أعتقد أن كلمة "قمة" في مرادفات اللغة تعني أعلى الشئ، لكنها في السياسة العربية لا تعني إلا القاع والفشل والانحطاط والانبطاح!، فلا الزعماء العرب يمثلون العرب، ولا لديهم أي إرادة سياسية لتكامل عربي، وأهم ما يشغلهم هو كيف يستمرون في الجلوس على كراسيهم وإن غادروها غير مأسوف عليهم إلى قبورهم أن يجلس أبناؤهم على تلك الكراسي! حدثت أمور غاية في الأهمية وذات عمق خطير في مغزاها قبل (القمة) وأثناءها وجب تركيز الضوء عليها: أولا: زيارة نتن ياهو إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية: في تلك الزيارة تحدث نتن ياهو أمام منظمة إيباك أهم منظمات اللوبي الصهيوني في أمريكا دعما لإسرائيل، وأكد نتن ياهو في كلمته على أن "القدس ليست مستوطنة بل عاصمة (دولة إسرائيل)"، وقبل زيارته مباشرة اتخذت حكومته خطة لبناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة رامات شلومو شمالي القدس وحدث ذلك أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إلى إسرائيل "لإقناع" نتن ياهو بوقف الاستيطان والبدء في مفاوضات غير مباشرة مع سلطة عباس! ثانيا: فشل الرهان على أوباما!: في حديث أوباما "الناعم والرقيق" بجامعة القاهرة انخدع كثير من العرب في الرئيس الأمريكي الجديد الذي أعلن أن أمريكا ستضغط على إسرائيل من أجل إيقاف الاستيطان وعودة المفاوضات غير المباشرة بين سلطة عباس وحكومة نتن ياهو لكن ثبت بعد ذلك أن إرادة إسرائيل أقوى من كلمات أوباما "الناعمة والرقيقة"!، حيث كان قرار حكومة الليكود بناء 1600 وحدة سكنية في القدس أثناء حضور بايدن صفعة أولى للإدارة الأمريكية وللمراهنين عليها ثم كانت الصفعة الثانية حينما فشل أوباما في الضغط على نتن ياهو لوقف الاستيطان أثناء زيارته لأمريكا! ثالثا: سلطة عباس تمثل من!: قبل القمة مباشرة وقفت السلطة المفروض أنها فلسطينية ضد قرار أممي يدين إسرائيل!، كانت هذه هي المرة الثانية خلال 6 أشهر تقوم السلطة بتلك الفعلة النكراء حيث وقفت قبل ذلك من أجل تأجيل تقرير جولدستون الذي أدان إسرائيل، وهي اليوم تقف أيضا ضد التقرير الدوري لريتشارد فولك المقرر الخاص لشؤون حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، ونتيجة لموقف السلطة الفلسطينية تم تأجيل التقرير لشهر يونيو، أغرب ما في الأمر أن سبب طلب السلطة تأجيل التقرير أنه يتبنى وجهة نظر حماس! رابعا: مبادرة السلام العربية!: تعد مبادرة السلام العربية أعظم النكت السياسية التي يقدمها العرب في عصر الانحطاط فشر البلية ما يضحك!، ففي الوقت الذي كانت إسرائيل تضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لقائمة التراث اليهودي في القدس كان وزراء الخيبة الخارجية العرب يجتمعون في مقر الجامعة بالقاهرة يعلنون تمسكهم بمبادرة السلام العربية وتعلن لجنة المبادرة دعمها لمفاوضات غير مباشرة بين سلطة عباس وإسرائيل! وحين لمح عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية – مجرد التلميح- بإمكانية سحب المبادرة تكالبت عليه دول ما يطلق عليه الاعتدال مثل مصر والسعودية لتستمر المبادرة وتستمر إسرائيل في انتهاكاتها ويستمر عمرو موسى يؤذن في مالطا وتستمر الشعوب العربية تلعن حكامها واليوم البائس الذي جلسوا فيه على كراسيهم ورقاب شعوبهم! خامسا: أغلق الستار على مسرحية بايخة! بعد انتهاء أعمال المسرحية التي أطلق عليها قمة عرفنا جميعا موهبة الحكام العرب ليس فقط في التخاذل والتواطؤ لمصلحة أمريكا وإسرائيل، بل أيضا في الفنون المسرحية، فحين كانت أجواء مدينة سرت الليبية التي استضافت القمة تمتلئ بأغاني عن الوحدة العربية كان الحكام العرب يقطعون أوصال تلك الوحدة .. كان الحكام العرب يستمرون في خيار السلام .. وإسرائيل تؤكد على خيار الحرب! القاهرة في 29 مارس 2010م مدونتي مصري حر