أشعلت التصريحات غير الرسمية للحكومة الجزائرية بعدم رغبتها في وجود الشركة المصرية للاتصالات «أوراسكوم» في البلاد، شرارة المنافسة بين عدد من شركات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحل محل الشركة المصرية. وأفادت تصريحات لشركة الاتصالات الإماراتية «اتصالات» أمس رغبتها في دخول السوق الجزائرية بديلا ل«أوراسكوم» في حالة إعلان الحكومة تصفيتها، نظرا لنجاح السوق وشدة المنافسة هناك. وتحدث ل«الشرق الأوسط» أحمد بن علي نائب رئيس شركة «اتصالات» الإماراتية أن «الجزائر سوق واعدة، ونحن لدينا النية للشراء. ولكن الأمر يتوقف على قرار الحكومة في نهاية الأمر». وأشار بن علي إلى أن العملية في طور الإعداد المبدئي، وأن شركته تتأهب لخوض المنافسة دون ذكر مبلغ محدد للعرض. فيما رجح بنك الاستثمار بلتون في بيان له يقيس فيه أداء الشركات أن تكون شركة «نجمة» للاتصالات، العاملة في السوق الجزائرية، التي تمتلك الشركة الوطنية الكويتية للاتصالات 71 في المائة منها، مرشحا آخر لتحل محل شركة «أوراسكوم» المصرية في الجزائر «جيزي» في حال خروج الأخيرة من السوق الجزائرية، على أن تكون شركة «موبيليس» الجزائرية مرشحا ثانيا. وأكد محمد عمران رئيس مجلس إدارة «اتصالات» في قمة المجلس العالمي للاتصالات المتنقلة ببرشلونة أنه على الصعيد الاستثماري، شركته ماضية في توسعاتها الحذرة والمدروسة بعناية، سواء كانت في الشرق الأوسط أو في أفريقيا أو في آسيا. ونوه في نفس الوقت إلى أن المرحلة الحالية تتطلب نظرة جدية من شركات الاتصالات لفرص النمو المتاحة التي حصرها في الاستحواذ والاندماج والاستثمارات في تقنيات القطاع المختلفة. واستدرك قائلا إن الاندماجات باتت مسألة ضرورية للشركات من أجل تجنب انتقالها لهامش القطاع بدلا من أن تلعب دورا فاعلا فيه، داعيا المشغلين إلى مشاركة البنى التحتية لما لها من أثر إيجابي على القطاع والعملاء على حد سواء. وتعد «نجمة» المنافس الأول ل«جيزي» في السوق الجزائرية، وتستحوذ «جيزي» على 63 في المائة من سوق المحمول الجزائري، ويصل عدد مستخدمي شبكتها إلى 14.7 مليون شخص، في مقابل حصة بنسبة 26 في المائة ل«نجمة»، التي يبلغ عدد مشتركيها 5.9 مليون، والنسبة المتبقية 11 في المائة من نصيب «موبيليس». وبالنسبة للشركات الموجودة في المنطقة، والمرشحة أيضا لأن تحل محل «جيزي»، في حال خروجها من الجزائر، فقد أشارت بلتون إلى أن شركة «اتصالات» الإماراتية تأتي على رأس هذه الشركات، كونها تتمتع بسيولة كبيرة، وتوجد بالفعل في سبع أسواق أفريقية. تليها شركة «زين» الكويتية. وقد قدر بنك الاستثمار قيمة صفقة بيع «جيزي» عند 6.7 مليار دولار، وأضاف أنه إذا نجحت «أوراسكوم» في بيع الشركة التابعة لها عند قيمة قريبة من هذا المبلغ، فإن هذا «سيكون مفيدا جدا». الى ذلك قالت شركة «أوراسكوم تليكوم القابضة» الأربعاء الماضي، إنها حصلت على مبلغ 225 مليون دولار من أكبر مساهميها كتمويل مسبق لإصدارها أسهم حقوق أولية. وافادت شركة الاتصالات العربية الأكبر من حيث عدد المشتركين والمتمركزة في مصر، إنها حصلت على التمويل من «واذير كابيتل سبيشال بوربيس 1» في شكل قرض من دون فائدة، وقالت «أوراسكوم» إن القرض سيحول إلى شهادات إيداع عالمية جديدة. وكانت الشركة قد ذكرت في ديسمبر (كانون الأول) أن المساهمين وافقوا على إصدار أسهم حقوق بقيمة 800 مليون دولار لتقوية ميزانيتها العمومية، وقالت إن إصدار الأسهم الجديدة يهدف إلى تعزيز السيولة في الشركة بما في ذلك حاجاتها المالية في حال لم يتوفر حل فوري للنزاعات الضريبية في الجزائر، وإلى أغراض عامة للشركة. وتطعن الشركة الجزائرية التابعة لشركة «أوراسكوم» في ضرائب بالغة قيمتها 600 مليون دولار تعود إلى عام 2004. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة، الاثنين، نجيب ساويرس، على هامش أكبر حدث يقام سنويا حول الأجهزة اللاسلكية «مؤتمر الجوال العالمي»: «نحن حريصون على البقاء في الجزائر فهي من أهم أصولنا، وكنا سعداء جدا هناك حتى حصلت هذه الحادثة، لكن علينا أن نعلم ما إذا كان مرحبا باستثمارنا هناك أم لا، ففي حال تبين أنه غير مرحب بنا سندرس عندها خيارات أخرى».