دع أصابعك تنفلت بقيافة شيخوختها عن المزلاج الأصم ودع نظراتك الشاخصة بكامل طفولتها تسدل ستائر العتمة على على جدرانه المعتقة بحنان الأرصفة الخاوية فهو ليس الوطن الذي ظلّل طفولتنا النائية ورمى بسلامه فوق اغطية الفقراء ونعاس البيوت الغافية في دفء الرغيف وهو ليس الوطن الذي نزفناه عند قارعة المدن الناعمة ببداوة حزن كثيف وهو ايضا ليس المهد الذي اغوى جراحنا المتسكعة على خرائط المنفى بأن تلقي دماءها حبرا يضج بالقصائد العجاف لاتصغي لغواية القلم بعد اليوم فحمورابي الذي اودعنا لعنة حروفه ندم الان وهو يرتل آيات المغفرة على ضوء المجنزرات حين اكتشف ان شعبه لم يعد يعرف القراءة والكتابة الا بمشارط الطب العدلي فكف عن هذيانك يا كلكامش فتعاويذ الموت تتلى كل صباح ولاتفكر باجتراح الورق مرة اخرى او بفتح نافذة بيضاء يهرب منها طائر القصيدة لئلا يشي الحبر بفصيلة دمك فيعلقك الوطن بمقصلة قصائدك ويحاكمك بتهمة الانتماء لنخيله ومياهه وترابه دع النسيان يرقي ذاكرتك العالقة بين رحيل مضى .. واخر سيأتي بين رصاصة انغرست في جمجمة الحلم واخرى تتوسد الجهات الالف بين وطن كان هنا ووطن عالق هناك مثلنا نحن العالقين في براثن الانتماء نقتات صورته المعلقة في النشيد المطرز باسمه نتقلد نجومه المطفأة نشهق بحمرته العارية فوق جلد الارض والاجساد المثقوبة الهوية نلتف بسواد الامهات وهن يرتلن نشيد الفجيعة كل عيد لنرتمي في خاتمة الحكاية في قلب بياضه الفاقع بياضه الفاجر بياضه الاخرس مثل اصواتنا . . . حبرنا الذي يخاف ان يتهجى اسمه إسمه الذي تخشاه المطارات وصالات الترانزيت وجوازات السفر التي تحترق خضرتها باليباس كلما طاردتها حروفه اسمه الذي نسيته المدارس والصباحات والأعياد وصار نجما في المخافر ولامعا في اللوائح السوداء اسمه المطارد في الفضائيات والارضيات اسمه الذي تكسر خزف حروفه على رخام الشواهد واضاع وجهه في عتمة لثام إختزل شموسه الألف بسواد ليل طويل