النص الكامل للرسالة الموجهة إلى الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، من قبل الأعضاء الثلاثة المنسحبين من عضوية المكتب السياسي: بسبب خلاف عميق بيننا في المكتب السياسي حول رؤيتنا للعمل السياسي وللعمل الحزبي لم يعد مقبولاً أخلاقياً أن نستمر في حضور اجتماعات هذه الهيئة. بسبب خلاف عميق بيننا في المكتب السياسي حول رؤيتنا للعمل السياسي وللعمل الحزبي لم يعد مقبولاً أخلاقياً أن نستمر في حضور اجتماعات هذه الهيئة. إلى الأخ عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وإلى الأخوات والإخوة أعضاء المكتب السياسي تحية طيبة وبعد، عرفت الساحة السياسية المغربية في الآونة الأخيرة... وخصوصاً منذ التعديل الحكومي الأخير وعند انتخاب رئيس مجلس النواب نقاشاً واسعاً داخل الأحزاب وخارجها. ذلك أن التوافقات التي تمت بهذا الشأن، والترتيبات التي اتخذت لتنفيذه قد أضفت مزيداً من الالتباس على الوضع السياسي ورسخت القناعة السائدة في الرأي العام الوطني بأن خريطتنا السياسية لا يحكمها أي منطق قائم على التمايز والاستقلالية. لقد حدد مؤتمرنا الثامن التوجهات الأساسية التي ينبغي على حزبنا أن يسلكها، والمتمحورة حول هدفين: - القيام بكل المبادرات الكفيلة بتحقيق الإصلاحات السياسية والدستورية القادرة على إخراج البلاد من أزمة التعثر الديمقراطي - تحديث الحزب وإعادة بنائه على أساس هوية واضحة ومشروع مجتمعي شجاع وذي مصداقية في حوار دائم مع المواطنين واعتماداً على عمل ميداني يعيد ربط الحزب بعمقه الشعبي. لقد خلص المؤتمر إلى وضع هذه التوجهات بعد الأزمة الداخلية التي اجتازها عقب انتخابات 2007، واستناداً إلى تحليل الأوضاع المرتبطة بأزمة السياسة في بلادنا، تلك الأزمة التي تجلت عناوينها البارزة في العزوف وضعف المؤسسات وتدني المصداقية. لقد كنا نأمل أن ننخرط جميعاً في تطبيق هذه التوجهات، حتى نتمكن من استعادة مكانة الحزب في المجتمع وفي الحياة السياسية، إلا أن العمل الذي قمنا به حتى الآن لم يترجم بأمانة الإرادة المعبر عنها في المؤتمر رغم كل الجهود المبذولة ورغم حرصنا جميعا على تجنب كل ما من شأنه أن يرجعنا حزبياً إلى أزمة ما قبل المؤتمر. إننا نعتبر أن استعادة مكانة الحزب وتقويتها لن تتم عبر التفاوض على مواقعه في المسؤولية بل من خلال المشروع الذي يدافع عنه والتعبئة الشعبية التي يستطيع أن يقوم بها لتحقيق هذا المشروع لذلك نرى أننا وبسبب خلاف عميق بيننا في المكتب السياسي حول رؤيتنا للعمل السياسي وللعمل الحزبي لم يعد مقبولاً أخلاقياً أن نستمر في حضور اجتماعات هذه الهيأة. وسنعمل بكل إخلاص على الاستمرار في الدفاع عن توجهات المؤتمر الثامن في صفوف الحزب إلى حين انعقاد المؤتمر المقبل الذي ندعو إلى التحضير له في أقرب الآجال وتقبلوا خالص تحياتنا الأخوية