يتوجه العراقيون الى صناديق الاقتراع يوم الأحد القادم (7 مارس)، ولا تبدو الأوضاع مطمئنة في ضوء انتشار قعقعة العنف rumble of violence في أنحاء العراق. ومع أنها لا تبدو مثل الحرب التي عمّت وابتليت بها البلاد على مدى الثلاث سنوات الماضية، لكنها علامة مقلقة worrying sign على أن التحول الخطأ بعد الانتخابات يمكن أن يقود إلى الانفجار- بخاصة إذا ما تعرض التصويت إلى الغش والتلاعب والتدليس.. أو إذا ما شعر المبعدون المحرومون من حقوقهم السياسية، مثل الكثيرين من عناصر طائفة (الأقلية) والعلمانيين والقوميين بأن السفينة تتجه ضدهم.. إن أفضل النتائج بعد 7 آذار/ مارس ستتمثل في استعادة الأوضاع على نحو ما، لا لصالح المتشديين من العهد السابق، بل لصالح ائتلاف من العراقيين مستعدون لمقاومة الضغط الإيراني وأعداد لا تحصى من عملائها العراقيين وحلفائها والمتعاطفين معها.. وبينما تقرر، في الوقت نفسه الموعد النهائي في الولاياتالمتحدة لسحب القوات الأمريكية بحلول نهاية العام 2011، هناك، على الأقل، فرصة بأن الاستقطاب الأخير للناخبين الذي أثارته قرار تطهير/ حرمان أعداد من المرشحين، والصادر عن اللجنة الخاضعة للتأثير الإيراني برئاسة المدلل السابق للمحافظين الجدد noecons قد تنتهي إلى نتائج عكسية للهدف من صدورها.. وفي حين أن هناك علامات بأن هذا الاستقطاب polarization سيؤدي إلى ترويع طائفة (الأغلبية) ويثير مخاوفهم الشديدة من عودة عناصر النظام السابق، وهو ما سيدفع ناخبي هذه الطائفة إلى الاقتراع لصالح المرشحين من طائفتهم. كذلك من المحتمل أيضاً أن يقود التطهير بالمقابل إلى إقبال كثيف لناخبي طائفة (الأقلية) التصويف لمرشحي طائفتهم والعناصر العلمانية ضد أئتلاف طائفة (الأغلبية)، وضياع جهود رأس الحكومة التي بذلها على مدى سنتين لإظهار نفسه الرجل المناسب لقيادة العراق بإستمالة العلمانيين وأطياف من طائفة (الأقلية) إلى حزبه الجديد (دولة القانون). وفي خضم هذه التطورات، قد تؤول نتيجة الانتخابات إلى إحدى حصيلتين: فوز طائفة (الأغلبية) مع تعميق شديد للطائفية/ التجزئة في العراق، أو إقبال مكثف على العلمانيين والقوميين والوطنيين باتجاه خلق أساس قاعدي وطني لبناء وحدة العراق المستقل بعيداً عن تأثيرات الجوار (إيران بصفة خاصة).. مع ملاحظة أن الكرد سيكون لهم وجودهم البارز في كلا الحالتين.. تشكيل أئتلاف حكومي من المرجح أن يستغرق 4-6 شهور بعد 7 مارس (وفي خلال هذه الفترة الهشّة من المفترض انخفاض القوات الأمريكية من 96 ألف إلى 50 ألف).. ثلاث قنابل ضخمة ضربت محافظة ديالى- شمال شرق بغداد- على طول الحدود مع إيران، يوم الاربعاء، مما أسفر عن مقتل عشرات الاشخاص، ووضعت المحافظة تحت حظر التجول.. في الرمادي- محافظة الانبار في الغرب، حيث يهيمن طائفة (الأقلية)، يتزايد التوتر، وحذّرنائب المحافظ من ان الناخبين في دائرته في حالة مضطربة، واضاف "إذا شعروا بحصول تلاعب في حقوقهم (أصواتهم)، فقد يؤدي إلى العنف الطائفي." (بينما عاد محافظ الانبار لتوه من الولاياتالمتحدة، بعد علاجه وتزويده بطرف اصطناعي نتيجة تعرضه لهجوم قنبلة مؤخرا). وفي محافظة نينوى- شمال البلاد وثالث أكبر مدن العراق، فهي تتصف بأوضاع شديدة الحساسية نتيجة التوتر المستمر على الخطوط الفاصلة بين الطرفين العربي والكردي، هدد الزعيم الكردي مسعود البرزاني بأن مليشيتاته سوف تلقي القبض على محافظ الموصل المنتخب إذا ما قام المحافظ بزيارة بلدة في محافظته خاضعة للمليشيات الكردية.. وفي الوقت نفسه، كانت هناك سلسلة من محاولات الاغتيال ضد المرشحين للبرلمان من طائفة (الأقلية)، منعت المرشحين من حضور التجمعات الانتخابية لمؤيديهم، الانتقال الحذر في قوافل مدججة بالسلاح، والخشية على حياتهم في كل لحظة.. الجلبي- الكذاب البدين- الذي قاد حركة تطهير المرشحين المناهضين لإيران، لا يخفي بأن حملته الانتخابية تقوم على الطائفية. في مقابلته مع صحيفة told the Los Angeles Times هذا الأسبوع، قال بأنه فخور لموقفه المكارثي ضد البعثيين "بشأن مسألة البعث لا أرى أحداً قادر على مباراتي في منع البعثيين من العودة،" وبعد خطابه لجمهور من الأحياء الفقيرة الذي تميّز بالطائفية وعدائه الطائفي للطرف الآخر، عاد من رحلته بحماية حراسه الشخصيين، تاركاً تلك الأحياء وهي تعيش في ظلام دامس.. علاوي- الحامل للواء القوميين العلمانيين (والعميل لأكثر من عشر جهات مخابراتية دولية)، بنى حملته وبعض من المرشحين الآخرين لطائفة (الأقلية) ليس داخل البلاد، حسب، بل كذلك في البلدان العربية المجاورة، بخاصة الأردن وسوريا، حيث تتواجد أعداد من اللاجئين العراقيين الذين هربوا من البلاد بعد الاحتلال. بحدود مليوني نازح عراقي لهم حق التصويت، علاوة على حوالي مليوني عراقي مشرد داخل العراق، ممن جرى تطهيرهم من قبل فرق الموت الطائفية المدعومة من قبل إيران، وقد تلعب أصوات هؤلاء اللاجئين والمشردين دوراً حاسماً إذا لم تتعرض إلى التلاعب والتزوير.. في مقابلته مع صحيفة Telegraph، حذّر علاوي بأن البلطجي المالكي thuggish Maliki يتجه ليصبح "صداماً مصغراً" mini-Saddam، مضيفاً هذه الكلمات القوية: "نحن نقبل بحصول هامش من المخالفات في هذه الحالة، ولكن سوف لن نقبل بحدوث مخالفات كبيرة، لأن هذا سيعني فشل "الديمقراطية" في العراق. وفي هذه الحالة سنخرج من العملية السياسية. وإذا ما حدث هذا، فسيؤشر باتجاه دفع العراق نحو عاصفة من العنف في المستقبل... إذا أنتهت العملية السياسية ضد إرادة الشعب ومليئة بالمخالفات، فسوف أبقى بعيداً عنها، وسأدعوا الآخرين إلى مقاطعة العملية السياسية. إذا ما تم انتخابي في مثل هذه الحالة، فسوف استقيل من عضوية البرلمان." ..لا تنزعج.. ■ عن موقع: حركة القوميين العرب.