أثبت التشخيص الصحي والتحاليل المختبرية إصابة طبيبة لدى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، بالتعفن الرئوي الناجم عن داء السل. هذا، وقد علمت الطبيبة مؤخرا بإصابتها بالمرض. ما جعلها تتخلف عن الالتحاق، أمس السبت، بعملها في قسم المستعجلات. حيث عمدت من ثمة إدارة المستشفى إلى تعويضها بطبيب مداوم آخر.
وحسب مصدر صحي، فإن إصابة الطبيبة بداء السل كان إثر احتكاكها خلال عملها بالمرضى طريحي الفراش، داخل مصلحة الملاحظة التابعة لقسم المستعجلات، ضمنهم مصابين بداء السل. كما أن ما قد يكون سهل وعجل بانتقال العدوى إليها، حالتها الصحية وضعف مناعتها، وعدم اتخاذ التدابير الاحترازية، من قبيل وضع القفازتين، وغطاء على الفم.
هذا، وقد ظهرت على الطبيبة المصابة أعراض المرض، والتي تجلت في قذف الدم من فمها (الكراشة). ما جعلها تخضع للعلاج والتطبيب، لتفادي تفاقم حالتها الصحية، وحتى لا تصل حد النزيف الدموي من فمها. وقد تعذر على الجريدة ربط الاتصال بالطبيبة المريضة.
وجدير بالذكر أن داء السل الذي يصيب سنويا في المغرب، حسب إحصائيات وزارة الصحة العمومية، حوالي 30 ألف شخص من الجنسين ومن مختلف الأعمار، يمكن الوقاية منه، وكذا، شفاؤه في حال الإصابة أو انتقال العدوى. وينجم داء السل عن جرثومة (المتفطرة السلية)، التي غالبا ما تصيب الرئتين.
وحسب مصدر صحي، فإن السل ينتشر وينتقل عن طريق العدوى، من شخص إلى آخر. فعندما يسعل الشخص المصاب بسل رئوي، أو يعطس، أو يبصق، فإنه ينفث جراثيم السل في الهواء. ولا يحتاج الشخص إلا إلى استنشاق قليل من هذه الجراثيم، لكي يصاب بالعدوى.
ووفق المصدر الصحي ذاته، فإن لكن الأشخاص ذوي أجهزة مناعة منقوصة، من قبيل المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، أو سوء التغذية، أو مرض السكري، أو الأشخاص الذين يتعاطون للتدخين، معرضون أكثر بكثير لخطر الوقوع في المرض.
وعندما يصاب شخص ما بسل نشط (المرض)، فإن أعراض السعال، الحمى، والتعرق الليلي، وفقد الوزن... وغيرها، قد تكون خفيفة لعدة شهور. ما قد يؤدي إلى تأخر في التماس الرعاية الصحية، ويؤدي إلى سريان الجراثيم إلى الآخرين، عن طريق العدوى.
هذا، فإن بإمكان المصابين بداء السل أن يعدوا على مدار سنة، ما يصل إلى 10-15 شخصاً آخر، من خلال المخالطة الوثيقة. وإذا لم يعالجوا بشكل صحيح، فإن زهاء ثلثيهم (3/2)، سيقضون حتم نحبهم.
وبالمناسبة، فإن معالجة مرض السل النشط والحساس للأدوية، تتم بدورة علاجية معيارية، مدتها 6 أشهر، مؤلفة من 4 أدوية مضادة للمكروبات، يقدمها الطبيب المعالج للمريض، مع المعلومات والإشراف والدعم الحي اللازم.