في اطار أنشطتها السنوية وانفتاحا منها على الفضاءات التربوية نظمت جمعية "الزهور" للأعمال الاجتماعية بشراكة مع المركز المغربي لحقوق الانسان فرع الجديدة ، وبتنسيق مع نادي الابداع الثقافي والفني بالثانوية التأهيلية بئر انزران ندوة تحسيسية للتعريف بمخاطر التدخين و آفة المخدرات تحت شعار : " شبابنا مسؤوليتنا جميعا "وذلك يوم الجمعة 31 يناير 2014 . بدأت الندوة بتوزيع مطويات حول مضار التدخين والمخدرات على التلاميذ الحاضرين، لتفتتح الندوة بكلمة ترحيبية من طرف الأستاذ محمد أمين مدير الثانوية التأهيلية بئر أنزران، أكد فيها على أهمية مساهمة المجتمع المدني في مواكبة تحديات ومشاكل الشباب، للتناول الكلمة الاستاذة زهرة بنجياب الندوة التي شكرت أطر المؤسسة على فتح المجال لمثل هذه المبادرات التربوية كما قدمت تعريفا بأهداف الحملة وسياق برمجة مجموعة من المؤسسات التعليمية بالجديدة على مدار أسبوعين كاملين للتحسيس بخطورة الادمان وأن شباب المؤسسات مستهدف من "مافيا" المخدرات ومروجيها. ليتم بعد ذلك الوقوف عند عرض للدكتور عبد الكريم بنسلام الذي ذكر بأهمية مثل هذه الحملات خصوصا في صفوف التلاميذ المستهدفون بدرجة أولى من هذه الحملة نظرا للمستويات المرتفعة و الخطيرة التي أصبحت عليها بعض المؤسسات التعليمية في المملكة في ما يتعلق بنسبة التلاميذ المدخنين أو حتى الذين يستعملون مواد مخدرة... ثم انتقل بالحاضرين الى التعريف بأنواع المخدرات و مدى خطورتها و تأثيرها السلبي على متناوليها و محيطهم مستعينا بصور توضيحية و رسومات مبسطة حتى يتم فهمها و استيعابها بسهولة من طرف التلاميذ ، ثم وضح الالتفاف الذي لجأت اليه الشركات باختراع ما يسمى "السيجارة الالكترونكية" وأيضا مخدرات في أقراص ومواد تبدو في الدعاية أنها غير مخدرة في حين أنها مدمرة للشباب ، ليختم عرضه بإعادة التذكير بأن الوقاية أولى من العلاج. لتنقل الكلمة الى الاستاذ عبد الله اليماني نائب وزارة التربية الوطنية الذي ثمن مثل هذه المبادرات وأكد على حاجة المؤسسات التعليمية للانفتاح على المجتمع المدني خصوصا في وقتنا الحاضر الذي أصبحت فيه ظواهر مدمرة لفئة الشباب الدين هم الرأسمال الحقيقي للمغرب ، ثم انتقل الى ابراز أن البدائل متوفرة من خلال فتح الملاعب الرياضة والمكتبات والنوادي الثقافية أمام الشباب لاستثمار أوقاتهم وفتح المجال أمام ابداعاتهم ، ليتنقل الى رهانه على انتاج جيل متفوق في مدينة الجديدة ينافس على الصعيد الوطني في المباريات والنتائج على مستوى الامتحانات الاشهادية ، وزاد من حماس تدخله حديثة للتلاميذ بصيغة "أبنائي وبناتي" والتي ظل يعيدها على التلاميذ مما جعل الحضور يصفق بحرارة بعد نهاية تدخله. ليتم الانتقال الى المقاربة الحقوقية و القانوية من خلال تدخل الاستاذ عبد الغفور شوراق رئيس المكتب المغربي لحقوق الانسان فرع الجديدة الذي ركز على الفصول التي تعاقب حامل أو متناول المخدرات أو السيجارة ، ثم تحدث عن نماذج من القضايا التي ترافع فيها وحكم فيها شباب في مقتبل العمر نتيجة تورطهم عن جهل اما في تناول أو حمل أو وساطة في المخدرات والتدخين ، ليعرج على المطالب الحقوقية الدائمة بضرورة توفير الامن أمام المؤسسات التعليمية العمومية اسوة بالخصوصية ، كما ذكر بأن التهريب على الحدود الشرقية هو بمثابة الخطر الذي يهدد شباب هذا الوطن، ليختم تدخله بتوصيات تؤكد على ضرورة توفير مراكز علاجية وتغليب المقاربة الحقوقية في حق المدمنين و الزجرية العقابية في حق المدمنين. وقد شكل حضور الاستاذ عبد الواحد هلالي رئيس جمعية أباء أولياء تلاميذ بئر انزران اضافة نوعية للندوة خصوصا أنه تحدث خلال كلمته عن تجربته الشخصية مع التدخين ومعاناة المدخن مع ذاته وأسرته وصحته و جيبه ، لكنه اكد أنه بالإرادة القوية وتوفير البدائل يمكن الاقلاع عنه وحكى بعضا من تجاربه مع التدخين والتي زكاها بتقارير منظمة الصحة العالمية والتي تؤكد أن الشباب أكثر الفئات عرضة للإدمان ، ليختم تدخله بالتذكير بكون الظاهرة لن يتم القضاء عليها بدون تضافر جميع المتدخلين في التربية من أسرة ومدرسة وإعلام... لتنتقل الكلمة للجمهور والدين تفاعلوا مع العروض المقدمة من طرف الاساتذة ، حيث طرح التلاميذ مجموعة من التساؤلات الحارقة حول ظاهرة استدراج التلاميذ الى مستنقع الادمان من خلال شبكات خاصة ، وأكدت جميع المداخلات على ضرورة توفير الامن في أبواب المؤسسات حتى يتم زجر مروجي التدخين والمخدرات. وفي الختام توجه رئيس جمعية الأمل لمرضى السكري لكرازة نيابة عن باقي أعضاء المكتب المسير و كافة ساكنة جماعة سيدي حمادي بكلمة شكر و تنويه في حق الدكتور حمو الكرمي على تلبيته الدعوة و على عرضه القيم الذي لقي استحسانا كبيرا و تجاوبا من قبل الحاضرين وخاصة تلامذة المؤسسة... في نهاية الندوة ختمت الاستاذة زهرة بنجياب بتوصيات حول الحملة "شبابنا مسؤوليتنا جميعا"، ركزت فيها على ضرورة اعطاء الاولية لمشاكل الشباب من خلال توفير فضاءات للتعبير عن ذاته ، اضافة الى توفير الامن في محيط المؤسسات العمومية، ثم نشر ثقافة تربوية صحية في صفوف المتعلمين.