يصارع شاب في مقتبل العمر الموت داخل قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الإقليميبالجديدة، بعد تعرضه، ليلة أمس السبت، لحادثة سير خطيرة، داخل المدار الحضري لعاصمة دكالة. فيما يخضع شاب آخر كان بمعيته، وصفت حالته الصحية ب"الحرجة"، للمراقبة الطبية داخل قاعة الملاحظة بقسم المستعجلات. وعلمت "الجديدة24" أن شابين كانا على متن دراجة نارية، انقلبت، في حدود الساعة العاشرة من ليلة أمس السبت، على الطريق الساحلية الرابطة بين مدينة الجديدة ومنتجع سيدي بوزيد. وفور إشعارها، انتقلت عناصر مصلحة حوادث السير لدى أمن الجديدة، إلى مسرح النازلة، حيث باشرت المعاينات والتحريات الميدانية، لتحديد ظروف وملابسات ارتكاب حادثة المرور الخطيرة، والتي تعزى إلى انعدام الإنارة العمومية على طول جنبات الطريق الساحلية الرابطة بين الجديدة ومنتجع سيدي بزيد (الفيديو رفقته)، وغياب علامات التشوير الطرقي، والمراقبة بالرادار، وكذا، الخطوط البيضاء المتصلة، والتي من المفترض والمفروض أن تقام بالطلاء على جنبات الطريق من الجهتين المجاورتين لجنباتها التي تكتسحها الحجارة.
ولم يستبعد مصدر مطلع أن يكون كذلك الإفراط في السرعة، على غرار انتشار الحجارة الصخرية واكتساحها على امتداد طول جنبات الطريق، من أسباب وقوع الحادثة. وقد زاد بالمناسبة انتشار الحجارة من حدة الجروح الجسمانية البليغة، التي أصيب بها سائق الدراجة النارية ومرافقه. حيث دخل السائق في حالة غيبوبة، بعد أن استقر حجر داخل جمجمته، وجد الطاقم الطبي المتدخل صعوبة في انتزاعه.
هذا، ورغم كون الطريق الساحلية الرابطة بين الجديدة ومنتجع سيدي بوزيد، أصبح نقطة سوداء، عرفت وقوع العديد من حوادث السير "المأساوية"، التي حصدت أرواح أبرياء من مستعملي الطريق، فإن هذه "المقبرة" لم تعد تحرك ساكنا لدى السلطات الوصية والجهات المعنية، وعلى رأسها المجلس البلدي والسلطة الإقليمية الأولى، اللذين يتحملان المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن وقوع العديد من الحوادث التي لا يتحمل فيها العنصر البشري المسؤولية (السياقة في حالة سكر، والإفراط في السرعة، وعدم احترام قانون السير ...)، لتقصيرهما في تفعيل اختصاصاتهما وصلاحياتهما القانونية والدستورية فيما يتعلق بتدبير الشأن العام.
وكانت بالمناسبة مصلحة حوادث السير بأمن الجديدة، وجهت تقارير في موضوع الحالة الكارثية للطريق الساحلية الرابطة بين الجديدةوسيدي بوزيد، إلى الجهات المعنية، غير أن هذه التقارير بقيت مجر حبر على ورق.
ومن هذا المنبر، ندق مجددا ناقوس الخطر، وندعو معاد الجامعي، عامل صاحب الجلالة على إقليمالجديدة، إلى أجرأة مضامين الخطاب السامي، الذي كان الملك محمد السادس، افتتح به، في دورة أكتوبر، أشغال البرلمان، ومن ثمة، التدخل بشكل استعجالي، والسهر، بصفته السلطة الإقليمية الأولى وسلطة الوصاية، على إصلاح طريق الموت الرابطة بين الجديدةوسيدي بوزيد، درءا لمزيد من حوادث السير التي تزهق أرواح الأبرياء، وتخلف أسرا مكلومة، وتشرد عائلات (...)، سيما أننا مقبلون على فصل الصيف والاصطياف، الذي تصبح فيه الجديدة ومنتجع سيدي بوزيد قبلتين مفضلتين للسياح من داخل وخارج أرض الوطن.
وبالمناسبة، ستبت الجريدة ربورطاج (شريط "فيديو" مدته 60 دقيقة)، تحت عنوان "حفرة لكل مواطن"، يفضح واقع الشوارع "الكارثي" في عاصمة المهرجانات.