يتوفر مركز جماعة أولاد حمدان بإقليم الجديدة، على مستوصف صحي تشتغل به ممرضتين وطبيبة وحيدة لا تزوره إلا مرة واحدة في الاسبوع ، علما أن ممرضين آخرين كانا يشتغلان به أحيلا على التقاعد. وبلغة الأرقام فان هذه الطبيبة التي يساعدها ممرض أو ممرضين في أحسن الاحوال، يغطون ساكنة يتجاوز تعدادها العشرة آلاف نسمة، وهي مفارقة تطرح اشكالية النقص الواضح في الموارد البشرية بهذا المستوصف، مما يؤدي الى الاكتظاظ الكبير، خاصة في يوم الثلاثاء الذي ينعقد فيه السوق الأسبوعي للجماعة، حيث يحج العديد من المرضى وعشرات الأمهات المرضعات الى هذا المستوصف لتلقيح الأطفال الرضع.
وفي زيارة مفاجأة لها لهذا المستوصف، وفقت "الجديدة 24 "على مدى معاناة المرضى والنساء الحوامل والأمهات المرضعات، حيث الازدحام والاكتظاظ والفوضى العارمة، كما توضح الصورة الملتقطة صباح اليوم الثلاثاء.
فأمام باب مكتب صغير ازدحمت أكثر من خمسون امرأة حيث أخذن يتدافعن للفوز بالدخول قصد تلقيح فلذات أكبادهن. ووسط هذا الكم الهائل من النسوة تسلل بعض الرجال والتصقوا بأجساد النسوة بدعوى مساعدة زوجاتهم وان كان المشهد يطرح الكثير من الأسئلة التي زكتها حناجر بعض النسوة اللواتي لم يجدن غير صوتهن وهن يرددن بكل حسرة " هذا ماشي صبطار هذا ماشي صبطار " .
وأمام باب هذا المستوصف اصطف العديد من الرجال الذين ينتظرون زوجاتهم حيث عبروا عن سخطهم للوضع الذي آل اليه هذا المستوصف، ولم تفتهم الفرصة للثناء على الممرض (ع) الذي أحيل مؤخرا على التقاعد، نظرا لما كان يسديه من خدمات جليلة للمواطنين ولمساعدته للجميع بدون ابتزاز ولا استفزاز.
الى ذلك تسائل بعض زوار هذا المستوصف من المرضى عن استمرار ممرضة محالة على التقاعد في العمل بهذا المستوصف ، يوم الثلاثاء فقط، وهي بالمناسبة ممرضة متخصصة في تلقيح الرضع، حيث تسائلوا عن سبب استمرارها في العمل، هل هو عمل تطوعي أو نظام جديد بوزارة الصحة ؟
وفي خضم هذه الفوضى العارمة التي يعرفها مستوصف أولاد حمدان، تناشد أمهات الرضع الصغار المندوب الجديد لوزارة الصحة بإقليم الجديدة الذي بدأ مهامه أمس الاثنين، من أجل التدخل العاجل لحل مشاكل هذا المستوصف، ولإعطاء تعليماته قصد تخصيص ثلاثة أيام في الأسبوع وليس يوم الثلاثاء الذي يصادف السوق الاسبوعي مطالبين بالوجود الدائم لطبيبة هذا المستوصف، عوض زيارتها له مرة أو مرتين في الاسبوع.