هاجمت عدة صحف جزائرية بشدة ابن أحد قادة ثورة التحرير بعد أن اتهم حكومة بلاده بمبالغتها في كل الأرقام بما فيها أرقام "الشهداء" الذين سقطوا خلال حرب الاستقلال عن المستعمر الفرنسي، وذلك بحسبما ما ذكر تقرير إخباري الثلاثاء . وكانت إحدى النقاشات البرلمانية قبل يومين شهدت اتهام النائب نور الدين آيت حمودة وهو نجل "العقيد عميروش"، أحد أبرز أبطال ثورة التحرير، متهما إياها ب"تزوير كل الأرقام بما في ذلك عدد شهداء حرب الاستقلال" المقدّر عددهم بمليون ونصف المليون حسب الجهات الرسمية. وأكد آيت حمود أنه يمتلك وثيقتين، واحدة صادرة عن وزارة المجاهدين والأخرى عن الجيش الفرنسي، تكشفان أن مسؤولا كبيرا (رفض ذكر اسمه) كان عميلا للفرنسيين، والآن يتولى منصبا رفيعا في الدولة، مشددا على أنه لا يريد ذكر اسم هذا المسؤول "حتى لا يتزعزع مجلس الشعب". وبحسب صحيفة "القدس العربي" اللندنية، انتقد آيت حمودة مشروع المسجد الأعظم الذي أعلن عنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فخاطب زملاءه النواب قائلا: "ألا تستحون من الموافقة على بناء مسجد ب4 مليارات دولار بينما يمكن أن نبني بهذا المبلغ مدينة ومعالجة مشكلة السكن (..) وبعد كل ذلك تصبح أموال المشروع عرضة للتلاعب"، وأضاف: "ألا تستحون من بناء مسجد كهذا بالقرب من "وادي الحراش" الذي تنبعث منه الروائح الكريهة". من جهته تدخل الوزير المكلف بشؤون مجلسي الشعب والشورى محمود خذري ليرد على اتهامات آيت حمودة، مؤكدا أن العنف اللفظي "مثلما ورد على لسان النائب"، هو الذي دفع بالجزائريين إلى الاقتتال في التسعينات. واعتبر الوزير أن تشكيك النائب في عدد شهداء الثورة "هدية للاستعمار الفرنسي، لأن فرنسا لم يسبق لها وأن طعنت في عدد شهداء الثورة"، كما قال. وشكك خذري بدوره في الوثيقة التي قال النائب انها تفضح عمالة مسؤول كبير لفرنسا، مشيرا إلى أن الاستعمار لا يفضح عملاءه بل يتستر عليهم. وقد أدت مداخلة الوزير إلى نواب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي ينتمي إليه النائب آيت حمودة متهمين رئيس مجلس الشعب عبد العزيز زياري بالانحياز للوزير وتمكينه من أخذ وقت طويل استغله في التهجم عليهم، كما قالوا. وهاجمت بعض الصحف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بسبب تشكيكه في أرقام الشهداء. واعتبرت صحيفة "صوت الأحرار" أن التجمع يمارس التهريج السياسي، وكتبت تقول: "رسم صورة سوداء عن وضع البلاد، وتخوين الجميع دون تمييز، والإدعاء بأن كل شيء مزور، بداية من التاريخ ومرورا بالمجاهدين والوصول إلى الشهداء هو أمر مبالغ فيه". وقالت الصحيفة ان التشكيك في أرقام الشهداء "لم يرد حتى على لسان الفرنسيين أنفسهم".