من مستلزمات الفهم السليم والإدراك الصحيح والقضايا المطروحة على بساط البحث والدرس والنظر تحديد المصطلحات والمفاهيم وفقا لمنهج التحليل اللغوي الذي يرصد السياق اللفظي للمفردات ، ويقف على الدلالات والمعاني التي تنطوي عليها أو ترمز اليها .
ونحن هنا بإزاء مصطلحين اثنين ،، شاع رواجهما في العقود الأخيرة ، وفشا استخدامهما في سيلقات عديدة ، هما : ( التحدي ) و ( الحضارة ) . وسعيا منا إلى ألخذ بالمنهج العلمي في المعالجة والبحث ، بتعين علينا أن نضبط ونحدد المفهوم اللغوي لمصطلح التحدي ضبطا دقيقا أولا ، ثم مفهوم الحضارة ثانيا ، حتى يستقيم لنا الفهم الموضوعي لطبيعة الموضوع ، الذي يؤدي دون لبس أو خلط أو غموض .
التحدي :
ما هي الدلالة اللغوية والثقافية التي ينطوي عبيها مصطلح التحدي ؟ وهو من الأساليب الحديثة في الكتابة ، وقد تقصيت في لسان العرب جد ( ح. د. ر) فوجدت : حداه وتحداه وتحراه بمعنى واحد : ومنه قول مجاهد : كنت أتحدى القراء فأقرأ أي أتعمدهم .
وعند الجوهري : تحديث فلانا أي باريته في فعل ونازعته الغلبة . وعند ابن سيده تحدى الرجل تعمده . وتحداه : باراه ونازعه الغلبة . ووجدت في معجم مقاييس اللغة : فلان يتحدى فلانا إذا كان يباريه وينازعه الغلبة (2) وفي الصحاح : تحديث فلانا إذا باريته في فعل ونازعته فيه (3) . وفي أساس البلاغة: تحدى فلان أقرانه إذا باراهم الغلبة ، وتحدى رسول الله صلى الله عليه وسلم العرب بالقرآن (4) وفي معجم ( الهادي إلى لغة العرب ) لحسن الكرمي ، وهو من أحدث المعاجم العربية : تحدى الشيء تعمده ، وتحدى الرجل صاحبه الشعر أو الصراع ن أي باراه لينظر أيهما أشعر أو أصرع (5) . ,إذا تأملنا هذه المعاني جميعا نستطيع أن فعل ( تحدى يتحدى تحديا) لفظا ومعنى ، يفيد دلالةرئيسية هي المباراة في الأمر ، ومنازعة الغلبة ، والمبارزة والمواجهة . وبهذا المفهوم يستعمل هذا المصدر في الكتابة العربية الحديثة ، وهو من المفاهيم التي سادت الحياة العقلية والثقافية في النصف الثاني من القرنن العشرين إذ لم يكن هذا المصطلح المشحون بهذه الحمولة اللغوية والمملوء بهذه الدلالات والمعاني جميعا ، متداولا من قبل .
مفهوم الحضارة :
وأما الحضارة فهي من ( حضر حضورا وحضارة ) جاء في لسان العرب الحضارة : الإقامة في الحضر ، وفي تاج العروس : الحضارة بالكسر الإقامة في الحضر وكان الأصمعي يقول الحضارة بالفتح قال الشاعر : فمن تكن الحضارة أعجبته فأي رجال بادية ترانا
ويأخذ ابن خلدون بهذا المعنى فيعقد فصلا في المقدمة بعنوان " الحضارة غاية العمران ونهاية لعمره " يقول فيه إن الحضارة غاية البداوة ، وأن العمران كله من بدواة وحضارة وملك .. له عمر محسوس ، ويقول أيضا في موضع آخر من هذا الفصل : : والحضارة كما علمت هي التغني في الترف ، واستجداة أحواله والكلفف بالصنائع التي تأنق من اصنافه وسائر فنونه من الصنائع المهيأة للمطابخ أو الملابس أو الفرش أو الآنية ولسائر أحوال المنزل : ويقول في موضوع آخر : " الحضارة تتفاوت بتفاوت العمران ، فمتى كان العمران أكثر كانت الحضارة أكمل " (6) .
فالحضارة لغة : الإقامة في الحضر ، واصطلاحا : هي الابداع البشري في مختلف حقول النشاط الانساني الذي ينتج عنه التقدم في مسيرة الانسان على هذه الأرضض في كافة النواحي . فالحضارة هي نتاج عقل الانسان وجهده في زمان معلوم ومكان محدد .
والحضارة الانسانية هي حضارات تداخلت وتكاملت وتلاقحت عبر الأزمنة والدهور . وساهمت فيها الأمم والشعوب إذ أن لكل أمة تسمو أو تسفل ، تزدهر أو تنهار بحسب التزام أمة من الأمم بشروط الفعل الحضاري الذي ينشددائما العلو والسمو ويرقى إلى الكمال .
ومفهوم الحضارة عند مالك بن نبي : فعل تركيبي قوامه ( الانسان +التراب+الزمن) الانسان باعتباره كائنا اجتماعيا والتراب بخضوعه لضرورات فنية معينة والزمن بادماجه ضمن العمليات الاقتصادية والصناعية ومن هذه العناصر الثلاثة تتحقق الحضارة عند مالك بن ننبي (7).
هناك رأي نفيس في الحضارة لعزت بيجوفيتش يقول : " إن الحضارة تعلم أما الثقافة فتنور تحتاج الأولى إلأى تعلم أما الثانية فتحتاج إلى تأمل (8) .
ويتساءل يوسف القرضاوي في أحدث كتاب له هل للحضارة في الاسلام مفهوم خاص تتميز به عن غيرها من الحضارات السابقة واللاحقة التي عرفها الناس في الشرق والغرب ؟ أو أن جوهر الحضارات واحد وان اختلفت أقطارها وتباعدت أعصارها وتباينت أجناس صناع الحضارات وعقائدهم وفلسفتهم في الحياة؟ ويخلص بعد ذلك إلى القول إن هناك معنى عاما للحضارة يفهم من مدلول الكلمة نفسها ، وهو جملة مظاهر الرقي المادي والعلمي والفني والأدبي والاجتماعي في مجتمع من المجتمعات أو في مجتمعات متشابهة ويحدد القرضاوي ثلاثة مستويات للمفهوم الاسلامي للحضارة وهي : الفقه الحضاري ، والسلوك الحضاري ، والبناء الحضاري (7). والذي ذهب إليه يوسف القرضاوي هو الفهم الصحيح لمعنى الحضارة ومدلولها فلكل مجتمع حضارته التي هي جوهر خصوصصياته ومميزاته. وخلاصة مقوماته ومكوناته فالحضارة هي الهوية وهذا المفهوم يتعارض مع ما يعرف في الدراسات الغربية ( بوحدة الحضارة ) ويقصدون بها الحضارة الغربية وهي النظرية التي ينتقدها المؤرخ أورنولد توينبي إذ يقول : " وما نظرية وحدة الحضارة هذه إلا رأي خاطىء تردى فيه المؤرخون الغربيون النحدثون تحت تأثير محيطهم الاجتماعي وأوحى به مظهر الحضارة الغربية الخداع " (10).
إن الحضارة بهذا المعنى الواسع العميق هي تحد دائم لعوادي الأيام ، ولمشكلات الحياة ولعناصر التلاشي والفساد ولعوامل النقص والعجز فما من حضارةإلا وهي تتحدى على الدوام من اجل ان تبقى فإذا لم تتحد تراجعت وتضاءلت وانهارت مثلما انهارت حضارات قامت وسادت ثم بادت .
طبيعة التحدي الحضاري المعاصر :
ولاتشد الحضارة الانسانية في هذا العصر عن هذه القاعدة المطردة ولكنها تفوق الحضارات السابقة بل تتميز عنها بان حجم التحديات فيها للعقل البشري وللفطرة الانسانية السوية تزيد في قوتها وعنفوانها – وجبروتها وطغيانها ايضا عن كل ما عرفه الانسان من تحديات في العصور الماضية ولكن من الحقائق الثابتة التي لا تقبل الجدل أن من أكبر التحديات الحضارية في هذا العصر ، التحدي العلمي بكل المعاني العميقة التي يوحى بها وبجميع مفاهيم العلم ودلالته فهو تحد علمي اقتصادي وتحد علمي سياسيي وتحد علمي اداري وتحد علمي ثقافي وتحد علمي اعلامي على اعتبار أن مصدر هذا التحدي الأكبر هو التفوق في العلم إلى أبعد المدى ن والارتقاء في مدارجه إلى أعلى المستويات .
إن هذه التحديات جميعها ناشئة عن التفوق الهائل في العلوم الحديثة الجامعة سواء أكانت علوما إنسانية أم علوما أساسية أو العلوم التطبيقية .
إن التحدي الحضاري الذي يواجه الأمة الاسلانية اليوم هو التحدي الحضاري ذاته الذي سيواجهها في المستقبل في المدى القريب والبعثد وفي جميع الأحوال ن فإن مدار الأمر كله هو حول الابداع في العلم والتفوق في حقوله كلها
لقد درجنا ومنذ أمد قريب في كتابات مفكرينا وأدبيات مثقفينا وتحليلات الساسة والمنظرين على وصم الحضارة الغريبة على اطلاقها بالضعف ودمغها بالفساد وهذا يخالف حقائق الأمور فهذه الحضارة التي تبسط جناحيها اليوم على البشرية هي حضارة قوية وحضارة متفوقة وحضارة مبدعة وحضارة تسمو بالعقل الانساني وتحترم الابداع البشري وتنزع نحو الدقة والنظام والانضباط واحترام الوقت وتقوم على تسخير القوى الكامنة في الانسان وفي الكون وفي الطبيعة ، التعمير الأرض ولبناء قواعد الحياة الانسانية، التي يسعد فيها بنو البشر ، بغض النظر عن التفرقة العنصرية التي تطبع سياسات بعض الحكومات والدول والمؤسسات في الغرب ، ونحن مع اقرارنا بهذا التفوق ، وهذه القوة ، وتسليمنا بهذه القدرات والامكانات ، لا يمكن لنا أن نغض الطرف عن مظاهر الانحراف الفكري والسلوكي التي تسود هذه الحضارة ، ونرد هذه الظواهر السلبية إلى اصولها التي تكمن في طغيان الجانب المادي والمصلحي في هذه الحضارة على الجانب الروحي والقيمي . ولكننا مع ذلك كله لا نملك إلا أن نعترف بأن قوة الغرب تتبع من قوة حضارته ، وهي قوة العلم والأخذ بأسباب التدبير الرشيد للموارد ، والتسيير المحكم لشؤون الحياة ، والتعمير في ألرض وهذا في رأينا هو التحدي الحضاري الأكبر الذي يواجهنا . والذي يتعين علينا أن نرتقي إلى مستوى مواجهته ، ولن نصل إلى هذا المستوى إلا إذا اتبعنا سنن الله في خلقه وكونه ، وهي السنن ذاتها على الأرض ، وهذه السيادة على البشرية ، في هذه الحقبة التاريخية .
شروط مواجهة التحدي الحضاري : إذا أخذنا بمنطق العلم ذاته ، فإن التحدي الحضاري لا يواجه إلا بتحد حضاري متكافيء له ، ومتوازن معه. فهل نحن في المقام الذي يهييء لنا أن نرد التحدي الحضاري الذي يواجهنا اليوم بتحد مماثل له ؟؟ إن شروط هذه المواجهة إنما هي شروط النهضة بمدلولاتها العميقة ، وبمفاهيمها الشاملة ، وهي تتلهص في ثلاثة شروط نرى أنها إلأحاحا وأكثر حيوية وأعمق تأثيرا .
إن التفوق في العلم إنما ينشأ من الارتقاء في التربية والتقدم في التعليم ، والعلم في الجملة يبدأ من تطويع ملكة الفهم والاستيعاب والتعقل والتبصر. وصقلها صقلا يفجر طاقتها والتربية تسبق التعليم في مرحلة. ثم يتوازيان فيما يستقبله المرء من مراحل التحصيل والتكوين والتأهيل ، ولن يؤدي التعليم وظيفته كاملة وعلى النحو الذي يؤثر ايجابيا وعميقا في المجتمع ، إذا لم يكن مقرونا بالتربية التي ليست دائما وفي جميع الاحوال التربية الدينية او التربية الاخلاقية او التربية الوطنية فحسب وانما هي الى ذلك كله التربية العقلية والتربية النفسية والتربية العلمية اذا صح التعبير وهو صحيح من كافة الوجوه وهذا النوع من التربية الشاملة هو الذي يهييء لنا الاجيال المؤهلة للاسهام في العملية التي نسميها تجديد البناء الحضاري للأمة الاسلامية .
ان التعليم هو العنصر الاشد حيوية والعامل الاقوى في تقدم الامم وتطور الشعوب وارتقاء الدول وامتلاكها لاسباب القوة، وان حقائق العصر لتؤكد لنا بما لا يدع مجالا للشك أن قوة الحضارة الغربية إنما جاءت من التركيز على التعليم ، ومن الابتعاد به عن معترك الصراع السياسي ، او التنافس بين الاطراف المتطلعة نحو تحقيق المصالح الآنية ، ولذلك فإن التعليم القوي البناء الهادف ، هو شرط لازم من شروط المواجهة الحضارية مع تحديات الحاضر والمستقبل .
ثانيا: دعم البحث العلمي في جميع حقوق المعرفة:
ويقتضي هذا الدعم في المقام الأول الاهتمام بالعلوم البحتة ، وتخصيص نسب أعلى في موازنات الحكومات للإنفاق على البحوث والدراسات العلمية ، وتوفير الأجواء الملائمة للباحثين والدارسين في الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث للإنقطاع الكامل للحياة العلمية ، في مناخ ثقافي يشجع على حرية البحث والتأمل والدرس ، ويزدهر فيه الابداع والابتكار . ولتحقيق ذلك لابد من قيام القطاع الخاص بدوره في هذا المجال ، وإن الاعتماد على الدولة في الانفاق على البحث العلمي ، وتوفير سبله للباحثين في العصر الحالي يعتبر من بعض العراقيل التي تواجه مسيرة البحث ونشره وتعميمه ، في الدول الغربية تتحمل البلديات والكنائس مهمة الانفاق على البحث العلمي، وتوفير سبله للباحثين في العصر الحالي يعتبر من بعض العراقيل التي تواجه مسيرة البحث العلمي في الجامعات ، وتبقى مهمة الجهات الحكومية في وضع البرامج والمناهج والمقررات والنظم . وهذا النظام كان متبعا ومعمولا في حضارتنا الاسلاسمية على مر العصور ، حين كان الوقف الاسلامي يقوم برسالته في رعاية المؤسسات التعليمية ، وغيرها من مؤسسات المجتمعات الاسلامية .
إن الاجتهاد فب البحث العلمي والابداع والتفوق فيه شرط مؤكد من شروط رد التحدي الحضاري ، فالعلم كما أسلفنا القول هو الذي يصوغ مستقبل البشرية
ثالثا: تجديد أساليب الحياة العامة:
يندرج تحت هذا الشرط الاصلاح السياسي والاقتصادي في ناحيته النظرية والتنفيدية ، إذ لا يمكن أن تتطور مناهج التربية والتعليم ، ويقع الاهتمام بالبحث العلمي ويدعم ويشجع ، وتعطى له الأهمية القصوى في سلم الأولويات . إذا ظلت الأوضاع العامة في معظم البلدان العربية الاسلامية على هذا المستوى من الضعف والتهلهل وعدم الاستقرار والتراوح بين التجارب السياسية والاقتصادية التي ثبت فشلها وتأكد تهافتها ، فلا بد من اصلاحات عميقة تعيد الاعتبار للإرادة الانسانية الحرة ، وتشبع أجواء الثقة وتبعث الحماس ، وتحي الآمال ، وتطفيء من نيران السخط والقلق ، وتبدد غيوم الخوف والفزع ، وتقصي على التردد والاحجام عن المشاركة في الشؤون العامة للمجتمع . ذلك أن العلم لا يزدهر إلا في بيئة نظيفة يمارس فيها وظائفه ، ويؤدى إلى اكتساب القوة ، وامتلاك القدرة على التفوق والعلو في الأرض بالحق .
وليس في امكان الأمة العربية والاسلامية مواجهة التحدي الحضاري في ظل أوضاع تتخبط في مشاكل لا تهاية لها ن تغرق فيها المجتمعات إلا القليل منها ، فرد التحدي إذن هو قوة حضارية ، والقوة لا تنشأ من ضعف وفقر ، وعوز وحرمان ، ومن أجل هذا كان تجديد اساليب ممارستنا لحياتنا الخاصة والعامة شرطا من شروط مواجهة التحديات التي تواجهنا اليوم والتي تنتظرنا إذا (11 ) .
إن هناك ترابطا وتلازما بين الشروط الثلاثة الآنفة الذكر لا يمكن أن تخل بأحد منها إذا أردنا أن ندخل معتررك الحياة المعاصرة بقدرات أكبر ، وبامكانات أوفر ، فمواجهة التحدي والتدافع معه ، يتطلبان معايشة هذا التحدي ، والدخول معه في جدل واقعيي عملي ، إن حياتنا العامة على صعيد العالم الاسلامي ، تحتاج منا إلى ترشيد فكري وثقافي ، يستند إلى قيم الحضارة الاسلايمية ، وما اصلاح الأوضاع التعليمية والتربوية والععلمية إلا جزء من الاصلاح السياسي والاقتصادي الشامل الذي هو من الشروط الضرورية لبلوغ المستوى الذي تشده من القوة والاقتدار . إن منشأ الضعف العام الذي يعتري الكيان العربي الاسلامي يعود في ابرز وجوهه إلى أننا في مجتمعاتنا العربية الاسلامية نعيش مجتمعين متغايرين، ونحيا حياة منفصلة بين نماط متغايرة في الفكر والسلوك والنشاط الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية ، وهذا يقيم شرخا عموديا في المجتمع يفصم أبنيته وقواه ويضع كل اولئك في نضاد وتعارض بعضهم مع بعض .
إننا لا نرسم هنا صورة قائمة تحجب عنا الرؤية إلى حاضرنا ومستقبلنا ، فمهما يكن من أمرنا اليوم ، فلا أحد يستطيع أن ينكر علينا أننا نملك مقومات إثبات الذات وفرض الوجود والتزاحم في ساحة التدافع الحضاري، إننا نملك ارثا – و لا أقول تراثا – إرثا حيا ، فغرثنا حي فينا ، هو ديننا وثقافتنا وحضارتنا وأمجاد تاريخنا فتاريخنا هو رصيد دائم لا ينفد يمدنا بالأمل والقوة العقلية والنفسية وبالثقة بالنفس .
ونخلص من هذا كله إلى أننا لا نقف في العراء ، وإنما نحن نقف على أرضية ثابتة ونستند إلى رصيد زاخر ، ولا تعوزنا سوى إرادة الفعل الحضاري المؤثر، حتى نستطيع أن نواجه التحدي الحضاري وذلك يقتضي منا أن نطور مناهجنا وبرامجنا التعليمية والتربوية ، وأن ندعم البحث العلمي ونضاعف الانفاق عليه ، ونجعل له الأولوية في ساستنا الوطنية ، وأن نغيير ونطور ونجدد من حياتنا العامة ، حتى تستقيم على سواء السبيل ، وحتى تتسجم مع قيمنا ومبادئنا وبذلك تصبح أقدر على مواجهة كل التحديات في حاضرنا وفي مستقبلنا .