أُسميكِ :فاطمة - نجوى - ريم - رهف. وأعرفُ وكذلك أنتِ أنّ هذه الأسماءَ كلَّها ليستْ لكِ . .. و لو غيرت اتجاهَ النافذة , وأغمضتُ عيني, فيدي البارعة بالاكتشافِ تدلُّني عليها من بين كلِّ نوافذِ حارتِنا . .. النوافذُ التي خيّبتني , التي تُغلقُ حينَ أمرُّ بها . ها أنا أرسمُها على صفحةٍ بيضاءَ , وأخاطبُها . :
كنتُ أتكلّمُ معَها بحبٍّ, وإنْ تراكمَ عليها تلويحة مَنْ مرّ بها , هي ذاتُ النافذة التي أتكلّمُ معها الآنَ بقسوة . .. النافذة التي علّمتني الوقوفَ تحتَ أيّةِ نافذةٍ لأنصتَ : ماذا تقولُ الفتاةُ لجمالها , إنْ تُركتْ وحيدة ؟. وأيَّ الكتب خبأتْ تحتَ سريرها ؟ واسمُ مَنْ مِنْ عشّاقها تتمتمُ حينَ تغفو ؟ .. علمتني أنْ ألتفتَ إليها , و أقتفي آثارَ صوتِها في الطرقات , درّبتني لأعرفَ كم عاشقاً مرَّ بجانبها, وماذا قالَ لها ؟ علمتني أنّ وحدَها تعلمُ أني أتعذبُ لو كثرَ عشّاقها . .. علمتني أنْ أُحبَّ بقسوةٍ , و أنْ أكره أيضاً . علمتني - حين تغادرُني - كيفَ أبكي كالنساء .