نشرت جريدة "هيسبريس" الالكترونية مقالا يحمل عنوان : "جامعة الجديدة ..نقابيون يشجبون الأزمة والرئيس يشيد بالحكامة" بتاريخ 31 أكتوبر 2014، يتضمن من جهة، ما جاء في البيان شديد اللهجة، الذي أصدره المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالجديدة، مع بداية الدخول الجامعي الحالي. وهو البيان الذي حذر فيه من "الحالة المزرية التي تعيشها جامعة شعيب الدكالي، والناتجة عن انعدام المسؤولية لدى الرئاسة، وضعف حكامة التدبير الإداري والمالي".ومن جهة أخرى ما جاء على لسان السيد رئيس الجامعة الأستاذ بومدين التانوتي، الذي اتصلت به الجريدة للرد على ما جاء في البيان السالف الذكر.
وإذا كان من حق الأستاذ بومدين التانوتي أن يبرئ ذمته من المشاكل التي تتخبط فيها الجامعة ويصفها بالأمور الطبيعية التي تحدث بين الفينة والأخرى، لتلميع صورته من أجل ضمان ولاية ثانية، فإنه لا يمكنه أن يحجب أشعةالشمس بالغربال، وأن يتنصّل من مسؤوليته في إغلاق العديد من المواقع الإلكترونية، وفي اقتناء حافلة مهترئة.
و في الحقيقة، فإننا نجد صعوبة بالغة لمحاولة فهم أسباب ومبررات جواب الأستاذ بومدين التانوتي في ما يخص مشاكل الإنترنت والحافلة.
بالنسبة للإنترنت، فإن رئيس الجامعة ينفي نفيا قاطعا إغلاقه لبعض المواقع الإلكترونية، في الوقت الذي يؤكد فيه حوالي 500 أستاذ باحث بالحجة والدليل، سواء بشكل مباشر، أو من خلال المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي أومجلس الجامعة إغلاق العديد من المواقع من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر موقع "يوتوب"، الذي يعتبر من أشهر المواقع العالمية وأكثرها استخداما وذلك للخدمة المميزة التي يقدمها في مجالات متعددة من ضمنها مجال البحث العلمي (أشرطة فيديو لمحاضرات وتجارب علمية وما إلى ذلك).
أما الحافلة التي اقتنتها رئاسة الجامعة ب 170 مليون سنتيم، والتي أعدت بشأنها كل من شعبتي الجيولوجيا والبيولوجيا والأساتذة الباحثين والطلبة تقارير جد مفصّلة حول حالتها المهترئة والأعطاب المتكررة وغير العادية التي تصيبها خلال الخرجات الميدانية وانعكاس ذلك على أهداف وبرامج هذه الخرجات، فإن الأستاذ بومدين التانوتي يقول في جوابه إن الشركة الوطنية للوجيستيك والنقل هي التي اقتنتها طبقا للقانون وليس رئاسة الجامعة، ولا دخل له في اختيار نوع الحافلة وشركتها، وكأن مشكل الحالة المهترئة والأعطاب المتكررة للحافلة يعود إلى شركة "فولفو" ليس إلا.
إننا نؤكد مرة أخرى، أن رئيس الجامعة، هو المسؤول الأول والأخير عن كل ما يتعلق بصرف ميزانية الجامعة، ومن واجبه أن يحرص ويسهر على احترام مضامين دفتر التحملات، وسلامة الإجراءات والتدابير والمساطر القانونية التي اعتمدتها رئاسة الجامعة لتسلّم الحافلة، ويتحمل مسؤولية تتبع ومراقبة صرف 170 مليون سم .
ويبقى السؤال الجوهري الذي نود أن نطرحه بدون لفّ أو دوران هو : هل هذه الحافلة تساوي فعلا 170 مليون سم؟ ولماذا يرفض رئيس الجامعة فتح تحقيق قضائي كما طالب بذلك المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي؟
نتأسف كثيرا للوضع جدّ المزري الذي أصبحت تعيشه جامعة شعيب الدكالي بسبب سوء الحكامة، ونتأسف أكثر لكون رئيس الجامعة فشل فشلا ذريعا في حل أبسط المشاكل كالإنترنت والحافلة والطريق، ونستغرب الصمت المريب للسيد وزير التعليم العالي أمام هذه الاختلالات التي أسالت الكثير من المداد، والتي تسيء للجامعة وللجامعيين.
وفي الختام، ليسمح لنا الأستاذ بومدين التانوتي لنطرح عليه مرة أخرى بدون لفّ أو دوران السؤال التالي :
بماذا تفسرون توفر إحدى مصالحكم بالرئاسة على أرقام وإحصائيات ونسب مئوية للمواقع "التافهة" التي يلجها السيدات والسادة الأساتذة الباحثون بكلية العلوم؟ وهل إغلاقكم لموقع "يوتوب" ومواقع أخرى، له علاقة ب "تجسّس" مصلحتكم على السيدات والسادة الأساتذة الباحثين ؟ .. مجرد سؤال.