفواه والاعدام والسجن والتعذيب أسلوبا أفضل للحكم ٬ بينما حالة الاحتقان والكره للنظام الايراني وصلت الي حالة اللاعودة ٬ بخروج الملايين من أبناء الشعب الايراني في مظاهرات تدعو للحرية والموت للديكتاتور ٬ قادتها المقاومة الوطنية في الداخل والخارج. ولاشك أن المعارضة الوطنية الايرانية سجلت انتصارات على النظام بكشفه وتعريته وتغذية الشعور الوطني وتأجيجه في الشباب ٬ مما ساهم في استمرار المظاهرات اليوم وغدا حتي ينال الشعب الايراني حريته وحقوقه ٬ ونجحت المعارضة في خلق اجماع دولي على ديكتاتورية النظام وفاشيته ٬ كما نجحت في كشف المفاعلات النووية التي بنيت سرا لانتاج السلاح النووي ٬ وأحرزت هدفا في مرمي النظام ٬ وخلقت حالة ثانية من الاجماع الدولي ضده ايضا. ولم يعد في مقدوره مواجهة العالم في قضيتي الملف النووي وحقوق الانسان ٬ حتى لو تجمل النظام ٬ وساوم ٬ وعقد الصفقات سرا ٬ وكلف اتباعه باستمالة بعض المغفلين الذين صدقوا شعاراته ٬ .. ففاقد الشئ لايعطيه.. والديكتاتورية الى زوال .« « !