لمح التهامي الخياري، الكاتب الوطني لحزب جبهة القوى الديمقراطية إلى احتمال اقتصار تحالفه مع التقدم والاشتراكية، بعد ما ظهر من تقارب للحليف الثالث، الحزب العمالي، مع حزب الاتحاد الاشتراكي، إلا أنه نفي أن يكون التحالف الثلاثي فشل في تحقيق أهدافه. ودعا الخياري الحكومة المغربية إلى إعادة النظر في العلاقات المغربية الجزائرية، مطالبا وزارة الخارجية ب"التعامل الصارم مع مناورات الجزائر، الرامية إلى التشويش على الوحدة الوطنية للمغاربة، والرد بالمثل على كل استفزازاتها، الرامية إلى عرقلة الجهود المغربية، في إيجاد حلول نهائية لقضية الصحراء المغربية". كما طالب الخياري، في افتتاح أشغال الدورة السادسة للجنة الوطنية لجبهة القوى الديمقراطية، المنعقدة أول أمس السبت وأمس الأحد، في بوزنيقة، الأحزاب السياسية الإسبانية ب"العودة إلى الرشد، والكف عن استعمال القضية الوطنية كورقة انتخابية في بلدهم، يستعملونها وقتما شاءوا". داعيا مناضلي جبهة القوى الديمقراطية إلى الإسهام في الحوار الوطني، لتقوية الصف الوطني داخليا وخارجيا، معلنا دعم الجبهة لجهود اللجنة الاستشارية للجهوية، من أجل "إنجاز تصور عميق، يستجيب للخصوصيات المغربية، ويقدم الجواب المثالي لتدبير شؤون الأقاليم الجنوبية". وتناول الخياري مستقبل تحالف حزبه مع حزبي التقدم والاشتراكية والعمالي، معلنا أن نية أحزاب التحالف ما زالت قائمة، وأنها في "الطريق إلى الإعلان عن تشكيل وحدة سياسية، في أفق قطب يساري، للنهوض بالهوية السياسية التقدمية". وجدد الخياري الدعوة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للالتحاق، قائلا "نحن على استعداد لمناقشة أي مبادرة تروم تنسيق الجهود مع الاتحاد الاشتراكي"، معلنا أن قيادة الاتحاد اقترحت على أحزاب التحالف، في اجتماع سابق، الشروع في بداية التنسيق والتحالف بالعمل المشترك على الصعيد البرلماني، من خلال تشكيل فريق مشترك في الغرفتين، والعمل على المطالبة بإصلاحات سياسية، واقتراح قوانين تقنن العمليات الانتخابية، وتعدل مدونة الانتخابات. وحول دخول عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، في تنسيق فردي مع الاتحاد الاشتراكي، لمح الخياري إلى أن التحالف مستعد لمواصلة الطريق بحزبين، في إشارة إلى التقدم والاشتراكية، نافيا أن يكون التحالف فشل في تحقيق أهدافه. وفي تشخيصه للمشهد السياسي، اتهم الخياري أحزابا بمحاولة "جر المشهد السياسي إلى الوراء، والعودة بالبلاد إلى سبعينيات القرن الماضي"، مشككا في ما أفرزته انتخابات 2009، وداعيا إلى "تحصين الدولة ضد العودة إلى التشنجات السياسية، والوصول إلى تخليق حقيقي للعمل السياسي، ومحاربة اللاتسيس". وشدد على "ضرورة دخول كل الفاعلين السياسيين مرحلة جديدة، تعتمد جمع شمل الأحزاب، وتدعم الاستقرار، وتوطد دعائم ديمقراطية ناضجة، تقوم على دولة الحق والمؤسسات، وتكرس حقوق الإنسان وتصونها، وتضمن العدالة الاجتماعية، وتوفر ظروف العيش الكريم لكل المغاربة". وافتتحت أشغال اللجنة الوطنية بتأبين الفقيد الجبهة، امحمد بن القاضي، وتليت كلمات من إسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وعلى لطفي، باسم الحزب الاشتراكي، وعبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، كما سميت الدورة السادسة باسم الراحل.