رغم الحملات الإعلامية و الميدانية التي تقوم بها مختلف مؤسسات الدولة للتخفيف من عدد حوادث المرور ، إلا أن الواقع يؤكد بأن العدد لازال في تصاعد خطير يجعلنا نعيش بالفعل حرب طرق . و بغض النظر عن الوسائل المستعملة للتحسيس بخطورة الوضع إلا أن الذي يهم هو النتائج و بالتالي إن هذه الوسائل لا تؤدي الى الهدف المنشود . فإذا كانت الوصلات الإعلامية تؤكد على أن السبب الرئيس في أغلبية الحوادث هو السرعة المفرطة و مخالفة قوانين السير ، فإن التساؤل المطروح هو لماذا يتمادى مستعملوا الطريق في سلوكاتهم و عدم تغييرها ؟ أظن أنه من الأسباب الرئيسة هو عدم قيام الدولة بواجبها في إصلاح الطرق و تركها في حالة أقل ما يقال عنها أنها لا تراعي كرامة المواطن الذي يتحرك فوقها . الذي دفعني لكتابة هذه السطور هو أمران : الأول حادثة سير و قعت منذ حوالي أسبوع بالقرب من علامة التشوير الضوئية المحادية لثانوية السلام حيث حفرت الطريق عرضا و تركت كما هي بدون ترميم منذ أكثر من سنة و في كل مرة يحدث تصادم بين السيارات بسبب حصر الفرامل المفاجئ . لكن هذه المرة سيكون صاحب دراجة نارية هو الذي يصطدم بشاحنة وقفت بشكل مفاجئ عندما اقتربت من الحفرة و تهشم رأسه و توفي بعد حمله الى المستشفى . الثاني : سفري خلال الأسبوع الماضي الى الرباط بالسيارة حيث لاحظت بأن حالة الطرق توجد في مجملها في وضعية كارثية ، و يبدو أن التساقطات المطرية الأخيرة فضحت هشاشة الطرق حيث كثرة الحفر وسط الطريق تآكل الجنبات و تجمع الأتربة على حافة الطرقات . و الأمر لم يتوقف عند الطريق الوطنية بل وصل الى الطريق السيار حيث وجدنا مجموعة من الأشطر لا يستغل فيها إلا طريق واحد و أغلب الطريق ظهرت فيها التذبذبات بشكر كبير . إذن فإن مسؤولية حرب الطرق مزدوجة ، فإذا كان مستعملوا الطريق يتحملون قسطا من المسؤولية فإن الدولة تتحمل القسط الأكبر في إزهاق أرواح المواطنين بسبب إهمالها للطريق و عدم بنائها وفق المعايير التقنية المعمول بها دوليا ، و كذلك عدم إصلاحها بالسرعة المطلوبة عندما تتضرر لسبب أو لآخر . و يبقى التساؤل المشروع ( ماذا سيقول المسؤولون عن القطاع لربهم عن الأرواح التي تزهق بسبب وضعية الطريق ؟؟؟ و لنتذكر القول المأثور لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لو أن بغلة عثرت بالعراق لخشية أن يسألني ربي : لم لم تسوي لها الطريق يا عمر ؟؟؟