وجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون انتقادات حادة للدول التي تفرض قيودا على استخدام الإنترنت، محذرة من أن ذلك سيكون له ارتداداته على تلك الدول على المدى البعيد. وفي خطاب ركز على حرية التعبير عبر الإنترنت، دعت كلينتون إلى إرساء معايير عالمية مشتركة توازن بين ثلاثة تحديات رئيسية لضمان الإبقاء على اتصال دائم يمكن الاعتماد عليه بالإنترنت. هذه التحديات بحسب كلينتون هي تحقيق الحرية والأمان وحماية الشفافية والسرية وحماية حرية التعبير عن الرأي مع تعزيز قيمتي التسامح والتحضر. وقالت الوزيرة الأميركية إن "التوصل للمعيار المناسب للتعامل مع الإنترنت أمر حيوي لأن الخصائص التي تجعل من الإنترنت قوة تقدم غير مسبوقة -وهي انفتاحه ومستوى تأثيره ومداه وسرعته- تمكن من إساءة استخدامه على نطاق غير مسبوق أيضا". واعتبرت أن الأحداث الأخيرة في مصر وإيران أظهرت أن الحكومات لا يمكنها الاستفادة من المزايا الاقتصادية التي يتيحها الإنترنت و"هي تحول دون تبادل الرؤى السياسية التي يسمح بها". ووفق كلينتون فإن "إنشاء الصفحات التي تحجب المحتوى السياسي أسهل بكثير من الإبقاء عليها.. والإبقاء على الحواجز التي تسعى لتغيير هذا الواقع لها كلفة لا يمكن تحملها على المدى البعيد، معتبرة أن الدول تحجم مستقبلها الاقتصادي بتقليصها حرية الإنترنت لديها". وأضافت "بدلا من ذلك أحث الدول في كل مكان على الانضمام إلينا في رهاننا على أن الإنترنت بلا قيود سوف يؤدي إلى دول أكثر قوة وأكثر ازدهارا". وذكرت أن الولاياتالمتحدة ذاتها عانت من الجانب السيئ للإنترنت بلا قيود عندما نشر موقع ويكيليكس آلاف الوثائق السرية، لكنها أكدت أن الحكومة لم تحاول الانتقام من الموقع الذي يكشف الأسرار على الرغم من نشره وثائق مسربة. وكشفت أن الحكومة الأميركية ستنفق 25 مليون دولار هذا العام لدعم نشطاء الإنترنت والمدونين في أنحاء العالم للتغلب على الرقابة على الإنترنت وغلق مواقع اجتماعية مثل الفيسبوك وتويتر في الصين وإيران وفيتنام وسوريا ودول أخرى. وفيما يتعلق بإيران قالت وزيرة الخارجية الأميركية إن عمليات القمع مستمرة هناك وإن السلطات الإيرانية لجأت إلى موقع الفيسبوك للتعرف على المعارضة. وتساءلت عن كون الإنترنت قوة للتحرير أم للقمع، ودعت إلى إجراء حوار يؤكد المبادئ العامة لاستخدام الإنترنت وإلى التزام عالمي بحريته. جدير بالذكر أن وزارة الخارجية الأميركية أطلقت الأحد خدمة جديدة باللغة الفارسية على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي في محاولة لنشر رسالتها بشكل أكثر فعالية في إيران. ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية فقد جذب الموقع الجديد ألفي مستخدم في غضون ساعات من إطلاقه وبث بعضهم رسائل تنتقد السياسات الإيرانية وتقول إن طهران رحبت بالثورة التي شهدتها مصر وانتهت بخلع الرئيس حسني مبارك لكنها ترفض منح نفس الحق للشعب الإيراني وتعتبره أمرا غير مشروع.