قررت الغرفة الجنحية لدى المحكمة الابتدائية بالجديدة، اليوم الخميس، تأجيل النظر في ملف 13 شخصا متابعا في ما يعرف ب"معتقلي مركز النداء بالجديدة" الى غاية يوم الخميس 15 يناير الجاري، من اجل اعداد الدفاع. هذا وكان وكيل الملك بالجديدة قد أودع، الجمعة الماضية، السجن المحلي سيدي موسى، مواطنا سوريا يملك مركزا للنداء خاص بالدردشات الجنسية بالجديدة، وزوجته ومكلفة بالتسيير فيما أخلت النيابة العامة لدى ابتدائية المدينة سبيل 10 فتيات، ضمنهن قاصر، كن يشتغلن في المركز سالف الذكر، ليتابعن في حالة سراح.
ويواجه المتهمون الرئيسيون تهما تتراوح عقوبتها بين 4 سنوات حبسا، و10 سنوات سجنا، ووجهت لهمتهما ثقيلة تتلخص في التحريض على الدعارة وتشجيع السياحة الجنسية، مع إضافة تهمة "اختلاس خطوط هاتفية دولية وتحريض قاصر على الدعارة" بالنسبة إلى السوري صاحب مركز النداء، الذي يبلغ من العمر 32 سنة.
وجاءت اعترافات الفتيات الموقوفات صادمة، إذ أكدن أن السوري وزوجته ومسيرة المركز، دربنهن بإتقان على استدراج متصلين من مختلف بقاع العالم العربي، إلى دردشات جنسية ساخنة تنتهي ببلوغ المتصلين شهوتهم الجنسية، وأن السوري وضع أمام كل فتاة نموذجا يتضمن كلمات إيحائية من قاموس الجنس الإباحي، وحثهن على الرد على كل متصل بلهجته الأصلية. وكان المتهم السوري يحفز الفتيات بتسجيل نقط إضافية معوض عنها ماديا، كلما استطاعت كل فتاة إمساك المتصلين لفترة أطول. وكشفت الموقوفات أن من بين المشتغلات قاصرا لا يتجاوز سنها 15 سنة، شغلها السوري لأنها تجيد لهجات شرقية بشكل بارع، أسقطت عنها النيابة العامة المتابعة لصغر سنها.
وصرحت العاملات في الاستدراج والمسايرة إلى حين إشباع الرغبة هاتفيا، أنه بعد بلوغ متصلين درجة إشباع شهواتهم، يحرصن على توجيه دعوة إليهم لزيارة المغرب، وتقديمه بلد سياحة جنسية بامتياز، وأن براعتهن في الاستدراج مكنتهن من زبناء دائمين يتصلون بهن يوميا.
وأضافت الفتيات الموقوفات أنهن يشتغلن على مدار الساعة، عبر فوجين مقسمين على الليل والنهار، وأن تعليمات صارمة إليهن بعدم كشف حقيقة ما يدور إلى أغيار، ولو كانوا من أقاربهن، والاكتفاء بالقول إنهن يعملن في مركز نداء متخصص في قراءة الأبراج والدردشة. وحرصا على سرية نشاط المركز، لا ترد المشتغلات على مكالمات من داخل المغرب.
وكشف التحقيق أن المركز يشتغل بدون ترخيص من الجهة المعنية، وأن السوري، بدل أن يتوجه إلى مركز الاستثمار، فضل وضع طلب لدى القسم الاقتصادي بالجماعة الحضرية للجديدة.
لتجنب مراقبة المركز ونوعية نشاطه، تأكد للنيابة العامة أن السوري متورط في اختلاس خطوط هاتفية دولية، بعد أن أكدت ذلك الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، إذ أنه كان يشتري المكالمات من شركة اتصالات مصرية بما يقارب 80 سنتيما للدقيقة ويبيعها ب 7 دراهم، إلى باحثين عن شهوة جنسية، وأنه يمتلك بمركزه 12 حاسوبا، يحقق كل واحد مداخيل يومية تصل إلى مليون سنتيم، وهو ما يدر عليه شهريا، عائدات تصل إلى 360 مليونا، تضخ مباشرة في حسابه البنكي المفتوح في القاهرة. وتحقق كل فتاة بالمركز سالف الذكر للسوري مداخيل تصل إلى 30 مليونا شهريا من دردشاتها الساخنة، ولا تنال منها سوى 1800 درهم، يضاف إليها مبلغ زهيد تحفيزا لها على "مجهودها" في استدراج متصلين لمدة طويلة.
واعترف السوري الموقوف أن بدايته كانت بمراكش، بمركز نداء وردي، قبل أن يقفله ويحول وجهته إلى الجديدة.
يذكر أن فرقة أمنية، داهمت، يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي، شقة بالطابق الرابع من عمارة بشارع محمد الخامس بالجديدة، وأوقفت في حالة تلبس 12 فتاة وزوجة السوري ومديرة، يشتغلن جميعا في مركز نداء ظاهره دردشة وأبراج وباطنه جنس واستدراج.