بصورة دائمة ومستديمة ستجد القلق يضرب بأطنابه حكام إسرائيل و رموز الإدارة الأمريكية. فعلى مدار الساعة يشدو الواحد منهم بعويله وشكواه وقلقه مما لا يقلق بينما هو غير قلق من كل ما يقلق. أو هو وقح يهدد ويتوعد رغم أنه جبان رعديد يظن الشجاعة وقاحة ,والوقاحة إنما هي شجاعة غير مهذبة. بحيث باتوا قلقين ومقلقين, وحتى وجودهم بات مقلقا . فهم غير قلقين مما يقلق الشعب الأمريكي وشعوب العالم, ولا هم قلقون من أكاذيبهم وتصرفاتهم الإجرامية والعدوانية والإرهابية التي تفتك بأرواح الملايين من البشر, وتدمر المدن والقرى بمن فيها. ولا هم قلقون من سياساتهم العدوانية التي تعرض الأمن والسلام العالمي للخطر. وإنما هم قلقون على مصير الخونة والعملاء,وقلقون من تنامي دور فصائل المقاومة الوطنية في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان,ومن مفاعلات نووية تشاد في دول للأغراض السلمية. وهذه الأيام زاد قلقهم من أن يكون لدى حزب الله صواريخ طويلة المدى, فالكذب والمكر وخداع وتضليل الشعوب هي مضامين سياسات وأساليب قوى الاستعمار والصهيونية وإسرائيل والإدارة الأمريكية في تبرير شنهم الحروب, أو تبرير ما يعانونه من فشل وهزائم ومحن, فخطاب السيد حسن نصر الله الذي هدد فيه إسرائيل أن كل عدوان جديد على لبنان سيرد عليه بالمثل ,فالسن بالسن والعين بالعين والبادئ اظلم رفع من وتيرة قلقهم, فسارع البعض منهم لفبركة إتهام كاذب وعلى عجل يتهمون فيه سوريا وإيران بتزويدهما لحزب الله بصواريخ سكاد. وفاتهم أن مثل هذا الاتهام الكاذب سيعيد خلط الأوراق في كثير من جوانبه لغير صالحهم. فمن هو قلق أو مصاب بالقلق سيبقى متردداً أو متهوراً لأن نعمة العقل قد تعطلت لديه, وسيتحرك بردود الأفعال كثور هائج في حلبة للمصارعة. وسيلحق الأذى بنفسه وبغيره. فهذا الاتهام الكاذب الذي فبركوه و تذرعوا به لتفسير خطاب السيد حسن نصر الله بهدف التهويل من خطر سلاح وصواريخ حزب الله سيوقعهم في الكثير من المطبات التي لن يكون الخروج منها بهين. فالقصد من هذا الاتهام تحقيق الأهداف التالية : •نشر الرعب في الشارعين الأمريكي والإسرائيلي أكثر فأكثر من خطر مشروع إيران النووي ومن تحالفاتها أو صداقتها لبعض الدول, وإن زاد من نقمة الإدارة الأمريكية على إيران إلا أنه سيحرج إدارة (باراك أوباما) في انفتاحها الجديد على سوريا , بعد أن قررت إعادة سفيرها الجديد إلى دمشق,وهذا سيلحق الأضرار بالمصالح الأميركية ولن يضر أو يضير دمشق بأية حال, لكنه سيقلق ويؤرق مضاجع الشعب الأميركي من خطر تورط بلادهم بحرب جديدة ليس لها من داع. •وحشر نتنياهو وحزب الليكود في الزاوية بفتح أعين الإسرائيليين على أنه وحزبه ليس لهم من قدرة على مواجهة حركة حماس وحزب الله ,أو منع حزب الله من تطوير ترسانته الصاروخية كما وعدهم نتنياهو , وهذا سيصب في مصلحة حزب العمل في أية انتخابات جديدة. ويمكن فهم ذلك من خلال تصريح مارتن أنديك السفير الأميركي السابق في إسرائيل و مستشار جورج ميتشل حين صرح لإذاعة الجيش الإسرائيلي بالقول:على إسرائيل أن تأخذ المصالح الأمريكية في الاعتبار إذا كانت بحاجة إلى المساعدات, وأن على رئيس حكومتها نتنياهو أن يختار مابين الصدام مع شركائه في حكومته اليمنية أو الصدام مع بارك أوباما,وإذا كانت إسرائيل دولة عظمى وليست بحاجة لحماية الولاياتالمتحدة الأميركية التي تعزل وتمارس ضغوطاً على إيران فافعلوا ما يحلوا لكم,لكن إذا كنتم بحاجة إلى الولاياتالمتحدة الأميركية فإن عليكم أن تأخذوا المصالح الأمريكية في الاعتبار.وأن الرئيس أوباما يوقع على رسائل إلى عائلات الجنود القتلى أكثر بكثير مما يوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي,وعلى إسرائيل الالتفات للمصالح الأميركية في الحرب ضد الإرهاب. •وتخفيف الضغط عن إسرائيل وفك العزلة عن نتنياهو وإطلاق يده بحرية له للرد بعدوان جديد . •وضغط على نتنياهو لدفعه إلى تقديم استقالته والتوجه نحو انتخابات جديدة يخرج بخفي حنين. •وصك براءة و خلاص لوزير الحرب الإسرائيلي لتبرئة نفسه وحزبه وجيشه من أية مسؤولية شخصية عن أية هزيمة أو مصيبة ومحنة قد تلحق بإسرائيل في أية مواجهة جديدة مع حزب الله وفصائل المقاومة. • ودغدغة لعواطف العسكر لكسبهم كي يصوتوا لصالح حزب العمل في أية انتخابات قادمة. •وتحريض الحكومة اللبنانية على سوريا بأنها لا تراعي التزاماتها بضبط الحدود. •ولفت انتباه مجلس الأمن الدولي وأمين عام الأممالمتحدة مما تعانيه إسرائيل من تهديد ومخاطر مزعومة, واتهام رخيص لمجلس الأمن والأممالمتحدة وأمينها العام وقوات الطوارئ الدولية والاستخفاف بهم. •ومحاولة مفضوحة لنفخ الروح من جديد في قوى 14 آذار بعد أن تهلهلت وفرط عقدها نتيجة تطوير مواقف بعض أطرافها باتجاه زيادة اللحمة مع سوريا وقوى المقاومة اللبنانية, وكذلك دعم لمواقف بعض الإطراف التي مازالت منضوية فيها ومحبطة نتيجة هزيمة الجمهوريين والمحافظين الجدد. •ورفع لمعنويات بعض قوى 14 آذار بعد تشرذمها وانهيار حلفها وتحالفها وحلفائها. •ومحاولة ضغط قصد منه أن يلقي بثقله على الوضع الداخلي في لبنان دافعاً به نحو المزيد من الانقسام لإفشال طاولة الحوار, وإعاقة جهود المصالحات, وعرقلة عمل الحكومة اللبنانية. ولكن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري رد على هذا الاتهام مشبها إياه بسيناريو أسلحة الدمار الشامل العراقية. •واتهام مبطن للجمهوريين والمحافظين الجدد بأن فشلهم هو السبب فيما حل بإسرائيل من مصائب. •ومحاولة من (إيباك) لتوظيفه لصالح الحزب الجمهوري لأن هذا العام عام انتخابات الكونغرس الأمريكي. •ورفع وتيرة درجة التوتر بين الجمهوريين والديمقراطيين بتبيان ما تعانيه إسرائيل من أخطار. •وتبرير لتصرفات حكومات إسرائيل في إحباطهم لكل المشاريع والمساعي السلمية الأميركية. •ومحاولة لصرف اهتمام إدارة أوباما عن عملية السلام إلى دعمٍ لقدرات إسرائيل المادية والعسكرية. •وإرباك لإدارة أوباما والحزب الديمقراطي ومحاولة لإضعافهما في الكثير من المواقف بحيث يصبحا عاجزين عن تحقيق ما وعدا شعبيهما وشعوب العالم بإيجادهما الحلول لأمور أخرى. بحيث يصب هذا الإرباك والجمود في مصلحة الجمهوريين والمحافظين الجدد حاضراً ومستقبلاً. •والانتقاص من دور وهيبة الجيش الأميركي من خلال تبيان أنه رغم وجوده بكثافة في العراق وبعض دول الخليج لم يتمكن من كبح عملية تسليح حزب الله,وكذلك الانتقام منه والإساءة إليه نتيجة تصريحات الجنرال (بيتريوس) وبعض قادته والتي تتعارض والمصالح الإسرائيلية, وتسريب شريط الفيديو الذي بثته بعض الفضائيات حول جريمة قتل ثمانية مدنيين عراقيين من قبل الطيران الأمريكي بدم بارد ومع سبق التصميم والإصرار وبقرار من القادة العسكرية الأمريكية في هذا الوقت بالذات هو إساءة للجيش الأميركي وانتقام منه على دعمه لسياسة رئيسه وإدارته, والشريط مسروق من أرشيف البنتاغون, وسرقته غير ممكنة إلا من قبل أصدقاء إسرائيل المتنفذين والمتعاطفين مع إيباك في البنتاغون!! •تعميق الخلافات العربية العربية وزيادة الشحن الطائفي والمذهبي ضد سوريا وإيران وحزب الله, ولذا فالتسريب الإعلامي الأميركي بخصوص السكاد تم من قبل صحيفة الرأي الكويتية. • توجيه رسالة للإسرائيليين أن كيانهم رغم وجود جيشهم القوي وترسانتهم النووية والعسكرية بات في خطر,وأن ضمان أمنهم وسلامتهم ومصالحهم يكون بتحقيق السلام بإيجاد حل سريع لمشكلة الصراع العربي الصهيوني وفق خطة السلام الأمريكية التي يصر عليها أوباما. كذبة تسليح حزب الله بصواريخ سكاد تم فبركتها لتكون بمثابة القشة التي يتمسك بها رموز الإدارة الأمريكية وحكام إسرائيل نتيجة هزائمهم وغرقهم في مستنقعات حروبهم العدوانية ,كي ينقذوا أنفسهم من الغرق, و تمثيلية من طراز تمثيلياتهم السابقة السخيفة, وتصريحاتهم تثبت أن قضية السكود ليست سوى أكذوبة, وتمثيلية هزلية لتتلائم وتتطابق مع ما فبركوه في ما مضى من أكاذيب وترهات وأضاليل بحق الشعب الأمريكي والإسرائيلي وشعوب العالم. والتصريحات التالية تثبت أنها أكذوبة. فقد نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي قوله: لا نعتقد أن صواريخ سكود من أي حجم كان قد نقلت إلى لبنان. بينما يجيب نتنياهو خلال مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن سؤال وجه له بخصوص حصول حزب الله على صواريخ سكود بالقول:إيران تتدخل لتصعيد الأوضاع الأمنية من خلال تهريب السلاح إلى حزب الله عبر سوريا..........وطهران تحاول إشعال حرب بين إسرائيل وسوريا,وتحاول إقناع السوريين بأن تل أبيب على وشك شن هجوم عليهم وهذا كذب...........ولا أريد الخوض في التفاصيل الإستخبارية,لكن يمكنني أن أقول شيئاً واحداً : هو انه طوال الوقت يتواصل تدفق السلاح والوسائط القتالية من سوريا عبر الحدود مع لبنان, سواء كان هذا التسلح سوريا أو إيرانياً ويسلم إلى حزب الله ,وفي هذا انتهاك واضح للقرار 1701....وسوريا مدركة للانتقادات الشديدة من الولاياتالمتحدة الأميركية ومن إسرائيل...... وإسرائيل تريد السلام إسرائيل لا تريد الحرب.أما الخبير الأمريكي كورد زمان فيعتبر: أن صواريخ سكود لا يمكن أن تغيير المعادلة ولكنها تعني أن بإمكان حزب الله استهداف أي مكان في إسرائيل ....وأنه لأمر غريب على شمعون بيرس أن يدلي بتصريح يتهم فيه سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ سكود ولم يترك هذا الأمر للمسؤولين في الجيش أو الاستخبارات لتقديم أدلة على هذا الاتهام. ولو سألت من هو قلق من تسليح حزب الله بصواريخ السكود عن الكيفية التي تم به نقله لحزب الله دون أن تنتبه لنقله الأقمار الصناعية التجسسية وطائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي نجوب سماء لبنان طيلة الليل والنهار مع أن نقله يحتاج لوسائط نقل خاصة؟ لأجاب بكل وقاحة وغباء وبدون حياء أو خجل وبدون احترام لعقول البشر:نقل على ظهور الدواب من الحمير والبغال. وكم جيفري فيلتمان معاون كلينتون ساذج وأحمق وغبي حين يفترض من نفسه وصياً على لبنان بتصريحه لوسائل الإعلام بأنه قلق,وأن اللبنانيين قلقون من تسلح حزب الله.وكم هي مقلقة وقلقة السيدة ديبورا جونز السفيرة الأميركية في الكويت حين تصرح لصحيفة الراي الكويتية بقولها: حزب الله اللبناني عنصر مثير للقلق. الأربعاء:26/5/2010م