ما زالت تبعات حرب الرمال التي دارت رحاها سنة 1963 بين المغرب والجزائر، ترخي بظلالها القاتمة على العلاقات بين البلدين. وما زال العسكر الجزائري يتحين كل الفرص للانتقام من المغرب الذي ألحق به هزيمة ما زالت عالقة في حلقه ... لكن بعض مسؤولينا ما زالوا غافلين عن النوايا الجزائية المبيتة ضدنا، فقد ظهر الوزير الأول المغربي ذات مرة على شاشة التلفزة - في نشاط حزبي - وهو يفتخر بالمنجزات التنموية في الصحراء، شأنه شأن بعض سابقيه الذي كانوا يصرحون أمام الكاميرات : " إننا في صحرائنا أبى من أبى وكره من كره..." وقد انطبق عليهم المثل " الذي يده في النار ليس كالذي يده في الماء" وبدل أن يجتهدوا في نبش الذاكرة، والبحث عن كل شاذة وفادة تساعدنا في خلق القلاقل للنظام الجزائري كملف المطرودين المغاربة سنة 1975 والمغاربة الذين وضع الجزائرون صفائح الخيل على أيديهم وأرجلهم بالمسامير ورموا بهم على الحدود مع وجدة ... فها هم يدلون بكلام بارد، في الوقت الذي تتسلح فيه الجزائر وتستعد لشيء ما !!! حرب المغرب والجزائر انطلقت سنة 1963، ولا زالت مستمرة رغم توقف إطلاق النار بشكل رسمي بين المغرب والجزائر بعد توقيع اتفاقية 30 أكتوبر 1963 في باماكو. لكن القادة الجزائرين والذين ما زالوا متعجرفين وما زالوا مقتنعين بأنهم هزموا فرنسا والحلف الأطلسي، ولا يقبلون بالهزيمة والفشل خاصة من جانب مثل المغرب، مرة أخرى خرقوا هدنة إطلاق النار في 27 يناير 1976، وهجموا على منطقة امغالا. فكان رد الجيش المغربي قويا مرة أخرى ولقن العسكر الجزائري درسا في فن القتال فأسر على ما يزيد عن 2700 جندي جزائري، وبعد وساطة عربية، أطلق المغرب الأسرى الجزائريين الذين كان يعي النظام الجزائري أنهم سيكونون دليل إدانة ضد الجزائر في أطماعها في الصحراء. لكن الجزائر غذرت مرة أخرى وعاودت الهجوم على أمغالا في 14 فبراير فقتلوا جنودا مغاربة وأسروا آخرين لم يطلق صراحهم إلا بعد مرور 25 سنة !!!!. فهل فهم العباس الفاسي سر الاستعدادات العسكرية الجزائرية .... وأن غذر الجزائر ما زال قائما ، وأن ريح المحيط ما زالت تستهوي النظام الجزائري، وهذا ما يجب أن يفهمه وزيرنا الأول ( و آخرون) ليعرف الأسباب التي تجعل الجزائر تنفق الملايير لشراء السلاح والعتاد. وفي التاريخ ذكرى وعبر . عن جريدة الأسبوع الصحفي بتصرف . عدد الجمعة 15 يناير 2010.