أدلى رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي الحاج عمر غندور بالتصريح التالي: ثمة كلام خطير قاله الرئيس السابق أمين الجميّل في الجلسة الجديدة على طاولة الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، حيث طالب بعرض الاتفاقات اللبنانية السورية على لجنة التحكيم الدولية في لاهاي إذ تعذّر التوصل الى اتفاق بين اللبنانيين والسوريين معتبرا ان مجلس الحوار يشكل مخالفة دستورية لجمعه بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وطالب باعلان حياد لبنان في موضوع الصراع العربي (الاسرائيلي). ولم يوفر الرئيس الجميل رئيس الجمهورية من انتقاداته حول زيارته لسوريا. موقف الجميل جاء متناغما مع بيان ما يسمى الامانة العامة ل 14 آذار الاخير الذي دعا الى رؤية دفاعية عن لبنان لا تصلح إلا بأمرة الدولة وبتعيين مهلة زمنية للهيئة الوطنية للحوار!! يضاف الى هذه الاوكسترا جولات قائد القوات اللبنانية سمير جعجع على عدد من العواصم العربية "المعتدلة" والاجنبية وتصريحاته الداعية الى تحييد لبنان عن الصراع العربي الاسرائيلي والتحريض على حزب الله والمقاومة!! هذا كله نتاج ثقافة انعزالية عرفها لبنان في الستينات شعارها "قوة لبنان في ضعفه" وقد أثبتت الوقائع أن هذا "الاستضعاف" لم يوفر لبنان من خمسة اجتياحات اسرائيلية للسيادة والارض بعضها وصل الى قلب العاصمة وبات واضحا وجليا ان الانعزال اللبناني لا يؤمن أصلا بعروبة لبنان ولا بارتباطه العضوي بمحيطه وقضاياه رغم تجلببه بعباءة الطائف ومضامينها ، وهو عندما شارك بعضه بطاولة الحوار إنما أقدم على ذلك للبحث بمصير سلاح حزب الله تحت مسمى "الاستراتيجية الدفاعية" ولا تعنيه التهديدات (الاسرائيلية) اليومية للبنان ولا بالخروقات ولا بالترسانة الضخمة التي تجهزها (اسرائيل) في شمال فلسطينالمحتلة ولا بحماية لبنان.!! هذا الانعزال الذي يزعجه سلاح المقاومة، وهو امتداد لانزعاج (اسرائيل) التي تريد لبنان مهلهلا من غير أظافر ومن دون كرامة. ولعل الرد الذي تلقاه الرئيس أمين الجميّل في جلسة الحوار من النائب وليد جنبلاط حول الحياد "الحياد غير موجود ولا شيء اسمه حياد بين الجنة والنار" ومن الرئيس نجيب ميقاتي حول العلاقة مع سورية "لملف العلاقات مع سورية لا يقارب بهذه الطريقة بل يجب ان ننطلق من الخصوصية القائمة بين البلدين لا من خلال محكمة العدل الدولية. ثم جاء رد الرئيس سعد الدين الحريري ان لبنان وسورية يعيدان النظر بالاتفاقات الموقعة بينهما لكن الموضوع لا يمكن ان يبحث من خلال أطر أخرى. هذه الردود الوطنية المسؤولية لعلها تكون كافية للرد على الاوهام ومحاولات سلخ لبنان عن محيطه وعن حتمية التاريخ والمصير والغريب ان يتجاهل الرئيس أمين الجميل الاطماع (الاسرائيلية) في مياهنا الاقليمية حيث باشرت (اسرائيل) عبر شركة اميركية العمل على سرقة النفط والغاز، ولا يرى في ذلك ضررا سوى سلاح المقاومة، في حين ان الصحافة (الاسرائيلية) أفردت "المانشات" في صفحاتها الاولى تتحدث عن خشيتها من دخول حزب الله على جبهة النفط والغاز في مياه المتوسط. وإذا ما نشب صراع إضافي بين لبنان والعدو الصهيوني هل نطمئن الى الحيادية التي ينشدها بعض قوى 14 آذار أم الى سلاح المقاومة الذي يريدون دفنه وتحريض العالم عليه؟!. أم نتكل على اكذوبة "قوة لبنان في ضعفه"؟ عمر عبد القادر غندور/ رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي بيروت في 18/06/2010