اتفقت جمعيتان أهليتان من المغرب وتركيا بداية الأسبوع الجاري على تنسيق جهودهما لخدمة اللغة والثقافة العربية في تركيا عبر إيفاد أساتذة مغاربة لتعليم الأتراك طرق تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها وكذلك التعاون في تكثيف حركة الترجمة لكتب ومؤلفات عربية إلى اللغة التركية والعكس بالعكس. وألح الطرفان خلال أول اجتماع لهما بالعاصمة المغربية الرباط على أهمية إنشاء أقسام جامعية لتدريس التركية في المغرب، ودعم أقسام تدريس اللغة العربية في الجامعات التركية. وفي هذا الخصوص قال رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون محمد العادل إن تركيا تمر حاليا بظرف تاريخي سانح يسمح بإعادة الاعتبار للغة العربية في الأوساط التركية. العادل: جمعيتنا بدأت منذ مدة بالتحرك لدعم المؤسسات العربية بتركيا ويتمثل هذا الظرف -حسب العادل- في سعي أنقرة للتصالح مع محيطها العربي الإسلامي، ومن آخر مؤشراته استعداد حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لإطلاق قناة ناطقة بالعربية في الأشهر القليلة المقبلة. وألح العادل في حديثه للجزيرة نت على ضرورة العمل لكي "لا تنحصر هذه المصالحة على الواجهتين السياسية والاقتصادية، بل تكتسب عمقا علميا وثقافيا يحصن هذا التصالح بين الأتراك والعرب". وأشار المتحدث إلى أن الجمعية التركية العربية بدأت منذ مدة بالتحرك لدعم المؤسسات العربية بتركيا المعنية بنشر العربية، وتسجيل حضور فاعل وإيجابي للثقافة واللغة العربية، وذلك وفق تصور وضعته الجمعية منذ سنة ونصف السنة للتمكن من اللغة والثقافة العربية في تركيا. المربع الصغير من جانب آخر قال رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية موسى الشامي إن جمعيته بعثت برسالة لنظيرتها التركية قبل أربعة أشهر ضمنتها مقترحات للتعاون فيها للنهوض باللغة والثقافة العربية في تركيا، من قبيل إرسال عدد من الأساتذة المغاربة المتخصصين في اللغة العربية لتدريس الناطقين بغيرها. الشامي: اقترحنا التعاون للنهوض باللغة والثقافة العربية في تركيا وحسب رئيس الجمعية فإن الطرفين التركي والمغربي اتفقا على بدء تعاونهما وفق منطق "المربع الصغير"، أي التركيز على مشاريع صغيرة قابلة للإنجاز تبعا لإمكانيات الجمعيتين، ثم الانتقال رويدا رويدا إلى مجالات أكبر. وأشار الشامي في حديثه للجزيرة نت إلى أن من أهم الملفات التي ستنكب عليها جمعيته المخطوطات والكتب التركية المكتوبة بالخط العربي التي لا يفهمها الأتراك، مضيفا أنه من الضروري المحافظة على هذا التراث العربي الإسلامي الثمين من الاندثار. بعد أكاديمي وذكر الباحث المغربي في الشؤون التركية إدريس بووانو خلال اللقاء بين الجمعيتين أن مكتبة مدينة السليمانية وحدها تضم قرابة ستين ألف مخطوط في المجموع، منها ما بين 20 و25% باللغة العربية. واعتبر بووانو أنه بإمكان الجمعية المغربية للدفاع عن اللغة العربية المساعدة على إيفاد بعض الطلاب المغاربة للدراسة في تركيا ليكونوا جسر تواصل بين البلدين. من جهته أشار رئيس الجمعية التركية العربية إلى وجود أكثر من 25 قسما للغة العربية في الجامعات التركية والتي تخرج أساتذة للغة العربية، لكنها "أقسام يتيمة لا يهتم بها أحد حتى سفارات الدول العربية في أنقرة". وخلال اللقاء اقترح العادل تسريع وتيرة التوأمة بين الجامعات التركية والمغربية للاستفادة من الإمكانيات التي تنطوي عليها. الجزيرة -- مع تحيات الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية جميعا من أجل الدفاع عن لغة الهوية