بعد طول انتظار و معاناة الفلاحين مع تأخر الأمطار، وانعكاساتها من خلال الارتفاع الصاروخي لأثمنه أعلاف المواشي ، وبعد أن كاد الموسم الفلاحي الحالي أن يضيع بسبب انحباس الأمطار . لاحت تباشير الخير في الأفق و عاد الأمل ليدب في نفوس الفلاحين مع التساقطات المطرية الأخيرة ، التي كانت الآمال معقودة عليها، إلى درجة أن تأخر الأمطار والتساؤل عن مصير الموسم الفلاحي كان حديث الساعة بين الفلاحين، لكون الأمطار أو الماء أصل الحياة ، و تعتبر المحرك الأساسي لكل شيء.
وقد جاءت أمطار الخير في الوقت المناسب لإنقاذ الموسم الفلاحي من عنق الزجاجة. كما صرح بذلك العديد من الفلاحين من جماعات قروية مختلفة بإقليم الجديدة، فمن جماعة أولاد حمدان، عبر الفلاحون عن سرورهم وفرحهم الكبير بالتساقطات المطرية الأخيرة، واعتبروها كرما وهدية من الله تعالى ، وبالنسبة لوقت الذي جاءت فيه، صرح أحد الفلاحين قائلا: " الشتا جات في الوقت المناسب وغادية تنقذ الفلاحة إن شاء الله" وأضاف آخر " هذه الأمطار جيدة جدا جاءت في الوقت الحرج، لأن شهر يناير أم ما يسمى ب ( بالليالي) هو الرئيسي فإذا هطلت فيه الأمطار يكون الموسم جيد "
ومن جماعة أولاد افرج بدت وجوه الفلاحين منشرحة ومبتهجة وفرحة بأمطار الخير، إلى درجة أن شدة الفرح جعلت العديد من الفلاحين يتجولون تحت التساقطات المطرية، متبركين بها، وقد قال أحد الفلاحين " ربي كبير بزاف منساناش" وقاطعه فلاح أخر مصرحا " الحمد لله على هذه الأمطار لي جات في الوقت الصعيب من العام الفلاحي ، ودب غدي يكون مزيان أن شاء الله "
وعن علاقة الأمطار بتجار الأبقار من حيث البيع والشراء، قال فلاح بنفس المنطقة " السوق كان خيب والثمن ناقص بزاف والفلاح مكرفص من العلف الغالي، ودبا الحمد لله السوق غادي يرجع مزيان والربيع غاذي يوجد والنخالة غادية تنقص من ثمنها، الحمد لله"
هي إذا تصريحات دالة على أهمية الأمطار بالنسبة للعالم القروي ، الذي يعتمد عليها بشكل كبير، سواء تعلق الأمر بعملية زرع الحبوب أو القطاني، أو تعلق الأمر بالمراعي، التي من شأنها في الأيام القليلة القادة أن تصبح مرتعا للمواشي.